بسم الله الرحمن الرحيم
اسمُ الكاتب : عبدالرحمن عبدالقادر سرتي.
إجمالي القراءات : ﴿3539﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.
◄ النظام الثانوي بين الواقع والمأمول «1».
■ النظام المرن بين الواقع والمأمول.
قبل عدة سنوات وتحديداً في عام 1425هـ برزت فكرة إعادة نظام الساعات للمرحلة الثانوية، عندها ظهرت أصوات تربوية تعارض وتندد بالفكرة وتنعتها بالفشل الذريع مستندةً لتجربة سابقة فشلت فشلاً ذريعاً على حد زعم العديد من التربويين وتم إلغائها.
والمنطق يقول أن لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها تتضح بعد أن تأخذ التجربة وقتها ثم تقيم ويتم تعزيز الإيجابيات علاج السلبيات وإعادة تقديم التجربة من جديد بشكل أكثر دقة.
وهذا ما توقعت حدوثه وحدث بالفعل فقد قامت وزارة التربية والتعليم بتقديم نظام طبقته على شريحة من مدارس البنين والبنات بمعظم مناطق المملكة، نظام رائع بفكرته أعاد للمعلم الكثير من هيبته وأعطى الطالب التميز المنشود.
وقد قامت الوزارة عند بداية الأمر بدعم النظام بكل قوة وتبنته وحرصت على تلافي كل العوائق أو كما يقال (رمت بكل ثقلها) من أجل النجاح المنشود، فوفرت ميزانية خاصة لكل مدرسة مطبقة للنظام وتابعت خطوات النظام من خلال زيارات ميدانية خاصة من قبل أعلى مسئولي الوزارة للمدارس والاستماع لنبض هذه المدارس ومشاكلها وتوفير إدارة خاصة بالوزارة تعنى بالنظام تحت مسمى (إدارة التعليم الثانوي).
وبحق كانت التجربة أكثر من رائعة في معظم مناطق المملكة وخصوصاً بالسنتين الأولى للتطبيق، وتتفاوت نسبة النجاح بحسب مرونة منسقي النظام ومدراء المدارس ومدى تنفيذهم لآلية النظام وروحه، بينما إدارة النظام بالوزارة تقوم بعمل جبار وواضح وتتواصل وتتعاون بشكل مميز أمانةً.
تغير مسمى النظام وسمي بعدة مسميات كعادتنا في حب التغيير والتنظير فمن النظام الجديد للنظام الثانوي الجديد للنظام المرن لنظام المقررات، ولا يهمني تغيير المسمى فهي ليست قضية، ولكن يهمني أن يحتفظ النظام بهويته ومرونته، فالمرونة هي روح هذا النظام وهي لبنته الأساسية، وبعد مرور عامين من التجربة وتحديداً بعد رحيل المصاحب الفكرة والداعم الأساسي لهذا النظام تغير الحال (أصبح النظام كالطفل الذي فقد والديه وفقد الرعاية) فكثر التدخل والتغيير بسبب وبدون سبب وكثر الاجتهاد من قبل إدارات التربية والتعليم ممثلة (بمنسقي النظام) أو مدراء المدارس، فأن تكلمنا عن دور مدراء المدارس بالتخبط والعشوائية فحدث ولا حرج فبعضهم ألبس النظام ثوب التقليدية ونزع عنه المرونة فظهر النظام مهلهلاً فلا هو بالذي احتفظ برونقه وصورته ولا هو بالنظام التقليدي البحت، فأصبح الطالب لا يستطيع اختيار مواده أو معلميه أو حتى يحدد طريق تخرجه بل يجد برنامجاً إجباري وخطة يجب عليه تنفيذها، وأصبح المعلم تقليدي يضع الأسئلة مشاركة مع زملاء التخصص موحدة لجميع الطلاب ويصحح جماعي لطلاب المدرسة أسوة بالنظام التقليدي وقس على ذلك بقية الأمور.
أما المشرف المنسق للنظام فهو مع احترامي الشديد في بعض المناطق لا يفقه شيء في أبسط إجراءات النظام وأساليب تنفيذه، فتجده إما مهمش أو حجر عثرة في طريق النظام حتى أن بعض المناطق تم تغيير المنسق بها عدة مرات، وهذا لا يلغي وجود نماذج مشرقة ساهمت في إبراز النظام و تطبيقه بشكل مميز في كثير من مناطق المملكة.
