×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 23- قسم : الثقافة الفنية ﴿التوقيعات﴾.

    فاطمة صالح باهميم
    فاطمة صالح باهميم.
    إجمالي المشاركات : ﴿21﴾.
    1445/11/23 (01:40 مساءً).

    فن الأقوال : وقولوا للناس حُسنا.

    ■ حياتنا يحركها الكلام، فأول ما تلقَاه آدم عليه السلام الكلام؛ فعلمه الله أسماء الأشياء، فعن طريق الكلام تعلمنا وفهمنا وآمنا، ونزل الوحي بالكلام على الأنبياء وكله كان كلاما طيبا مباركا، علمنا القرآن أن لا نتكلم إلا بالكلام الطيب الحسن حتى مع المختلفين معنا عقيدة ومنهجا وسلوكا؛ فقد قال الله عز وجل لموسى عليه السلام في أمره بدعوة فرعون : ﴿فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾ [طه: 44].
    يقول البغوي: دارياه، وارفقا به؛ وقال ابن عباس رضي الله عنه: لا تعنفا في قولكما له.
    وفرعون هو الذي قال أنا ربكما الأعلى.
    والقرآن الكريم اعتنى عناية كبيرة بالقول الطيب، قال الله عز وجل: ﴿وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا﴾ [الإسراء: 53].
    قال السعدي : أي: يسعى بين العباد بما يفسد عليهم دينهم ودنياهم، فدواء هذا أن لا يطيعوه في الأقوال غير الحسنة التي يدعوهم إليها، وأن يلينوا فيما بينهم؛ لينقمع الشيطان الذي ينزغ بينهم؛ فإنه عدوهم الحقيقي الذي ينبغي لهم أن يحاربوه.
    وقال جل ذكره: ﴿فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً﴾ [النور: 61].
    قال السعدي : أي: فلْيُسَلِّم بعضكم على بعض؛ لأن المسلمين كأنهم شخص واحد من تواددهم، وتراحمهم، وتعاطفهم.
    وقال جل شأنه: ﴿وَهُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ وَهُدُوا إِلَى صِرَاطِ الْحَمِيدِ﴾ [الحج: 24].
    ﴿هُدُوا إِلَى الطَّيِّبِ مِنَ الْقَوْلِ﴾ الذي أفضله وأطيبه كلمة الإخلاص، ثم سائر الأقوال الطيبة التي فيها ذكر الله، أو إحسان إلى عباد الله.
    آيات كثيرة تدعو إلى الكلام الحسن ذكرا وتذكيرا وتخاطبا.
    وكما دعانا القرآن وربانا على حسن القول ذكرا وخطابا وتواصلا، فكذلك ينهانا عن التلفظ بالألفاظ التي يكون معناها سيء الوقع أو استخدامها عند البعض سيء؛ فالله عز وجل نهى المؤمنين أن يخاطبوا النبي ﷺ بكلمة (راعنا): ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ {البقرة: 104}.
    قال المفسرون :كان المسلمون يقولون للنبي ﷺ : راعنا سمعك وكان هذا بلسان اليهوديَّة سبَّاً قبيحاً فلمَّا سمعوا هذه الكلمة يقولونها لرسول الله ﷺ أعجبتهم فكانوا يأتونه ويقولون ذلك ويضحكون فيما بينهم فنهى الله تعالى المؤمنين عن ذلك وأنزل هذه الآية وأمرهم أن يقولوا بدل راعنا ﴿انظرنا﴾ أَيْ: انظر إلينا حتى نُفهمك ما نقول.
    والقول الحسن بين الناس لا يدعوا مجالا للشيطان للإفساد بينهم وإحداث القطيعة و الفرقة.
    ولنا في النبي ﷺ القدوة المُثلى في كل مناحي الحياة، فقد كان حسن الكلام يُنزل الناس منازلهم، ويخاطب الناس مُراعيا مشاعرهم وأحوالهم، قال الجاحظ – في البيان التبيين – عن كلام النبي ﷺ كلاما طويلا وهذا جزء منه: ” .. ! لم تسقط له كلمة، ولا زلَّت به قدَم، ولا بارت له حُجة، ولم يَقم له خصم، ولا أفحمه خطيب، بل يبذّ الخُطب الطوال بالكلام القصار ! ولا يلتمس إسكات الخصم إلا بما يعرفه الخصم، ولا يحتجّ إلا بالصدق، ولا يطلب الفلج – الفوز والظفر – إلا بالحق، ولا يستعين بالخلابة، ولا يَستعمل المُواربة، ولا يَهمز ولا يلمز، ولا يُبطئ ولا يَعجل، ولا يُسهب ولا يحصر.
    ثم لم يسمع الناس بكلامٍ قط؛ أعمَّ نفعًا، ولا أقصد لفظًا، ولا أعدل وزنًا، ولا أجمل مذهبًا، ولا أكرم مطلبًا، ولا أحسن موقعًا، ولا أسهل مخرجًا، ولا أفصح معنًى، ولا أبيَن في فحوى؛ من كلامه ﷺ كثيرًا”.
    وقد علمنا النبي أن نقول الكلمة الحلوة الطيبة ولا نقول الكلمة السيئة الخبيثة، فقال ﷺ: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء".
