من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : طارق عبدالفتاح الجعبري.
إجمالي القراءات : ﴿5354﴾.
عدد المشــاركات : ﴿8﴾.

في الثقافة الخاصة : الإبداع (مفهوم ومعانٍ).
■ الإبداع لغة من بدعه بدعا : "أنشأه على غير مثال سابق فهو بديع، ويقال هذا من البدائع : مما بلغ الغاية في بابه" وهو إنشاء صنعة بلا احتذاء واقتداء، وبدَع الشيءَ يَبْدَعُه بَدْعاً وابْتَدَعَه : أَنشأَه وبدأَه. وبدَع والبَدِيعُ والبِدْعُ : الشيء الذي يكون أَوّلاً.
وفي التنزيل : قُل ما كنتُ بِدْعاً من الرُّسُل؛ أَي ما كنت أَوّلَ من أُرْسِلَ، قد أُرسل قبلي رُسُلٌ كثير. وأَبدعْتُ الشيء : اخْتَرَعْته لأعلى مِثال. والبَديع : من أَسماء الله تعالى لإبداعه لأشياء وإِحْداثِه إِيَّاها وهو البديع الأَوّل قبل كل شيء، ويجوز أَن يكون بمعنى مُبدِع أَو يكون من بَدَع الخلْقَ أَي بَدَأَه، والله تعالى كما قال سبحانه : (بَدِيعُ السمواتِ والأَرض)؛ أَي خالقها ومُبْدِعُها فهو سبحانه الخالق المُخْتَرعُ لا عن مثال سابق (ابن منظور)، أما في قوله تبارك وتعالى : (قل ما كنت بدعا من الرسل) (سورة الأحقاف : آية 9) فقد ذكر في معناه أي مبدعاً لم يتقدمني رسول، أو مبدعاً فيما أقوله، أما ابن كثير فيذكر في معنى الآية أي لست بأول رسول طرق العالم بل قد جاءت الرسل من قبلي. والبدع الأول كما يذكر القرطبي.

وتظهر التعريفات السابقة اتفاقها على أن الإبداع إتيان الشيء الجديد الذي ليس له مثال سابق، وأن كان علماء اللغة وفقهاء المسلمين قد تناولوا موضوع الإبداع في خلق المخلوقات من باب صفات وأسماء الله الحسنى، والذي قادهم إلى الحذر في استخدام هذا المصطلح وحصره ما أمكن، ومما سبق فإن مدلول ومفهوم الإبداع في اللغة يتمحور حول إيجاد شيء جديد ليس له مثال سابق بحيث يكون هذا الشيء سابق وأول في وجوده، ويمكن أن نلخص هذا المفهوم بعبارة أن الإبداع هو إتيان بشيء جديد أو عمل شيء بطريقة جديدة، وأيضاً العمل بإتقان عال وجودة كاملة وهو ما قد نفهمه من المعجم الوسيط الذي يشير أن الشيء البديع الذي بلغ الغاية في بابه بمعنى الوصول إلى أقصى ما يمكن الوصول إليه في هذا المجال، وبهذا ممكن أن يكون الإبداع على مستوى المنظمة هنا بإدخال أو إنتاج خدمة أو منتج أو سلوك جديد على المنظمة وإن وجد في غيرها إلا أنه جديد عليها، وقد يكون أيضاً الشيء موجود في المنظمة إلا أن استخدامه أو التعامل معه يكون بطريقة جديدة خلاقة تحقق فيه معنى الإبداع.

أما مصطلح الإبداع في العلوم الإدارية الحديثة فإنه من أكثر المصطلحات شيوعاً في أدبيات الإدارة في الوقت الراهن، وتعددت الدراسات التي تناولته من زواياه المختلفة، إلا أنه من المصطلحات الشائكة حيث تتعدد تعريفاته، مما يسبب مشكلة للباحثين في هذا الموضوع من حيث التعريف والمصطلحات المرادفة مثل الابتكار والاختراع والذكاء، إلى درجة يصعب على الباحث اختيار التعريف المناسب، حيث مشكلة التعريفات وتعددها للإبداع إلى تعقد ظاهرة الإبداع واختلاف مضامين البحث فيها وقد يكون الحصر والاقتصار على مفهوم محدد للإبداع مخالف لمضمون الإبداع أصلاً حيث مكمن الإبداع الطلاقة والمرونة والخيال.

■ وخلاصة القول :
لا يمكن الاتفاق على تعريف محدد للإبداع يقبله جميع الباحثين، والتنوع والاختلاف في التعريف ناتج بالأساس لمضمون الإبداع الذي يحتوي على الكثير من التنوع والرؤى والمداخل الدراسية سواء النفسية أو الإدارية أو اللغوية أو التربوية وما إلى ذلك.
إن الإبداع أن تأتي بأفكار أو آراء أو حلول أو منتجات أو اكتشاف علاقات لم يسبقك إليها أحد، ويتمثل بالقدرة على تطوير برامج جديدة وآليات عمل جديدة وحتى أشكال تنظيم جديدة تسهم في تحسين الأداء العام للمؤسسة، وشرط الإبداع أن يكون ذا أفكار مفيدة، فقد يكون الإبداع في مجال يجلب الدمار والضرر وهذا لا يسمى إبداع بل تخريب، فلو قلنا أن موظف ابتكر طريقة جديدة لتخفيض التكاليف أو لتعزيز الإنتاج أو لمنتج جديد، فتعتبر هذه الفكرة من الإبداع والإبداع يتمثل في أفكار تتصف بأنها جديدة ومفيدة ومتصلة بحل المشكلات موضوع الفحص والحدة هنا معناها مزج أو تجميع أو إعادة ترتيب الأنماط المعروفة من المعرفة في أشكال فريدة، وهو السلوك الذي يحدث أمراً ليس له نظير، ويتمتع بخصائص الحدة والملاءمة والاقتصاد وهو ذو نتائج خلاقة وليست روتينية أو نمطية.