بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد الصفى بن عبدالقادر.
إجمالي القراءات : ﴿3319﴾.
عدد المشــاركات : ﴿65﴾.

ما هذا بزرمق إن هو إلا ثعلب أولاد عيسى.
■ حكى لي أحد الأصدقاء أن درويشا كان بحيهم، صادف ذات يوم جروا فاعتنى به حتى اشتد عوده، وأصبح كلبا. أطلق عليه اسم : ‘‘زرمق‘‘، وارتبط به أشد ما يكون الارتباط. ومن جانبه أبان ‘‘زرمق‘‘ على قدر غير يسير من التجاوب مع الدرويش حتى أصبحا في الحي مضرب المثل لطيب العشرة.
وحصل أن مات ‘‘زرمق‘‘ وحزن الدرويش لفقده حزنا عظيما، وساءت أحواله. وإشفاقا من أهل الحي على الدرويش جاؤوا له بجرو آخر عله يملأ فراغ ‘‘زرمق‘‘ في نفسه. رحب الدرويش بالجرو، واعتنى به، وأطلق عليه اسم ‘‘زرمق‘‘ وفاء لذكرى صديقه وتيمنا باسمه. واشتد عود الجرو وأصبح كلبا، لكن الدرويش لاحظ أن ‘‘زرمق‘‘ هذا لم يكن في نفس مستوى التجاوب والارتباط الذي كان عليه ‘‘زرمق‘‘ الأول، حاول الدرويش أن يجعل منه ‘‘زرمقا‘‘ بالفعل، ولما يئس من محاولاته قال كلمته النهائية، قالها بكل الخيبة وكأنه يصدر حكما لا رجعة فيه : ‘‘ما هذا بزرمق إن هو إلا ثعلب أولاد عيسى‘‘.
قال صديقي : ‘‘إن هذه الكلمة ظلت حية بعد الدرويش متواترة جيلا بعد جيل، (مثلا سائرا) يميز بين ما هو زرمق أصيل، وبين ما لا يعدو أن يكون سوى ثعلب أولاد عيسى‘‘.
◄ د. أحمد بوغربي ــ كاتب من المغرب.