×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة المكانية : الثقافة المعرفية.
    • الثقافة المتزامنة : الثقافة المعرفية.
    • ما بين انعكاسين : قراءة في قصيدة "انعكاس" للشاعرة اللبنانية رولا ماجد.
    • ﴿ج﴾ قائمة : المصادر ﴿الإنترنت﴾.
    • ﴿ب﴾ قائمة : الملاحق الثقافية.
    • ﴿أ﴾ قائمة : المواد المثبتة.
    • الثقافة المرجعية : المواد المعرفية.
    • ثقافة الرسائل : ﴿القواعد / الإضاءات / الأماني / الآراء / الاقتراحات﴾.
    • ثقافة التوقيعات : فن الأحلام.
    • الثقافة الشعرية : القصائد الثقافية «9».

    الرئيسية.

    ■ 04- قسم : الثقافة اللغوية.

    قائمة محدثة : تنظيم جديد المشاركات ﴿وفق عدد القراءات﴾.

    image ما بين انعكاسين : قراءة في قصيدة "انعكاس" للشاعرة اللبنانية.. ﴿61﴾
    image يوم الجمعة : فضائل لم يثبت فيها حديث صحيح «4» - حفظ القران. ﴿174﴾
    image لا يَنْهَزُهُ إلَّا الصَّلَاةُ : موعظة ودروس ورسائل. ﴿313﴾
    image الإعجاز العلمي القرآني : الغراب (Crow). ﴿446﴾
    image العويس تحتفي بصوت البدايات في معرض «أبوظبي للكتاب» تكريم.. ﴿569﴾
    image مجدليات : ذكرى ووجد. ﴿627﴾
    image درويش الإسكندرية الموهوب : فنان «3». ﴿1062﴾
    image الضغوط النفسِية وعلاقتها بالرضا الوظيفي لدى عينة موظفات.. ﴿1066﴾
    image وزارة التعليم : لفتة كريمة في تقديم الاختبارات في مكة المكرمة. ﴿1230﴾
    image في المُنوَّعات الثقافية : فن السرد. ﴿1289﴾
    image في الشريعة الإسلامية : أمر الله سبحانه - بذبح بقرة صفراء. ﴿1345﴾
    image في الثقافة العامة : العمى غير المقصود. ﴿1674﴾
    image التربية الحوارية المفتوحة : بنك الجهد. ﴿1790﴾
    image فكر غير المسلمين عن النبي محمد : المهاتما غاندي. ﴿2004﴾
    image 14 يونيو / حزيران : اليوم العالمي للمتبرعين بالدم. ﴿2007﴾
    image 12 أغسطس / آب : اليوم العالمي للشباب. ﴿2009﴾
    image مجدليات : رعشة روح. ﴿2036﴾
    image جمال بن حمد بن سعد الحِمِدَّاء : شاعر. ﴿2040﴾
    image دع القلق أيها المعلم ــ مادة مترجمة. ﴿2042﴾
    image في الثقافة الخاصة : مقدمة عن علم الذكاءِ الاصطناعيّ. ﴿2047﴾
    طارق يسن الطاهر
    اسمُ الكاتب : طارق يسن الطاهر.
    إجمالي المشاركات : ﴿84﴾.
    1446/11/19 (05:31 صباحاً). ﴿61﴾.

    ما بين انعكاسين : قراءة في قصيدة "انعكاس" للشاعرة اللبنانية رولا ماجد.

