من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

كالنسيم هم ﴿2344﴾.
العبط ﴿8283﴾.
ارحم روحك ﴿2260﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2226﴾.
عدد المشــاركات : ﴿723﴾.

في الرسائل التوعوية : لا تهاجر - وطنك لك وحدك.
■ قصة وعبرة :
"ابن جربوع" شخص من سكان نجد، ويعيش حياته اليومية فيما يكسبه من رزق النقل على حماره، ومضت به السِّنُون الطويلة وهو على حاله هذه لم يزد غنى، ولم ينزل للفقر. وحاله كحال الشخص الطموح الذي يرغب في تحسين مستوى دخله وزيادته، ولكنها محاولات ضاعت سدى، فالحمار له طاقة والنقل له سَعَة، والرزق فيها محسوب، ولكنه شخص مؤمن بما رزقه الله صابرٌ محتسبٌ.وتوالت تلك الليالي كثيراً حينما تأتيه في المنام رؤيا، يأتيه فيها صوت يقول له: رزقك في القدس.
تكررت تلك الرؤى كثيراً، وبدا قلقاً من كثر التفكير بها ومدى صدقها من أضغاثها، واستشار زوجته بتلك الرؤى فهي رفيقة دربة وشريكة حياته ورزقه، طال بهما الحديث كثيراً وتداولا الفكرة بعمق أكثر، وقالت له: أنت سعيت كثيراً دون كلل أو ملل لزيادة رزقك والتوسع بما نحن عليه، ولعلها رسالة لك للسفر وكسب الرزق هناك، فالله سبحانه وتعالى يقدر الأرزاق وأوقاتها وأماكنها لكل إنسان. فاذهب إلى القدس وانظر ما كتب لك الله من رزق.فقام ابن جربوع ببيع حماره واشترى لأهله ما يكفيهم في غيابه وجهّز متاعه وذهب للقدس، ومضى في طرقاتها وأزقتها، وهو يتأمل ويسأل نفسه: إلى أين أنا ذاهب وماذا أفعل؟، وإذ هو في تلك الغياهب الفكرية وعواصف الفكر تلوك أفكاره، مرَّت بقربه عربة مليئة بعناقيد العنب يجرها حمار عليها مزارع فلسطيني جلبها لكي يبيعها في السوق، وإذا بعنقودي عنب يسقطان من العربة ويسارع بالتقاطهما، وهو ينادي على صاحب العربة ليقف، ويقول له: لقد سقط منك هذان العنقودان وحملتهما لك، فقال له المزارع الفلسطيني إنهما رزقك. وهنا توقفت عجلة الوقت لهُنيهة وصاحبنا ينطق بما جال بخاطره وبصوت عال محبط: (تركت قريتي من أجل الرزق في القدس وإذا بالرزق يكون عنقودين من العنب). فرد عليه المزارع: ما هي قصتك؟، فقال هي رؤيا تكررت كثيراً تقول لي أن رزقي في القدس، وها أنا ذا وطئت القدس. وأنت تقول لي رزقي عنقودان من العنب، فقال له المزارع: ما أحمقك! وهل تصدق كل رؤيا تأتيك؟!
يقول المزارع وهو يخاطب ابن جربوع : جاءتني رؤيا مراراً وتكرارًا تقول لي: (الكنز تحت مربط حمار ابن جربوع في نجد) ولكنني لم أصدقها ومقتنع بما أعمل به وأجني منه رزقي. فلمعت تلك الكلمات كبرق سطع في ظلام، فكر ابن جربوع وصمت... وشكر المزارع، ومضى في حال سبيله وعلى الفور تجهز لرحلة العودة لأهله وفوجئت زوجته بعودته السريعة. وسرد لها ما دار بينه وبين المزارع. وذهب لمربط حماره الذي باع وبدأ بالحفر إلى أن وجد صندوق كنز مُمتلِئ بالذهب، وكان سبباً في ثرائه وتجارته.