من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿1774﴾.
متعة الفشل ﴿2813﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3711﴾.
شذوذ وخلل ﴿5359﴾.
كالماء .. كن ﴿3424﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد علي المسعري.
إجمالي القراءات : ﴿2374﴾.
عدد المشــاركات : ﴿30﴾.

كانت شابة جميلة، غضة فتية، طلقة المحيا، هاشة باشة، تلمس في قوامها رقة الزهور، وفي صوتها تغريد الطيور وفي حديثها ترانيم الطيور، ولكنها تخشى الزمان وتروم الأمان.
وكعادة الحسناوات نظرت في مرآتها بطرف حزين، أسيف، كسيف، وساءلتها : أفاتني الركب ؟
أجابت المرآة : بل ما زلت في عمر الزهور.
ألست جميلة ؟
أجابت المرآة : بل فراشة بألوانها الزاهية، وردة بعطورها الشذية، غصن بان يميل مع الهوى حيث مال.
إذن لماذا ؟ لم يأن الوقت بعد ؟
أتخادعينني أيتها المرآة ؟
أنا الوحيدة التي لا أخادع، وأعطي كل شيء حقه، لا أجامل فكل شيء عندي على كنهه.
إذن كيف ترينني ؟ وهل يرى الشيء نفسه ؟ أنت كيف ترينني ؟ ألست صادقة معك ؟
بلى .
ولكن كيف أرى نفسي ؟
سترينها إذا طردت من نفسك الوساوس، والأوهام، وعشت الحقيقة، فماذا تريدين ؟
لا أدري ! ولكني لست سعيدة.
لماذا ؟
هذا السؤال الذي لا أعرف له إجابة.
أتريدين السعادة ؟
بل أبحث عنها بكل إحساسي، وجوارحي، أين هي ؟ ما مفهومك عنها ؟
لا أعرف.
إذن اعرفي مفهوم السعادة، ثم تعالي.
فكرت كثيراً، ولم أجد إجابة.
أجيبي عن أسئلتي.
هل السعادة في المال ؟
لا أدري.
هل السعادة في الاستقلال ؟
لا أعلم.
هل السعادة في ما تطمح إليه كل فتاة ؟
لا أعرف، ولكني أرى أن هذا السؤال هو الشيء الذي أبحث عنه.
أنت واهمة يا صغيرتي ! فكم فتاة ليست سعيدة فيما ترغبين فيه.
ما العمل إذن ؟
دعي الأمور تجري في أعنتها.
هناك شيء يقلقني.
ما هو ؟
لا أعلم.
أجزم أنك أسعد مخلوقة.
تكذبين.
ولِمَ الكذب ؟
للمجاملة.
ما هذه القطرات الَّؤلؤية المتحدرة ؟ إنها تصفارُّ، تحمارُّ. ما هذا ؟
عندم، أم دم. لو مسحتها بكفك لصارت خضابا.
وليس الذي يجري من العين ماؤها ولكنها روحي تسـيل وتقطر. منذ متى صار (0000) خضاباً ؟
إنه بداية السعادة.
متى ؟
اصبري.
إلى متى ؟
أنت متعجلة.
ولم لا أكون ؟
لو الكون مثلما تفكرين، لما سعد إنسان في هذه الدنيا.
كم أنت منافقة.
وهل الحقيقة نفاق ؟
أكرهك، أمقتك، لا أطيقك، ما هذا البرود الذي يعتريك ؟
إنه برود الإحساس، والشعور بالحقيقة.
امسحي تلك البقع السوداء من جبيني. بل سأحطمك على برودك.
استدارت لتواري نفسها، ثم عادت فذرفت دمعة بحجم الأمل حمراء اللون، وحطمت مرآتها فتناثرت أشلاء وبقيت عينها مرسومة على قطعة من المرآة، تذرف عصارة عندم حياتي.