    ■ النص: انعكاس.
    تاهَ انعكاسي وفي المرآةِ أفتقِدُهْ • = • كسرتُ فيهِ اكتمالي علّني أجِدُهْ
    قد كان لي جسدٌ - ما عدتُ أعرفُهُ - • = • مذ تاهَ فيهِ جَموحًا جانحًا جسدُهْ
    ورحتُ أبحثُ في كفِّ المدينةِ عن • = • عرّافةٍ أودَعَتْها في الطريقِ يَدُهْ
    فلَمْ أجِدْها وظلَّ التيهُ يتبَعُها • = • إلى انتظارٍ طويلٍ مَلَّ منهُ غَدُهْ
    أظنُّها الروحَ طافَتْ حولَ توأَمِها • = • أو إنّهُ الغيْبُ في أفيائِهِ مَدَدُهْ
    كأنّني البحرُ، لي غيمٌ أراودُهُ • = • عطشى، ولي مطرٌ ساهٍ ولا أَرِدُهْ
    غَرِقْتُ في دمعةٍ والدمعُ يَغْرَقُ • = • بي كأنّني نبعُهُ أو ربّما زَبَدُهْ
    يا ريحُ كمْ مِنْ مَسارٍ للهوى اتبَعَتْ • = • سحابةُ العمرِ فالأعمارُ تضطهِدُهْ؟
    هوَ انعكاسي على الأوراقِ أرهقَني • = • ولم أزلْ في مخاضاتِ الأسى أَلِدُهْ
    ■ رولا ماجد.

    ● القراءة:
    الأستاذة رولا ماجد شاعرة وناقدة وباحثة لبنانية، لها عدة إصدارات، منها مجموعتان شعريتان: عاقر تلد - ثائرة بنبض مصلوب.
    وفي النقد لها كتاب بعنوان: انكسار الأنا في رسائل غسان كنفاني إلى غادة السمان.
    أما النص - موضع القراءة- فهو بعنوان: انعكاس، وهي عتبة توحي بالكثير الذي يشوّق القارئ لمعرفة ماهية الانعكاس.
    انعكاس هو مصدر للفعل الخماسي انعكس، على وزن انفعل، وهذا الوزن يدل على المطاوعة، كسرته فانكسر، عكسته فانعكس، كأنّ شاعرتنا تريد أن تقول لنا إنها كابدت شيئا ما، لكنه استجاب لها في النهاية.

    انعكاس الشاعرة مختلف عن جميع أنواع الانعكاسات، فنظل مع الشاعرة نبحث عن ماهية الانعكاس الذي حدث، ولا يتضح ذلك إلا مع البيت الأخير؛ إذ تظل الشاعرة تجعل المتلقي يتلهف لتحديد ماهيته، فينكشف ذلك في قولها:
    هوَ انعكاسي على الأوراقِ أرهقَني • • • ولم أزلْ في مخاضاتِ الأسى أَلِدُهْ

    قصيدة انعكاس نص دائري؛ بحيث يبدأ وينتهى بنفس الفكرة؛ فالبيت الأول:
    تاهَ انعكاسي وفي المرآةِ أفتقِدُهْ • • • كسرتُ فيهِ اكتمالي علّني أجِدُهْ

    وختمت قصيدتها:
    هوَ انعكاسي على الأوراقِ أرهقَني • • • ولم أزلْ في مخاضاتِ الأسى أَلِدُهْ

    فقد تاه انعكاسها - بدءا - على المرآة، ثم أوضحت أنّه انعكاسها، لكنه على الأوراق، وهذا يدلل على أن إدمان المرايا، والانعكاس الجسدي لا يشغلانها، بل يشغلها أن ترى صورة فكرها منعكسة على الورق، تعبيرا عما بداخلها، فهي شاعرة تكابد مخاضات الكتابة، وترى ذلك ميلادا منعكسا على الأوراق، ولا غرو أنْ سمّاها جمهورها ومحبوها "الشاعرة الثائرة"، فهي لا ترتضي بالنمطي المعهود، وإنما ترمي لما ورائيات الألفاظ باستدعاء ظلالها، واستغلال إيحاءاتها.

    جاءت القصيدة على بحر البسيط بتفعيلته المزدوجة: مستفعلن فعلن، مع بعض الزحافات المقبولة.
    والبسيط يمتاز بإيقاعه القوي، وتنوعه، وقدرته على التعبير عن مختلف المشاعر والعواطف والأفكار والأغراض الشعرية.
    الروي في قصيدة "انعكاس" هو حرف الدال بصوته القوي الانفجاري المجهور الذي تلاه الضمير الهاء، بقافية مقيدة.
    استخدمت الشاعرة التصريع، وهو اتفاق قافية الشطر الأول مع قافية الشطر الثاني، من البيت الأول، كما في:
    تاهَ انعكاسي وفي المرآةِ أفتقِدُهْ • • • كسرتُ فيهِ اكتمالي علّني أجِدُهْ

    كما أن الشاعرة وظَّفت الجناس بكل ما يحمل من موسيقا تُمتِع أذن المتلقي، ومن ذلك: الروح، الريح/ العمر، الأعمار / تاه، التيه...