    ثم إن الكلام الحسن يترجم ما في القلب وما يحمل من مشاعر تجاه السامع، وهنا تبدأ مؤشرات الشخصية وما يخفيه القلب ويواريه اللسان؛ فقد يقول كلمة تعرف فيها الحقد والكراهية, وكراهة الخير لك، وأمام الناس يقول كلاما مختلفا يزين به نفسه؛ فهذا لم يكن فاحشا متفحشا بل منافقا مراوغا مطففا وكاذبا، فهذا النوع لا يشغلك فهو إذا لم يصلح قلبه؛ فلن يصلحه كل البشر فدعه وشأنه.
    وهناك من يقول الكلام الحسن الصادق الوقع أمامك، ومن خلفك كلامه لا يتغير ثابت بثبات قلبه الصادق الواضح؛ فهذا من عرف وتربى على قوله تعالى: (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا) [البقرة: ٨٣].
    قال ابن عاشور في تفسير الآية: الإحسان لسائر الناس بالقول؛ لأنه القدر الذي يمكن معاملة جميع الناس به، وذلك أن أصل القول أن يكون عن اعتقاد، فهم إذا قالوا للناس حسنا فقد أضمروا لهم خيراً.
    ويقول البغوي : هو اللين في القول، والمعاشرة بحسن الخلق.
    وقال ابن كثير : أي: كلموهم طيبا، ولينوا لهم جانبا، ويدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمعروف، كما قال الحسن البصري في قوله: ﴿وقولوا للناس حسنا﴾ فالحسن من القول: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، ويحلم، ويعفو، ويصفح، ويقول للناس حسنا كما قال الله، وهو كل خلق حسن رضيه الله.
    ومن ينتقِ كلامه ويختار الأحسن والأجمل؛ فهو من هؤلاء طيبو الكلام في كل موقف وفي كل رد، وفي الغضب لا يغيرون الحقائق، ولا ينكرون فضلك، فكلامهم حسنٌ وصادقٌ وأمينٌ في كل زمان وحال.
    الكلام الحسن يلين القلوب ويأخذ بالعقول؛ فهو السحر الحلال لو كان كلاما صادقا لا مجاملة فيه ولا وتزييفا ولا كسبا لأشخاص بالباطل.
    والكلام الحسن يطبب القلوب من جراحات السنين؛ وربما كلمة جميلة قلتها حولت الإنسان من حانق ومتشائم إلى محب ومتفائل، ومن إنسان كاره لعمله أو مدرسته إلى مقبل عليها في سرور وسعادة؛ ولم لا؟ وأنت قد رسمت له حدائق من الورد، وظلال من العطور، وسحائب غيث تغسل نفسه المتعبة المرهقة، وربما دفعته لمصالحة من كان بينه وبينهم مشاحنة قد تؤدي إلى الفرقة، ثم هي حسنات وملائكة تكتب ما تكتب وتتلفظ به، فكيف لو جمعت إلى الكلمة الطيبة حسنات من النوايا الطيبة؛ من طاعة الله عز وجل فيما أمر، ومن الاقتداء بالنبي ﷺ، ومن نشر الخُلق الحسن وكسب محبة الناس، ودعاؤهم لك بالخير على أنك افتتحت صباحهم بكلمة حسنة ، وجملت أوقاتهم بالكلام الناصح المفيد.
    ولا نعني بالقول الحسن المدح والمجاملات وتزييف الحقائق؛ بل نعني بالقول الحسن الذي فيه ذكر الله تعالى ودعاؤه، والتذكير بنعمه وحقه على عباده، والتناصح بين المسلمين بالتي هي أحسن، والتبليغ عن نبيه ﷺ رسالته وهديه وسنته، والتواصي بالصبر والتواصي بالمرحمة وما يتحقق به الإصلاح بين الناس.
    الكلام الطيب رزق من الله فنسأل الله أن يرزقنا كل الذي يرضيه ويقربنا منه.
    وجميع العقلاء يدعون إلى الكلام الحسن؛ فلقمان الحكيم: يقول إن من الكلام ما هو أشد من الحجر وأنفذ من وخز الإبر وأمر من الصبر وأحر من الجمر وإن من القلوب مزارع فازرع فيها الكلمة الطيبة فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.
    ويقول يوسف زيدان: الكلمة الطيبة قد تفعل في الإنسان ما لم تفعله الأدوية القوية فهي حياة خالدة لا تفنى بموت قائلها.
    قال الحكماء: (ليسَ مِن شيءٍ أطْيَبَ مِن اللسانِ والقلبِ إذا طَابَا، وليسَ مِن شيءٍ أَخْبَثَ منهما إذا خَبُثَا).
    قال الفضيلُ رحمه الله تعالى: (مَا مِنْ مُضْغَةٍ أَحَبُّ إِلَى الله تَعَالَى مِنَ اللِّسَانِ إِذَا كَانَ صَدُوْقَاً، وَلَا مُضْغَةٍ أَبْغَضُ إِلَى الله تَعَالَى مِنَ اللِّسَانِ إِذَا كَانَ كَذُوْباً).
    ومن لم يعتاد القول الحسن ، فليدرب نفسه ويربيها ؛ وكلما أصلح نيته أن يتعبد الله في كل قول حسن ؛ يعينه الله ويوفقه ويجري على لسانه الكلام الطيب .
    ثم مدارسة القرآن والسُّنة النبوية تعينه على ذلك، بل لا يجد في كلامه إلا كلاما كاللآلئ، كل لؤلؤة أجمل من أختها.
    قال تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا﴾ [النساء: 66].
    يقول ابن تيمية :وَالْعَبْد إِذا عمل بِمَا علم؛ أورثه الله علم مَا لم يعلم.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.