من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. رائد أمين كردي.
إجمالي القراءات : ﴿2256﴾.
عدد المشــاركات : ﴿7﴾.

في القرآن الكريم : تقسيم (الإرْثُ ــ المِيرَاثَ).
■ ورد تقسيم (الإرْثُ ــ المِيرَاثَ) في القرآن الكريم ضمن عمليات حسابية دقيقة وتفاصيل موسعة تمت وفقاً لحاجة الأفراد داخل المجتمع وحسب الأولويات، كما راعت أن يكون المال دُولَة بين أفراد الأسرة حسب مكانتهم علوا ونزولا,
قال تعالى : (آبَاؤُكُم وأبناؤكم لا تدرون أيهم أقرب لكم نفعا) جاء هذا البيان القرآني في سياق تقسيم الإرث، لكن له من المعاني ما يستحق التمعن، لأن النفع هنا قد لا يقتصر على هذا الخير المؤقت المرتبط بالمصلحة الدنيوية، بل هو خير ممتد للإنسان إلى آخرته، وهنا درس عظيم ليس من أجل المقارنة، بل لأن الإنسان ذاته يكون تارة في موقع الأب وتارة في موقع الابن، فعليه أن يتحسس موضع نفعيته تجاه والديه وتجاه أولاده، وهذا الأمر الذي لو وعاه قارئ هذا البيان لأغدق بالعطاء الإنساني في كلي الاتجاهين، تفاعل مستمر ونتاج ممتد.
قال تعالى : (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين) تكامل في التعامل الإنساني وامتداد المنافع، وحرص على توزيع المال بما يضمن مصالح الفرد، وتوجيه إلى أداء الحقوق وإنفاذ الوصايا، فصاحب المال الأحق بمصارفه. ومعاملة بالمثل في حق الزوجة على زوجها مع مراعاة المسؤوليات التي تترتب عليه كرجل يحرص على ألا يترك ذويه عالة على الناس قال تعالى : (ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين).
قال تعالى : (يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرها ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن إلا أن يأتين بفاحشة مبينة) قمة العدل أن تُحفظ الذمم للضعيف قبل القوي، وأن تُمنح الحقوق السليمة والتي تهدف إلى الإصلاح والمنفعة، وكلام يخاطب العقل والقلب معاً، ومنع عن ممارسة الحبس النفسي والعاطفي تجاه المرأة، فالولي مؤتمن على هذه الروح وليس جلادا لها، والمجتمع لن يستقيم إلا إذا أزاح التعصب والعنصرية المقيتة في كل تعاملاته قال تعالى : (إن أكرمكم عند الله أتقاكم).
قال تعالى : (فإن كرهتموهن فعسى أن تكرهوا شيئا ويجعل الله فيه خيرا كثيراً) أسرة مستقرة تعني فردا منتجا وأمة متقدمة، فالمقياس الاجتماعي ليس مقياساً عاطفياً لا يعترف بالمصالح العامة، بل هو ميزان يحمل ضوابط خاصة تكفل العناية الفعلية بالمجتمع، فانعدام الحب لا يعني بالضرورة انتفاء وجود النفع أو تعثر استمرار العطاء، لذا قد تكون المصلحة في استمرار الحياة الزوجية بشكل حضاري وراقٍ، دون انتقاص أو تعدّ، ودون تجاوز أو ظلم، (خيركم خيركم لأهله).