    وتمكنت الشاعرة من توظيف الحروف المتشابهة أو المتقاربة؛ بحيث تعطي جرسا موسيقيا، ونغما محببا، حال تكرارها، ومن ذلك تكررا حرف السين أربع مرات في البيتين الأول والثاني، والسين حرف صفير وهمس:
    تاهَ انعكاسي وفي المرآةِ أفتقِدُهْ • • • كسرتُ فيهِ اكتمالي علّني أجِدُهْ
    قد كان لي جسدٌ - ما عدتُ أعرفُهُ - • • • مذ تاهَ فيهِ جَموحًا جانحًا جسدُهْ

    استخدمت الشاعرة المصادر بكثرة : انعكاس، وانتظار، اكتمال... كأنها تدعو المتلقي للتركيز على الحدث، دون إلقاء بال للزمن.
    دلاليا فقد وظفت الشاعرة المرايا بكل رمزيتها المعروفة في الثقافة العربية، فهي ترمز للحكمة وتقدير الذات، وربما يصل هذا التقدير لمرحلة الغرور والوعي والجمال، ووظيفة المرايا الانعكاس، وهذا ما عنونت به الشاعرة قصيدتها.
    والحقول الدلالية تكثر في هذه القصيدة، ومنها، الحقول الدلالية للمرآة مثل: انعكاس/انكسرت...
    والحقول الدلالية للمياه، وهي: البحر/الغيم/مطر/سحابة...
    وغير ذلك.

    أما الصور البلاغية، فقد جاءت عميقة وطبيعية غير متكلفة، واحتشد بها النص كثيرا، رغم قصره، فهو نص في تسعة أبيات فقط.
    ومنها الاستعارات المتمثلة في:
    ملّ منه غده
    كسرت فيه اكتمالي
    فالأعمارُ تضطهِدُهْ
    ولكنني أتوقف عند صورة مكتنزة بالجمال، وهي الواردة في البيت:
    كأنّني البحرُ، لي غيمٌ أراودُهُ • • • عطشى، ولي مطرٌ ساهٍ ولا أَرِدُهْ

    ففيها تشبيه متميز؛ حيث شبهت الشاعرة نفسها بالبحر، وجاء الأسلوب بذكر ثلاثة أركان وهي المشبه والمشبه به والأداة، وحُذف وجه الشبه ولكنه يُلمح من خلال الربط بين طرفي التشبيه، فلا يخفى على أحد ما يتميز به البحر من صفات.
    وإن كان التشبيه بالبحر صورة تقليدية قديمة، وطُرقت كثيرا لكنّ تميُّز الشاعرة جاء في أنها أضفتْ عليها بُعدًا مختلفا، ولم تُعِد إنتاج الصورة كما كانت.
    فالظمأ يجتاح الشاعرة رغم أنها هي البحر، ولها غيوم حبلى بالمياه، ولها مطر منفلت شارد، ورغم ذلك لا تستطيع وروده.
    كذلك ورد الطباق في النص، وهو الجمع بين الكلمة وضدها، ومعلوم أن التضاد يؤدي إلى توضيح المعنى، ومن ذلك: أفتقده، أجده...

    من المعلوم أن التقديم والتأخير من الجوانب البلاغية المهمة التي ترد لأغراض منها الاختصاص أو الاهتمام بالمقدم...
    وقد وظفت الشاعرة التقديم والتأخير في جوانب كثيرة من النص، ومنها:
    لي غيمٌ أراودُهُ عطشى
    قد كان لي جسدٌ
    فقد تقدم الجار والمجرور "لي" في كلا الموضعين لغرض الاختصاص.

