×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • في الثقافة الوظيفية : أنواع ضغوط العمل.
    • من خبراتي : التنمية المهنية للمعلّمين داخل المدرسة.
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة المواد المعرفية «1».
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة المواد العلمية «1».
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة المواد التوثيقية «1».
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة التعليم المستقبلي.
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة عُسر القراءة,
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة المواد المُحَدَّثة «1».
    • المُنوَّعات المصنفة «2» : ثقافة اللغات العالمية.
    • ﴿35﴾ قسم : المُنوَّعات المعرفية.

    الرئيسية.

    ■ 34- قسم : المُنوَّعات الثقافية «4».

    د. عبدالرحمن قاسم المهدلي
    د. عبدالرحمن قاسم المهدلي.
    إجمالي المشاركات : ﴿79﴾.
    1445/11/01 (06:01 صباحاً).

    مجالس رياض التائبين : المجلس الثالث والعشرون ــ من فقه التوبة «3».

    ■ المجلس الثالث والعشرون : من فقه التوبة «3».
    ■ من فقه التوبة.
    ● المسألة الرابعة : العاصي إذا حيل بينه وبين أسباب المعصية وعجز عنها بحيث يتعذر وقوعها منه لعدم قدرته عليها هل تصح توبته ؟ (1)
    وهذا كالكاذب والقاذف وشاهد الزور، إذا قطع لسانه، والزاني إذا جُبَّ، والسارق إذا أتي على أطرافه الأربعة، والمزور إذا قطعت يده، ومن وصل إلى حد بطلت معه دواعيه إلى معصية كان يرتكبها.
    ففي هذا قولان للعلماء :
    فقالت طائفة : لا تصح توبته.
    والقول الثاني وهو الصواب : أن توبته صحيحة ممكنة، بل واقعة، فإن أركان التوبة مجتمعة فيه، والمقدور له منها الندم، وفي "المسند" مرفوعا : (الندم توبة)، فإذا تحقق ندمه على الذنب، ولومه نفسه عليه، فهذه توبته.
    وكيف يصح أن تسلب التوبة عنه، مع شدة ندمه على الذنب، ولومه نفسه عليه، ولا سيما ما يتبع ذلك من بكائه وحزنه وخوفه وعزمه الجازم ونيته أنه لو كان صحيحا والفعل مقدورا له لما فعله ؟!
    وإذا كان الشارع قد نزل العاجز عن الطاعة منزلة الفاعل لها إذا صحت نيته : كقوله في الحديث الصحيح : (إذا مرض العبد أو سافر، كتب له ما كان يعمل صحيحا مقيما) (خ (2996)).
    وفي الصحيح أيضا عنه : (إن بالمدينة أقواما، ما سرتم مسيرا، ولا قطعتم واديا، إلا كانوا معكم.
    قالوا : وهم بالمدينة ؟ قال : وهم بالمدينة حبسهم العذر) (خ (2838)، م (1911)) وله نظائر في الحديث.
    فتنزيل العاجز عن المعصية التارك لها قهرا مع نيته تركها اختيارا لو أمكنه منزلة التارك المختار أولى.
    يوضحه : أن مفسدة الذنب التي يترتب عليها الوعيد تنشأ من العزم عليه تارة ومن فعله تارة، ومنشأ المفسدة معدوم في حق هذا العاجز فعلا وعزما، والعقوبة تابعة للمفسدة.
    وأيضا فإن هذا إن تعذر منه الفعل، لم يتعذر منه التمني والوداد.
    فإذا كان يتمنى ويود لو واقع الذنب، ومن نيته : أنه لو كان سليما لباشره، فتوبته : بالإقلاع عن هذا الوداد والتمني والحزن على فوته، فإن الإصرار متصور في حقه قطعا، فيتصور في حقه ضده، وهو التوبة بل هي أولى بالإمكان والتصور من الإصرار. وهذا واضح.

    ● المسألة الخامسة (2) : وتوبة العبد إلى ربه محفوفة بتوبة من الله عليه قبلها وتوبة منه بعدها، فتوبته بين توبتين من الله سابقة ولاحقة. فإنه تاب عليه أولا إذنا وتوفيقا وإلهاما، فتاب العبد، فتاب الله عليه ثانيا قبولا وإثابة.
    قال الله عز وجل : َ(لقَد تَّابَ الله عَلَى النَّبِيِّ وَالْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ فِي سَاعَةِ الْعُسْرَةِ مِن بَعْدِ مَا كَادَ يَزِيغُ قُلُوبُ فَرِيقٍ مِّنْهُمْ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ إِنَّهُ بِهِمْ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ـ وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم)ُ (التوبة : 117 - 118)، فأخبر سبحانه أن توبته عليهم سبقت توبتهم، وأنها هي التي جعلتهم تائبين، فكانت سببا مقتضيا لتوبتهم، فدل على أنهم ما تابوا حتى تاب الله تعالى عليهم.
    ونظير هذا : هدايته لعبده قبل الاهتداء، فيهتدي بهدايته، فتوجب له تلك الهداية هداية أخرى يثيبه الله بها هداية على هدايته، فإن من ثواب الهدى الهدى بعده، كما أن من عقوبة الضلالة الضلالة بعدها، قال الله تعالى : (وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآتَاهُمْ تَقْواهُمْ) (محمد : 17)، فهداهم أولا، فاهتدوا فزادهم هدىً ثانيا.
    وعكسه في أهل الزيغ، كقوله تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ لِمَ تُؤْذُونَنِي وَقَد تَّعْلَمُونَ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ) (الصف : 5)، فهذه الإزاغة الثانية عقوبة لهم على زيغهم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    (1) : المدارج (1/ 359 - 362).
    (2) : المدارج (1/ 388).
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.