من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : معيض مصلح القرني.
إجمالي القراءات : ﴿29483﴾.
عدد المشــاركات : ﴿10﴾.

التعريف بمؤذني النبي محمد ــ صلى الله عليه وسلم.
توطئة :
الأذان من شعائر الإسلام الظاهرة، وقد شرع الأذان في السنة الأولى من الهجرة النبوية عند قدوم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، أريه عبدالله بن زيد في المنام وأقره الوحي، ومؤذنوه ـ صلى الله عليه وسلم ـ هم : (بلال ــ وابن أم مكتوم ــ وأبو محذورة ــ وسعد القرظ ــ وأخو صداء).

■ وترجمة هؤلاء الأعلام هي كما يلي :
1ـ بلال بن رباح.
بلال بن رباح الحبشي، مولى أبي بكر، وأمه حمامة، أبو عبدالكريم، مؤذن رسول الله صلى الله عليه وسلم. من السابقين الأولين، شهد بدراً وغيرها، وعذب في الله.
أذن لرسول الله صلى الله عليه وسلم طول حياته حضراً وسفراً إلا يوم أذن أخو صداء، وأذن يوم الفتح على ظهر الكعبة؛ وقيل أذن لأبي بكر مدة خلافته، وأذن لعمر في الجابية مرة.
وأول من أظهر الإسلام سبعة : رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمار، وأمه سمية، وصهيب وبلال والمقداد، وقيل خباب مكان المقداد، وسماه عروة بن الزبير "بلال الخير".
وهو أحد الذين نزل فيهم "ولا تطرد الذين يدعون ربهم" "ومن الناس من يشري نفسه".
وعن النبي صلى الله عليه وسلم : السباق أربعة : أنا سابق العرب، وصهيب سابق الروم، وسلمان سابق الفرس، وبلال سابق الحبشة، وعنه : اشتاقت الجنة، إلى ثلاثة : علي وعمار وبلال، وعنه : يحشر بلال على ناقة من نوق الجنة، فينادي بالأذان محضاً، فإذا بلغ "اشهد أن محمداً رسول الله"، شهد بها جميع الخلائق من المؤمنين الأولين والآخرين، فقبلت ممن قبلت منه، ويؤتى بحلتين من حلل الجنة فيكساهما. وجاء في حقه من هذا كثير، وقال عمر رضي الله عنه : أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا، يعني بلالاً، ولما حضرته الوفاة كان يقول : "غداً نلقى الأحبة محمداً وحزبه، وا فرحتاه".
وقد اختلف في مكان وفاته وزمانها، فقيل بدمشق، وقيل بحلب، وقيل مات سنة سبع عشرة، وقيل ثمان عشرة، وعشرين، وإحدى وعشرين، في طاعون عمواس، وله بضع وستون سنة (1).

2ـ ابن أم مكتوم.
هو عمرو بن قيس بن زائدة، ويقال : زياد بن الأصم، والأصم : جندب بن هرم بن رواحة بن حجر بن عبد بن معيط بن عامر بن لؤي بن غالب القريشي العامري.
ويقال : عبدالله بن زائدة القرشي، المعروف بابن أم مكتوم. مؤذن النبي - صلى الله عليه وسلم -، والصحيح في اسمه عمرو.
وقد ثبت في صحيح مسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سماه عمرًا، فقال لفاطمة بنت قيس في حديثها في قصة طلاق زوجها : "اعتدى في بيت ابن عمك عمرو ابن أم مكتوم". وأم مكتوم اسمها عاتكة بنت عبدالله بن عنكثة بن عامر بن مخزوم، هو ابن خال خديجة بنت خويلد أم المؤمنين، رضى الله عنها وعنه؛ لأن أم خديجة فاطمة بنت زائدة بن الأصم.
هاجر ابن أم مكتوم إلى المدينة قبل مقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وبعد مصعب بن عمير، واستخلفه النبي - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عشرة مرة في غزواته على المدينة، وشهد فتح القادسية، وقُتل بها شهيدًا، وكان معه اللواء يومئذ، هذا هو المشهور، وذكر ابن قتيبة في المعارف أنه شهد القادسية، ثم رجع إلى المدينة فمات بها.
وهو الأعمى الذي ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه في قوله : {عَبَسَ وَتَوَلَّى أَن جَاءهُ الأَعْمَى} وفضيلته مشهورة، رضى الله عنه. قال ابن الأثير : الأكثرون على أن اسمه عمرو، وقاله مصعب والزبير. قال : واستشهد بالقادسية.
وقال الواقدي : رجع منها إلى المدينة فمات بها، واتفقوا على أن النبي - صلى الله عليه وسلم - استخلفه على المدينة ثلاث عشرة مرة في غزواته، قال ابن عبد البر : وأما قول قتادة عن أنس : استخلفه مرتين فلم يبلغه ما بلغ غيره، توفي سنة 23هـ (2).