قلت في ما سبق أن ابتعاد المسئول الوزاري (صاحب فكرة النظام) عن العمل بالوزارة أفقدا النظام الدعم والاهتمام حتى على مستوى الوزارة، فرأينا تخبط ببعض القرارات المفترض أنها قرارات صادرة من الوزارة، فهناك تدخل بتوزيع درجات المادة بشكل مستمر وأكثر من مرة بالفصل الدراسي الواحد، ناهيك عن تغير مناهج المواد بشكل دائم، فلم يعد للنظام شكل ثابت يبنى عليه، ولم يعد للمعلم دور بمادته كالسابق وأنما يملى عليه يفعل شأنه شأن معلم النظام التقليدي، وقد يقول قائل أن بعض المعلمون سلبيون أو لا يملكون روح الإبداع والابتكار أو يسيئون التصرف لو أعطوا صلاحية في إدارة موادهم، فكان من الأجدى أن توضع هذه المعايير للاستنارة وللمعلم الذي يريد شيء يطبقه مع فتح المجال للمعلم المبدع صاحب الرؤيا أن يضع برنامجه الخاص لإدارة مادته تحقيقاً لمبدأ المرونة.
فهذا التخبط وسوء التنفيذ للنظام جعل العديد من المعلمين الذين عملوا بالنظام لا يرغبون في الاستمرار بهذا النظام ويرغبون بالعودة للنظام التقليدي رغبة في إيجاد هوية ضائعة و رؤيا واضحة يسيرون عليها.
من وجهة نظري أن هناك عدة قرارات وإجراءات تكفل لهذا النظام أن يعود لسابق توهجه ويثبت أنه نظام أكثر من رائع. على أن يمضي جنباً إلى جنب مع النظام التقليدي ليعطي للطالب المتميز فرصة ذهبية للإبداع والتوهج ويوفر للمعلم البارع فرصة التدريس الفعال.
النظام الثانوي بين الواقع والمأمول «1».
النظام الثانوي بين الواقع والمأمول «2».
■ النظام المرن بين الواقع والمأمول.
قبل عدة سنوات وتحديداً في عام 1425هـ برزت فكرة إعادة نظام الساعات للمرحلة الثانوية، عندها ظهرت أصوات تربوية تعارض وتندد بالفكرة وتنعتها بالفشل الذريع مستندةً لتجربة سابقة فشلت فشلاً ذريعاً على حد زعم العديد من التربويين وتم إلغائها.
والمنطق يقول أن لكل تجربة إيجابياتها وسلبياتها تتضح بعد أن تأخذ التجربة وقتها ثم تقيم ويتم تعزيز الإيجابيات علاج السلبيات وإعادة تقديم التجربة من جديد بشكل أكثر دقة.
وهذا ما توقعت حدوثه وحدث بالفعل فقد قامت وزارة التربية والتعليم بتقديم نظام طبقته على شريحة من مدارس البنين والبنات بمعظم مناطق المملكة، نظام رائع بفكرته أعاد للمعلم الكثير من هيبته وأعطى الطالب التميز المنشود.
وقد قامت الوزارة عند بداية الأمر بدعم النظام بكل قوة وتبنته وحرصت على تلافي كل العوائق أو كما يقال (رمت بكل ثقلها) من أجل النجاح المنشود، فوفرت ميزانية خاصة لكل مدرسة مطبقة للنظام وتابعت خطوات النظام من خلال زيارات ميدانية خاصة من قبل أعلى مسئولي الوزارة للمدارس والاستماع لنبض هذه المدارس ومشاكلها وتوفير إدارة خاصة بالوزارة تعنى بالنظام تحت مسمى (إدارة التعليم الثانوي).
وبحق كانت التجربة أكثر من رائعة في معظم مناطق المملكة وخصوصاً بالسنتين الأولى للتطبيق، وتتفاوت نسبة النجاح بحسب مرونة منسقي النظام ومدراء المدارس ومدى تنفيذهم لآلية النظام وروحه، بينما إدارة النظام بالوزارة تقوم بعمل جبار وواضح وتتواصل وتتعاون بشكل مميز أمانةً.
