من أحدث المقالات المضافة في القسم.

د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 706
1443/03/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1807﴾﴾

الثقافة الإسلامية : هذا هو الإسلام.
قال لي رجلٌ مسلم مؤمن تقي صادق فعلا : أتى لي صديق مع صديق له فجأة بعد الضيافة في بيتي لهما، أخذ رجل منهما يتأفف بغرابة عجيبة وكأن على رأسه جبل ثقيل، وهو منكس رأسه مرة ومرة يرفع عيونه بوجهي. فقد استغربت أنا جدا منه و سألت ما به؟
فقال : إن (س) صديقنا معا من سنوات يتكلم عليك بكلام يندى له الجبين ومن العيب أن يقال من صديق عن صديقه مدى العمر، أو حتى بين الرجل والعدو، ولكن فعلا الدنيا مصالح فقط.
فطبعا أنا لم أرد عليه بكلمة واحدة لأني اعرف أن صديقنا المذكور رجل مؤمن وتقي ويخاف الله تعالى فعلا. فقلت له : عسى خيرا بإذن الله تعالى.
وبعد زيارتنا منهما لنحو ساعتين وتقديم واجب الضيافة لهما. خرجا من عندي بدون سماع رد أية كلمة لانتقم من ذلك الرجل المؤمن التقي.
وفي الصباح خرجت إلى السوق واشتريت ما يلزم رحلة نزهة برية بين الأصدقاء من فحم و لحم وخبز ومكسرات وفواكه منوعة وكل ما يمكن أن تكون الرحلة ممتعة بإذن الله تعالى، مع شراء هدية خاصة للأخ والصديق المؤمن التقي لي من عدة سنوات بموضع سري بالسيارة (لكي لا يراها الصديق المنافق) وخاتم ذهب صغير إلى زوجته الواعظة. ثم اتصلت بضيوف امس عندي وهما صديقي وصديقه، بأن لكما اليوم بعد العصر رحلة برية خاصة لنا الثلاثة فقط. على حسابي ونفقتي شخصيا بدون مشاركة مالية منكما أبدا. وعدم دفع أي فلس واحد بتاتا، طبعا إغراء لهما لقبول الرحلة و النزهة مجانا.
وفعلا بعد نهاية الرحلة، ذهبت بهما إلى بيت صديقنا المؤمن التقي مسرعا بدخول السيارة مما اربك ضيوف امس في بيتي وكأنهما دخلا النار او السجن مثلا، وقد حاول المنافق أن يطير من شباك السيارة، ولكن كنت قد قمت بإشعار صديقي المؤمن التقي بأن لي زيارة مفاجأة مع أصدقاء لنا جميعا بدون تعريفه بأسمائهم بتاتا. وعليه أن يستقبلنا في حديقة المنزل وليس بالداخل بتاتا، ليكون نزولنا جميعا معا بسرعة، ولا مجال لهروب المنافق.
وفعلا نزلنا جميعا بسرعة من السيارة ومعي الهدية الخاصة له وخاتم الذهب لزوجته.
وقلت له بعد المصافحة و العناق الشديد عدة مرات : إن من السنة الشريفة تبادل زيارات الأخوان بين بعضهم البعض. وأنا فعلا اشتقت لك جدا، وأرجو قبول هذه الهدية لك وهذا الخاتم للأخت زوجتك الواعظة للنساء بالمسجد.
فما كاد من المنافق إلا أنه ذاب خجلا وفضيحة حقيقية لم يكن يتصورها حتى بحلم المنام بتاتا مدى الحياة فعلا.
فكان جالسا منكس رأسه بالأرض ومحاولا إخفاء وجهه مني ومن صديقي المؤمن التقي، وحاول صديقه النظر إليه مع تكرار النحنحة بمعنى إني كشفتك فعلا مثل الشمس في كبد السماء ورابعة النهار، وأيضا كلنا ننظر إليه بشدة الاستهزاء وانه منافق كاذب وينوي الفتنة بين الأخوة المسلمين.
وأتوقع أن له بعض الدموع نزلت من عيونه وحاول إخفاؤها اكثر من مرة. بل دخل الحمام الخارجي بالحديقة لبيت المؤمن التقي اكثر من مرة خلال ساعات ووقت ضيافتنا. بل إن صديقه استغل وقته بالحمام (أعزكم الله تعالى) فقال لي: أنا أريد رقم جوالك لأتشرف بالتواصل معك. فأنا قد كشفت أنه فعلا كاذب ومنافق، وبعد اليوم سأترك لي أية علاقة معه إلى الأبد. فأنا لا أكون به واثقا أن يكذب عليَّ وأنه فعلا منافق وصاحب فتنة، ولك عهد الله تعالى أن اترك علاقتي به تماما، بل احذف رقمه بتاتا من جوالي بل أصارحه وأخبره وجها لوجه بأنه صاحب فتنة ونفاق وقد تم كشف ما ينوي إليه من عداوة بين الأصدقاء المؤمنين مثل جنابكم الكريم و بين المسلمين عامة. وأكيد لا تعمل مثله أية امرأة بين النساء بتاتا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم بمعنى الحديث الشريف (وهل يكُبُ الناسِ في النارِ إلا حصائد ألسنتهم).
وكان هذا درسا تأديبيا له مدى الحياة بسبب تصرفي بحكمة وثقة بحمد الله تعالى.
فقد قال تعالى : (والفتنة أكبر من القتل). انظر رعاك الله تعالى لغويا وبلاغيا قرانيا إلى كلمة (أكبر)؟
فقلت له نعم هذا هو الإسلام، والدين المعاملة أصلا، وليس الدين والإسلام عبادة لله فقط، لأن العبادة ثوابها وأجرها لك وحدك، لكن معاملة الناس تكون عامة وشاملة وان الله تعالى يحبك ثم يزرع محبة لك في كل قلوب أهل السماء والأرض حتى الغريب والقريب بل حتى الحيوانات مثلا.
■ نعم هذا هو الإسلام فعلا.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.