من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : سامي خليل مالكي.
إجمالي القراءات : ﴿4022﴾.
عدد المشــاركات : ﴿60﴾.

لغتي ومستوى التلاميذ بين تخبطات الوزارة وفرق التقنية.
كنت قد طلبت منذ مدة وعبر هذا الملتقى بإيقاف التعامل مع منهج لغتي للصف الأول ابتدائي والعودة إلى المنهج القديم. وقد تفاعل مع موضوعي الكثير من المعلمين بين مؤيد وبين معارض، وأنا اليوم أضع بعض الحقائق التربوية الهامة على طاولة سمو وزير التربية والتعليم.
نظرة سريعة إلى المنهج القديم للقراءة والكتابة للصف الأول ابتدائي الحروف الهجائية يتم دراستها خلا الفصل الدراسي الأول مع الاهتمام بحروف المد وتخصيص درس لها بين مفردات المنهج وكذلك بالنسبة للسكون لأن المهارات الأساسية التي يجب أن يتقنها التلاميذ لا تحتمل المزايدة عليها أو إهمالها بأي شكل كان ثم مع بداية الفصل الثاني يبدأ التلاميذ بمراجعة للحروف السابقة مع بعض التدريبات المكثفة والتي كان لها الأثر الكبير في بناء شخصية تلميذ الصف الأول والاعتماد على الله أولاً ثم الاعتماد على نفسه في قراءة نصوص القراءة المدونة في كتاب الفصل الثاني وكذلك إفراد كل مهارة أساسية بالشرح الوافي لها والتطبيقات المكثفة عليها لكي يتقن جميع التلاميذ المهارات الأساسية في هذه المرحلة مثل حروف المد واللام القمرية والشمسية والتنوين والسكون. هذا باختصار شديد ما يتعلمه التلميذ في هذه المرحلة ويجعله يمر على بقية المراحل الدراسية وهو مزود بكمية جيدة من المهارات الأساسية.
وبالنظر إلى منهج لغتي الذي تم إدراجه هذا العام لتلاميذ الصف الأول وما به من أخطاء عديدة في المضمون والمحتوى فهو بعيد كل البعد عن المنهج القويم الذي ينمي مستوى التلاميذ ويجعل منهم تلاميذ متسلحين بالعلوم والمهارات الأساسية وسوف استعرض معكم عيوب منهج لغتي في هذه العجالة البسيطة من هذا المقال. تم تقسيم منهج لغتي إلى وحدات وكل وحدة بها مجموعة من الحروف الهجائية وفي نهاية كل حرف مجموعة من النصوص المركبة تركيباً عشوائياً لا يمكن لأي تلميذ في الصف الأول أن يقرأ هذه النصوص إلا بعد تلقين المعلم له وحشو ذاكرة الطفل بهذه النصوص وهذه الطريقة بعيدة كل البعد عن أساسيات التعليم في هذا العصر الذي يتميز بكثرة المغريات فيه وانشغال التلاميذ في المنزل عن متابعة الدروس وذلك أما باللعب في الشوارع أو البلاي ستيشن أو متابعة التلفاز عبر القنوات الفضائية. ثم نأتي لموضوع المهارات الأساسية التي يجب أن يتعلمها التلاميذ في هذه المرحلة ويجب إتقانها إتقاناً جيداً قبل الانتقال إلى المرحلة التي تليها حروف المد التي لها درس خاص في منهج لغتي ولا تطبيقات مكثفة لكي تترسخ هذه المهارة الأساسية في أذهان التلاميذ. كذلك مهارة التنوين واللام الشمسية والقمرية والسكون كلها مهارات يمر عليها التلاميذ مرور الكرام دون أن يكون لها أي إعداد في المنهج أو تطبيقات تساعد في إتقانها وتعلمها تعلماً جيداً. وجاءت نصوص الأناشيد نصوص هزيلة لا ترابط بين كلماتها أو لحن يتقنه جميع التلاميذ بل أنها صعبة الحفظ بالنسبة للمعلمين أنفسهم.

وبعد هذه المفارقات العجيبة في هذا المنهج تطالب الوزارة باختبار ناتج الجودة للطلاب أي ناتج جودة وأي بطيخ ؟
كان المفروض أن يشترك معلمين ومعلمات من الميدان التربوي في تحديث منهج القراءة والكتابة السابق لتلاميذ الصف الأول وذلك بإدراج بعض التطبيقات الهادفة وتخصيص كتاب للنشاط للفصل الدراسي الثاني وتدريب بعض المعلمين على تطبيق أدوات التقويم المستمر تطبيقاً جيداً ومتابعتهم متابعة جيدة، وسوف ترون مستوى إتقان تلاميذ الصف الأول ومهاراتهم في الانتقال بجدارة إلى الصف الثاني.

■ وبعد :
هذا غيض من فيض وهذه حقائق أضعها على طاولة سمو وزير التربية والتعليم لتدارك وضع تلاميذ الصف الأول وإنقاذ ما يمكن إنقاذه على عجل.
|| سامي خليل مالكي : عضو منهل الثقافة التربوية.