بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عاطف السالمي.
إجمالي القراءات : ﴿7119﴾.
عدد المشــاركات : ﴿193﴾.

وصية هارون الرشيد لمعلّم ولده الأمين.
■ يا أحمر، إن أمير المؤمنين قد دفع إليك مهجة نفسه وثمرة قلبه، فصيّر يدك عليه مبسوطة وطاعته لك واجبة، فكن له بحيث وضعك أمير المؤمنين، أقرئه القرآن وعرّفه الأخبار وروّه الأشعار وعلّمه السنن وبصّره بمواقع الكلام وبدئه وامنعه من الضحك إلا في أوقاته وخذ بتعظيم بني هاشم إذا دخلوا عليه ورفع مجالس القُوّاد إذا حضروا مجلسه ولا تمرنّ بك ساعة إلا وأنت مُغتنم فائدة تفيده إياها من غير أن تحزنه فتميت ذهنه ولا تمعن في مسامحته فيستحلي الفراغ ويألفه وقوّمه ما استطعت بالقُرب والملاينة، فإن أباهما فعليك بالشدّة والغلظة.

■ التعليق :
هذه خارطة طريق يرسمها هذا الأب الخليفة لمعلّم ولده وتظهر حرصه الشديد على صلاح ابنه، واليوم نرى كثيراً من الأسر تعتمد على معلمين لا يفقهون شيئاً يدخلوهم بيوتهم وهم في واد والتربية والتعليم في واد آخر، بل قد يُدخلون إلى فلذات الأكباد سلوكيات خاطئة بسبب انشغال الأسر عنهم وإعطاء الدور التربوي والتعليمي لغيرهم.