3ـ أبو محذورة.
أوس بن معير الجمحي، أبو محذورة : المؤذن، أمه من خزاعة اشتهر بلقبه، واختلفوا في اسمه واسم أبيه. أسلم بعد حنين، وكان الأذن قبله دعوة للناس إلى الصلاة، على غير قاعدة.
وسمع في الجعرانة صوتاً غير منسجم يقلده هزئوا به، واستحسن رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته ودعاه إلى الإسلام فأسلم، قال : وألفى على التأذين هو بنفسه فقال : قل : الله أكبر الله أكبر.
ولما تعلم الأذان جعله مؤذنه الخاص وطلب أن يكون مؤذن مكة، فكان، وظل الأذان في بنيه وبني أخيه مدة، ورويت عنه أحاديث، توفي سنة 59هـ (3).

4ـ سعد القرظ.
سعد بن عائد المؤذن مولى عمار بن ياسر وقيل مولى الأنصار ويقال اسم أبيه عبدالرحمن كان يتجر بالقرظ فقيل له سعد القرظ وروى البغوي عن القاسم بن محمد بن عمر بن حفص بن عمر بن سعد القرظ عن آبائه أن سعدا اشتكي إلى النبي صلى الله عليه وسلم قلة ذات يده فأمره بالتجارة فخرج إلى السوق فاشترى شيئاً من قرظ فباعه فربح فيه فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فأمره بلزوم ذلك وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم وأذن في حياته بمسجد قباء روى عنه أبناه عمار وعمر.
نقلة أبو بكر من قباء إلى المسجد النبوي فأذن فيه بعد بلال وتوارث عنه بنوه الأذان قال خليفة أذن سعد لأبي بكر ولعمر بعده وروى يونس عن الزهري أن الذي نقله عن قباء عمر قال أبو أحمد العسكري عاش سعد القرظ إلى أيام الحجاج (4).

5ـ أخو صداء.
زياد بن الحارث الصُّدَائي، وصداء حيّ من اليمن. بايع النبيَّ صلى الله عليه وسلم وأذّن بَيْنَ يديه.
قال : أتيتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم فبايعْتُهُ عَلَى الإسلام، وبعث جيشاً إِلَى صداء، فقلت : يَا رسول الله ! أُرْدُد الجيشَ وأنا لَكَ بإسلامهم، فردّ الجيش، وكتبْتُ إِلَيْهم فأقبل وفدُهم بإسلامهم، فأرسل إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : إنّك مُطاعٌ فِي قومك يَا أخا صداء ! فقلت : بل الله هداهم، وقلت : ألاّ تؤمُرني عليهم ؟ فقال بلى، ولا خير فِي الإمارة لرجل مؤمن، فقلت : حسبي ! ثُمَّ سار رسول الله صلى الله عليه وسلم مسيراً فسرتُ معه، فانقطع عنه أصحابُهُ فأضاء الفجر، فقال لي : أذّنْ يَا أخا صداءّ فأذّنت (5).

■ قال ابن حجر في (الفتح) : المؤذن الراتب هو بلال، أما ابن أم مكتوم فكان يؤذن في الفجر، وأما سعد القرظ فكان مؤذناً بقباء، وأما أبو محذورة فكان بمكة المكرمة.
قلت : أخو صداء أذن مرة واحده للنبي صلى الله عليه وسلم فعد من مؤذنيه صلى الله عليه وسلم (6).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) انظر ترجمته في : الاستيعاب : 1/54 الإصابة 1/110، تهذيب الأسماء 1/176.
(2) انظر ترجمته في : الاستيعاب 1/305 الإصابة : 2/280 الإعلام للزركلي 5/83.
(3) انظر ترجمته في : الاستيعاب 2/62، الإصابة 3/397 الأعلام للزركلي 2/31.
(4) انظر ترجمته في : الإصابة 3/65، أسد الغابة، تهذيب الأسماء 1/286، الاستيعاب 1/178.
(5) انظر ترجمته في : الوافي بالوفيات : 4/494، الاستيعاب 1/157 تهذيب الأسماء 1/266.
(6) انظر : حاشية الروض المربع ص 1/427.