تغير مسمى النظام وسمي بعدة مسميات كعادتنا في حب التغيير والتنظير فمن النظام الجديد للنظام الثانوي الجديد للنظام المرن لنظام المقررات، ولا يهمني تغيير المسمى فهي ليست قضية، ولكن يهمني أن يحتفظ النظام بهويته ومرونته، فالمرونة هي روح هذا النظام وهي لبنته الأساسية، وبعد مرور عامين من التجربة وتحديداً بعد رحيل المصاحب الفكرة والداعم الأساسي لهذا النظام تغير الحال (أصبح النظام كالطفل الذي فقد والديه وفقد الرعاية) فكثر التدخل والتغيير بسبب وبدون سبب وكثر الاجتهاد من قبل إدارات التربية والتعليم ممثلة (بمنسقي النظام) أو مدراء المدارس، فأن تكلمنا عن دور مدراء المدارس بالتخبط والعشوائية فحدث ولا حرج فبعضهم ألبس النظام ثوب التقليدية ونزع عنه المرونة فظهر النظام مهلهلاً فلا هو بالذي احتفظ برونقه وصورته ولا هو بالنظام التقليدي البحت، فأصبح الطالب لا يستطيع اختيار مواده أو معلميه أو حتى يحدد طريق تخرجه بل يجد برنامجاً إجباري وخطة يجب عليه تنفيذها، وأصبح المعلم تقليدي يضع الأسئلة مشاركة مع زملاء التخصص موحدة لجميع الطلاب ويصحح جماعي لطلاب المدرسة أسوة بالنظام التقليدي وقس على ذلك بقية الأمور.
أما المشرف المنسق للنظام فهو مع احترامي الشديد في بعض المناطق لا يفقه شيء في أبسط إجراءات النظام وأساليب تنفيذه، فتجده إما مهمش أو حجر عثرة في طريق النظام حتى أن بعض المناطق تم تغيير المنسق بها عدة مرات، وهذا لا يلغي وجود نماذج مشرقة ساهمت في إبراز النظام و تطبيقه بشكل مميز في كثير من مناطق المملكة.
قلت في ما سبق أن ابتعاد المسئول الوزاري (صاحب فكرة النظام) عن العمل بالوزارة أفقدا النظام الدعم والاهتمام حتى على مستوى الوزارة، فرأينا تخبط ببعض القرارات المفترض أنها قرارات صادرة من الوزارة، فهناك تدخل بتوزيع درجات المادة بشكل مستمر وأكثر من مرة بالفصل الدراسي الواحد، ناهيك عن تغير مناهج المواد بشكل دائم، فلم يعد للنظام شكل ثابت يبنى عليه، ولم يعد للمعلم دور بمادته كالسابق وأنما يملى عليه يفعل شأنه شأن معلم النظام التقليدي، وقد يقول قائل أن بعض المعلمون سلبيون أو لا يملكون روح الإبداع والابتكار أو يسيئون التصرف لو أعطوا صلاحية في إدارة موادهم، فكان من الأجدى أن توضع هذه المعايير للاستنارة وللمعلم الذي يريد شيء يطبقه مع فتح المجال للمعلم المبدع صاحب الرؤيا أن يضع برنامجه الخاص لإدارة مادته تحقيقاً لمبدأ المرونة.
فهذا التخبط وسوء التنفيذ للنظام جعل العديد من المعلمين الذين عملوا بالنظام لا يرغبون في الاستمرار بهذا النظام ويرغبون بالعودة للنظام التقليدي رغبة في إيجاد هوية ضائعة و رؤيا واضحة يسيرون عليها.
من وجهة نظري أن هناك عدة قرارات وإجراءات تكفل لهذا النظام أن يعود لسابق توهجه ويثبت أنه نظام أكثر من رائع. على أن يمضي جنباً إلى جنب مع النظام التقليدي ليعطي للطالب المتميز فرصة ذهبية للإبداع والتوهج ويوفر للمعلم البارع فرصة التدريس الفعال.
النظام الثانوي بين الواقع والمأمول «1».
النظام الثانوي بين الواقع والمأمول «2».