أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عواض مبارك الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿3293﴾.
عدد المشــاركات : ﴿35﴾.

يا صاحبي ما في الهوى راحة.
الهوى يا فضلاء له مناح في معانيه عدة ولكنه يجمعه ما قال بعضهم (والهوى : كل ما خالف الحق، وللنفس فيه حظ ورغبة من الأقوال والأفعال والمقاصد).
شَكَوتُ إِلَى سِربِ القَطا إِذ مَرَرنَ بِي = فَقُلـتُ وَمِثلـي بِالبُكـاءِجَديـرُ
أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيـرٍ جَناحَـهُ = لَعَلِّي إِلَى مَن قَـدهَوَيـتُ أَطيـرُ
فَجاوَبنَنِي مِن فَوقِ غُصـنِ أَراكَـةٍ = أَلا كُلُّنـايـا مُستَعيـرُ مُعـيـرُ
وَأَيُّ قَطـاةٍ لَـم تُعِـركَ جَناحَهـا = فَعاشَت بِضُـرٍّ وَالجَنـاحُ كَسِيـرُ
وَإِلاَّ فَمَـن هَـذا يُـؤَدِّي رِسالَـةً = فَأَشكُـرَهُ إِنَّ الـمُحِـبَّ شَكـورُ
فمن كابد العشق حتى استجار بسرب القطا ليلاحق من هوى خالف الحق ومال مع نفسه ما أشقى صاحب الهوى فليته مال مع الحق وصبر وكتم وتناسى ما فاته بما عند الله في الدار الآخرة ولكنه هوى النفس يا صاحبي لا راحة فيه.
ومن تغلغل الحسد في سويداء قلبه فقد اتبع هوى نفسه وكأنه يعترض على قدر الله فيما أعطى وفيما منع، هلا رضي بما قسمه الله له ودعا لذاك بالبركة ما أحقر الحاسد عندما يتمنى زوال نعمة أخاه ويحظى بها هو وكان له في الغبطة من ذاك مندوحة ولكنه هوى النفس يا صاحبي لا راحة فيه.
ومن امتطى صهوة العجب وغرته نفسه فأضحى كأنه صانع قدر نفسه فقد اتبع هواه متأسيا بقارون عندما أعلن بعجب وفي كبرياء أن ما عنده هو بعلمه فهل نفعه هذا عندما خسف الله به وبماله الأرض كلا، هلا شكر المنعم صاحب الفضل والنعمة ونسب النعمة إلى منعمها الحقيقي جل في علاه وكان له في الشكر مضاعفة فلئن شكرتم لأزيدنكم لكنه هوى النفس يا صاحبي لا راحة فيه.
ومن بلغ به الكبر والتكبر مبلغا ظنا معه ألا أحد يضاهيه فقد انضوى تحت لواء فرعون عندما تكبر وعلى في الأرض وبلغ به الهوى ادعى الألوهية فما أشقاه أيشاطر الله في كبرياءه كان حري به أن يعظم ربه وأن يضع نفسه موضع العبودية لله لكان خيرا له من أن يأخذه الله في عنفوان قوته وما توهم أنه نصر.
بم أخذه ؟ بأهم مقوم للحياة لا تقوم بغيره أهلكه بالماء. لكنه هوى النفس يا صاحبي لا راحة فيه.
وتأتي قمة الشقاء والضلال فيمن اتخذ هواه إله له (وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ) (الجاثية) لا أضل ولا أخزى ممن اتخذ إلهه هواه أما وإنه لو أخلص لمن خلق السماوات والأرض بالحق وجعل هواه تبعا لذلك لسعد ولما شقي لكنه هوى النفس يا صاحبي لا راحة فيه.
يا صاحبي ما في الهوى راحة كيف يرتاح متبعاً لهواه وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : (ثلاث منجيات : خشية الله في السر والعلانية، والقصد في الفقر والغنى، وكلمة الحق في الغضب والرضا، وثلاث مهلكات : شح مطاع، وهوى متبع، وإعجاب المرء بنفسه).
يا صاح فر من الهوى وعليك بالمنجيات.
يا صاح هيا بنا نستفيء ظلال خشية الله في سرنا وعلننا وهيا في زمن تقلبات الاقتصاد فيه كوارث أن نقتصد في الفقر والغنى ولنسارع في قول الحق على كل حال يستوي عندنا حال الصفاء مع حال الغضب بعيداً عن الهوى.
يا صاح ليكُ هواك تبعاً لما جاء به حبيبك الأول من الثقلين محمد بن عبدالله حتى يتحقق إيمانك عندها تغير العبارة فتقول يا صاحبي كل الراحة في الهوى وتنسى يا صاحبي ما في الهوى راحة.