من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿4390﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

غياب القدوة لدى الطالب.
لا يخفى عليكم أن القدوة الحسنة لها دور بارز في تعزيز السلوكيات الإيجابية لدى الطالب، الأمر الذي يؤدي إلى ظهور جيل في المستقبل مشبع بكل القيم والمثل العليا والأخلاق الإسلامية الرفيعة في التعامل مع الآخرين مصداقاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم (الدين المعاملة).
ولكن واقع أبناءنا الطلاب في تعاملاتهم مع الآخرين يظهر لنا للأسف عكس ذلك، فنجد الألفاظ النابية على ألسنتهم مع أقرانهم بالإضافة إلى ممارستهم لبعض السلوكيات السلبية المرفوضة والتي تتنافى مع أخلاق طالب العلم كعدم احترام المعلم وعقوق الوالدين وتعلية الصوت عليهما بالإضافة إلى شرب الدخان والسهر على الإنترنت والقنوات الفضائية المشبوهة دون رقيب ولا حسيب.
والسبب في اعتقادي الشخصي أن الطالب أصبح يعيش في جو من التناقضات، فيجد أن الكبار من المعلمين والآباء يحثونه على التحلي بالأخلاق الفاضلة كالصدق والمصداقية في التعامل مع الناس والترفع عن الكلام البذيء والأمانة والإخلاص وبر الوالدين والتسامح، بينما يجد الطالب في واقع الحياة أن هؤلاء الذين يأمرونه بكل ذلك هم في الواقع وللأسف بعيدين كل البعد عن كل ذلك. فيجد الأب ينهاه عن التدخين وهو يدخن وينهاه عن الكذب وهو يكذب وينهاه عن عدم مشاهدة القنوان الإباحية بينما الأب بنفسه يشاهدها خلسة وأستاذه ينهاه عن الكلام البذيء بينما يسمع الطالب هذا الكلام من معلمه أثناء الفسحة عند مروره بجوار غرفة المعلمين ونجد بعض الآباء يحث أبنه على الأمانه والإخلاص بينما هو نفسه يغش ولا يتورع عن أكل أموال الناس بالباطل. وهنا يقع هذا الطالب في حيرة من أمره قائلا لنفسه أحرام علي وحلال عليهم !

هذه هي المشكلة التي يعاني منها أبنائنا الطلاب وهي غياب القدوة الحسنة، فكيف نأمل أن يظهر لنا جيل يحترم المبادئ والقيم والمثل العليا متشبع بالأخلاق الإسلامية وهو يعيش يوميا في عالم ملئ بالتناقضات ؟! سؤال أطرحه على كل معلم وأب ومربي فاضل.