من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : طارق يسن الطاهر.
إجمالي القراءات : ﴿3223﴾.
عدد المشــاركات : ﴿78﴾.

تفنيد رسالة تحديد موعد ليلة القدر ــ مادة علمية.
■ انتشرت هذه الرسالة في وسائل التواصل، وكان لزاما الرد على مضمونها وتفنيد محتواها المضلل.
ورد في الرسالة أن ليلة القدر هي ليلة 27، ولن أخوض هنا فيما ورد لدى العلماء عن موعد ليلة القدر، والحكمة من إخفائها، فذلك متاح للجميع، لكن أتناول ما ورد في الرسالة التي حدد صاحبها أن ليلة القدر هي ليلة 27 بناء على موقع كلمة "هي" في سورة القدر في الرقم 27 بين كلمات السورة، وتم ذلك بناء على طريقته في حساب الكلمات.

فقد ذكر أن عدد كلمات سورة القدر 30 كلمة، وهذا ليس صحيحا، فصاحب الرسالة قد عدًّ بعض الجمل على أنها كلمات، وفي الحقيقة هي جمل وليست كلمات، ومن ذلك "أنزلناه" فقد عدها كلمة واحدة، وهي جملة مكونة من عدة كلمات، وتفصيلها كالآتي:
أنزل "فعل" + نا "فاعل" + هـ "مفعول به".
إذن هذه ثلاث كلمات وليست كلمة واحدة.

وكذلك "إنَّا" فقد عدها كلمة واحدة، وهي في الأصل مكونة من كلمتين:
إنَّ + اسمها "نا".
وكذلك كلمة "أدراك"، و" فيها" عدها كلمة واحدة وهي ليست كذلك.

يجمع صاحب الرسالة أرقام الكلمات التي وردت فيها كلمة القدر ويقول إن مجموعها 27 مما يدلل على وقوع ليلة القدر في الليلة 27 .
وهذا غير صحيح لأن مجموع أرقام الكلمات التي وردت فيها كلمة" القدر" لن يكون 27 بناء على الفرز الصحيح لكلمات السورة حسبما أوردته.

ومن المغالطات التي وردت في رسالته أنه يعد المضاف والمضاف إليه مرة كلمة، ومرة كلمتين؛ حتى يستطيع إثبات زعمه الخاطئ، فقد عدَّ "مطلع الفجر" كلمتين، وعد "ربهم" كلمة واحدة، وفي الحقيقة هي مضاف ومضاف إليه مثل سابقتها، والصحيح أنها كلمتان وليست واحدة.

مما سبق يتبين لنا أن ما توصل له غير صحيح، لأنه بهذا الحساب الصحيح يكون ترتيب كلمة "هي" ليس 27 وإنما أكثر بكثير،، وحتى لو جاءت رقم 27 فليس هذا دليلا على أنها تقع في تلك الليلة.
يقول: "عدد كلمات سورة القدر ٣٠ كلمة بعدد أجزاء القرآن، وعدد حروفها ١١٤ حرف بعدد سور القرآن الكريم".

فقد علمنا مما سبق أن هذا الزعم غير صحيح، بناء على ما شرحته أعلاه، وإن كلمات السورة ليست 30 كلمة، وحتى لو أصبحت كلماتها 30 وعدد حروفها 114 بعدد سور القرآن فما علاقة ذلك بموعد ليلة القدر؟!

■ ختاما :
هذه الرسالة -وما شاكلها- يهدف منها معدُّوها إلى تهميش الفكر لدى المسلمين وإشغالهم بقضايا انصرافية لا فائدة منها.