من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : علي حسين العامودي.
إجمالي القراءات : ﴿12251﴾.
عدد المشــاركات : ﴿3﴾.

إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات : التعليم نموذجاً.
■ نشأ اصطلاح إدارة الأزمات ــ في الأصل ــ في أحشاء الإدارة العامة وذلك للإشارة إلى دور الدولة في مواجهة الكوارث العامة المفاجئة ولكنه ما لبث الأمر أن نما وتطور في مجال العلاقات الدولية ليشير إلى أسلوب إدارة السياسة الخارجية في مواجهة المواقف الدولية الساخنة ثم سرعان ما عاد اصطلاح إدارة الأزمات مرة أخرى ليزدهر في أحضان علم الإدارة، وكان ذلك حين استخدم للتلويح بأسلوب جديد تبنته الأجهزة الحكومية أو المنظمات العامة لإنجاز مهام عاجلة أو لحل مأزق طارئ، وفي سبيل ذلك ظهرت قوة المهام الخاصة (Task Force) أو الإدارة بالاستثناء أو فكرة غرفة العمليات (Operation)، وذلك لإدارة المشاكل الحادة المتفجرة، وهو بذلك يعتبر (إدارة أزموية) أي أحد فروع أو أدوات الإدارة مثله مثل الإدارة بالأهداف وغيرها.
ولما تَبلْوَرَتْ معالم هذا الأسلوب (الإدارة الأزموية) ثار التساؤل حول إمكانية تحويله إلى نمط (Pattern) متكامل يسمى (إدارة الأزمات) يعمل كوحدة وظيفية لمعالجة موضوعات محددة هي الأزمات والمشاكل الصعبة، وذلك بتنقيح أو وضع القواعد والأسس النظامية (Institutionalization) له، ليصبح نمطاً إدارياً محدد الخصائص، له آلياته المميزة في مواجهة الأزمات المتعددة المتعاقبة.
وقد لقي هذا الاتجاه اهتماماً ملحوظاً من جانب علماء الإدارة وذوي الخلفية في العلوم السياسية، فتحدث البعض عن صعوبة إيجاد "إدارة الأزمات" للوقوف في وجه الفوضى المتصاعدة أو المشاكل المتزايدة الناجمة عن المتغيرات المتلاحقة التي كشفت عجز النظام السياسي بما في ذلك الجهاز الإداري ذاته عن مواجهتها من خلال الأطر والمؤسسات والبنى التنظيمية القائمة.
في ضوء ما سبق يمكن القول إن إدارة الأزمات تعني بالأساس كيفية التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها، فعلم إدارة الأزمات هو علم إدارة التوازنات ورصد حركة واتجاهات القوة والتكيف مع المتغيرات المختلفة في كافة المجالات.

■ وهنا يجب التمييز بين مفهومين هما إدارة الأزمات والإدارة بالأزمات :
● فإدارة الأزمات تعني كيفية التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية المختلفة وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها.
● أما الإدارة بالأزمات فهي تعني انتقال الأزمات وإيجادها كوسيلة للتغطية والتمويه على المشاكل القائمة بالفعل، وتقوم على افتعال أزمة وهمية يتم من خلالها توجيه قوى الفعل السلوكي والاقتصادي إلى تكريس الأزمات أو الأزمة إلى سلوك معين.

ويرى (الدرة) أن إدارة الأزمات تعني : الكيفية التي يتم بواسطتها التغلب على الأزمات بالأدوات العلمية والإدارية المختلفة والتحكم في ضغطها ومسارها واتجاهاتها وتجنب سلبياتها والاستفادة من إيجابياتها، كما عرفها بأنها تساهم في إزالة الكثير من عوامل المخاطرة وعدم التأكد التي تواجه المنظمات في الأزمات مما يمكن تلك المنظمات من السيطرة والتحكم في مصيرها ومستقبلها، كما أنها العملية التي تستطيع بواسطتها أن تتعامل وتتصرف مع كوارث سببها واحد أو أكثر من البشر أو الهياكل التنظيمية في المؤسسة أو المؤسسات الأخرى أو الاقتصاد أو التكنولوجيا مما يترتب عليه خلل في إدارة البشر.