من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : مثقال عبدالله الشمري.
إجمالي القراءات : ﴿5235﴾.
عدد المشــاركات : ﴿2﴾.

الوهم : ذاك الشبح المخيف.
ليس ثمة أدنى شك أن الوهم أمر سيء بل في غاية السوء، فهو أُخطُبُوط تتغلغل أطرافه وتنغرس أذرعه عندما يخالط الأفكار ويختلط بالنيات ويقلب التفكير الإيجابي إلى سلبي فيتم من خلاله تبييت النية السيئة في دواخلنا نحو كل عمل نراه ونشاهده واضعين له تفسيراً من منطلقاتنا وتصوراتنا وخلفياتنا التي نتمترس وراءها وننظر من خلالها.
فيصبح الكل في نظرنا قاصداً الإساءة إلينا متوجسين خيفة من الآخر بأنه يترصد دائماً ظلمنا ويعمل على سلب منجزاتنا ومصادرة آرائنا وتسفيه أحلامنا ووأد طموحاتنا وتطلعاتنا.
بهذه التهيئات الوهمية والتخيلات الإيهامية التي لا أساس لها من الواقعية ولا مستند لها من العقلانية وهي أوهن من خيوط بيت العنكبوت نهدم أنفسنا بأنفسنا ونحفر قبور أحلامنا بأيدينا بعد أن أجهزنا على طموحاتنا وقضينا على تطلعاتنا فنحول سعادتنا بتحليلاتنا غير المنطقية واستنتاجاتنا غير المنهجية إلى تعاسة نلبس معها نظارة سوداوية لا تزيدنا إلا تقاعساً عن بناء أنفسنا وقعوداً غير محمود عن بناء ذواتنا وتوظيفاً سيئاً لأفكارنا قد يظهر في تصرفاتنا وعلى تعاملاتنا مع الآخرين.
علينا إنْ أردنا القضاء على ذلك الوهم وقطع دابر ذاك التوهم أن نحسن الظن بالله ونثق به سبحانه وتعالى مستحضرين التوكل عليه مستصحبين الاستعانة به طالبين العون والسداد منه جاعلين احتمالات حسن الظن بالآخرين تفوق الشك بهم والنظر بعين الريبة إليهم.