من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فيصل مساعد السويهري.
إجمالي القراءات : ﴿3830﴾.
عدد المشــاركات : ﴿45﴾.

يهتم كثير من الآباء والأمهات بتربية أبنائهم وبناتهم (التربية الناقصة) وهم لا يدرون ! وذلك بالاهتمام بالناحية الجسدية من مأكل ومشرب وملبس.
وتجدهم فرحين وهم يرون الأبناء يكبروا ويكبروا، متناسين شيء مهم جداً ألا وهو الاهتمام بالناحية الروحية والأخلاقية؛ فلقد خلقنا الله سبحانه وتعالى من مادة سفلية (الطين) تمثل الجسد ومن مادة علوية (الروح) ومن خصائص الطين القسوة ومن خصائص الروح الخفة؛ فإذا اهتمينا بالجسد من ناحية التغذية واللبس فقط وغفلنا عن الاهتمام بالروح وإشباعها من الناحية الإيمانية قسا القلب وانحصر تفكير صاحبه في إشباع رغبات هذا الجسد. أما إذا اهتمينا - بجانب الاهتمام بالجسد - بالروح وعرفناها بالهدف من خلقها وهو عبادة الله وحده لا شريك له وعمارة الأرض وأن يذكر الله في كل أحواله وأن يسيّر حياته كلها وفق منهج الله ابتغاء لرضاه وطلباً لجنته؛ قال تعالى : (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين) فأن الروح ستسمو وتتأمل في ملكوت الله وينشرح الصدر ويذوق صاحبها حلاوة الإيمان.
وتعليم الأبناء أن هذه الحياة هي عبارة عن تحدٍ كبير من الشيطان بأن يغوي بني آدم عن المنهج القويم الذي أتت به الرسل من عند الله وأن يأخذهم في طريقه إلى جهنم وبئس المصير؛ وإذا فهم الأبناء هذه الحقيقة ووضعوها نصب أعينهم فستصبح أعمالهم كلها لله وحياتهم مستضيئة بنور الله ! قدوتهم في الحياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام رضوان الله عليهم أجمعين.
وعلى العكس تماماً إذا لم يعرفوا حقيقة الحياة والهدف من خلقهم فإنهم سيعيشوا حياة خالية من الإيمان بالله وأداء فرائضه وسيتخذوا أهوائهم آلهة من دون الله يتبعوا شهواتهم وملذاتهم وتكون حياتهم بلا هدف أو قدوة, يقلدوا الغرب في ملابسهم وقصاتهم وأساليب حياتهم ومعتقداتهم ! ترى بعضاً منهم يتسكعوا في الشوارع والأسواق لابسات للملابس الضيقة متبرجاتٍ حاملاتٍ للجوالات كفتيات؛ ومتشبهين بالأجانب في لبسهم ودراجاتهم النارية ومتخلفين عن صلاة الجماعة كشباب, غير مدركين أنهم في أقدس بقاع الأرض؛ أين هم من قول عمر الفاروق: (نحن قوم أعزنا الله بالإسلام فمهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله).
■ فهل ننقذ ما يمكن إنقاذه يا أولياء الأمور ؟!