    برز التناص في قصيدة الشاعرة، والتناص – كما هو معلوم- علاقة بين نصين مختلفين، يوظف فيها أحد النصوص جزءا من النص الآخر، وهي علاقة تدفع بالشعر للسيرورة والتداخل بين أزمانه وأغراضه، فيمكننا أن نعتبر كل نص هو تناص مع غيره؛ لأن الشاعر حال تلبُّسه بالكتابة يستدعي من مخزونه الثقافي، ومن قراءاته السابقة، واطلاعه القديم دون علمه.
    فقد تناصت شاعرتنا مع المتنبي في قوله:
    شرقتُ بالدمع حتى كاد يشرق بي
    حين قالت:
    غَرِقْتُ في دمعةٍ والدمعُ يَغْرَقُ بي

    تنوعت مواضع استخدام الشاعرة بين الأفعال والأسماء، لكن القصيدة تعتمد على الفعل أكثر؛ إذ بدأت شاعرتنا ستة أبيات من قصيدتها بالفعل، وثلاثة فقط بالاسم، وفي داخل البيت الواحد تجد استخداما لعدة أفعال كما في البيت الأول مثلا.
    وهذا يعطي النص حركة دؤوبا، و يمنحه ديناميكية عالية جدا؛ لأن الفعل يدل على الحدوث والتجدد، خلاف الاسم الذي يدل على الثبوت والاستمرار، فتميزت بتوظيف ذلك، كلٌّ حسب احتياج النص له، فأجادت فيه، ومن ذلك توظيف الجملة الاسمية في البيت الأخير:
    هوَ انعكاسي على الأوراقِ أرهقَني • • • ولم أزلْ في مخاضاتِ الأسى أَلِدُهْ

    استخدام الاسم "هو" في هذا البيت ملائم جدا؛ لأنها أرادت أن تحدد ماهية الانعكاس، وتُنهي بحث القارئ عن معرفة نوع الانعكاس بعد طول تشويق امتد لثمانية أبيات.
    ديناميكية النص بدت أيضا جلية في البعد الدرامي القصصي الذي اتسم بها النص، وفي اللهث المستمر وراء معرفة كُنه ذلك الانعكاس:
    ورحتُ أبحثُ في كفِّ المدينةِ عن • • • عرّافةٍ أودَعَتْها في الطريقِ يَدُهْ

    ثم لم يُجدِ ذلك البحث، فكانت الصدمة:
    فلَمْ أجِدْها وظلَّ التيهُ يتبَعُها • • • إلى انتظارٍ طويلٍ مَلَّ منهُ غَدُهْ

    وُجد التكرار في النص، ولم يكن تكرارا مملا، رغم أن منه ما ورد في بيتين متتالين، فكان له فائدة مهمة، ومغزى واضح، وهو تأكيد المعنى وتقريره في ذهن المتلقي، ومن ذلك تكررا كلمة "تاه" وكلمة" جسد":
    تاهَ انعكاسي وفي المرآةِ أفتقِدُهْ • • • كسرتُ فيهِ اكتمالي علّني أجِدُهْ
    قد كان لي جسدٌ - ما عدتُ أعرفُهُ - • • • مذ تاهَ فيهِ جَموحًا جانحًا جسدُهْ

    كذلك وظفت الشاعرة الخبر أكثر من الإنشاء، فقد كان ذلك ملائما جدا؛ لأن المقام مقام إخبار وسرد وحكي ووصف، فمن الجمل الإنشائية القليلة قولها بأسلوب النداء:
    يا ريحُ كمْ مِنْ مَسارٍ للهوى اتبَعَتْ • • • سحابةُ العمرِ فالأعمارُ تضطهِدُهْ؟

    وكم هنا خبرية تفيد الكثرة.
    وجاءت بقية القصيدة مستخدمة الأسلوب الخبري.

    ■ ختاما :
    كنت في سياحة ماتعة، مع نص عميق، لشاعرة متفردة، أرجو أن أكون قد تمكنت من إضاءة بعض جوانبه، وتقريب مغزاه للقارئ، وبيان جزء من جماله.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.