أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿2858﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

قد يكون العنوان تقليديا ومألوفًا لديكم ولكني أحببت أن أتناوله من زاوية مختلفة.

■ يتردد كثيرا مصطلح زمن الطيبين ويقصد به الماضي بكل تداعياته وبكل ما فيه من حال الناس تلك الأيام
ومن يردد تلك الكلمة لا يعلم أن أولئك الناس في تلك الفترة كانوا يقولون زمن الطيبين للأجيال التي سبقتهم وهكذا دواليك زمننا الحالي سيصبح زمن الطيبين لأجيال المستقبل بعد ٤٠ أو ٥٠ عاما.
وسيصبح كل ما لدينا من تقنية وأجهزة ذكية الآن بالنسبة للأجيال القادمة بعد ٣٠ أو ٤٠ عاما جزءا من التراث ربما تجدها في المتاحف. وتصبح السيارات مجرد ذكرى وسيحل محلها السيارات الطائرة وستكون السيارات الحالية للأجيال القادمة مثل عربات الخيول بالنسبة لنا.
وسبحان الذي يغير ولا يتغير.
وزمن الطيبين موجود في كل زمان.
وستظهر أشياء جديدة ربما نعتبرها الآن ضربا من الجنون.
فمن كان يتخيل أن كل شخص سيمتلك هاتف لاسلكي بعد أن كان حكرا على بعض الطبقات المهمة.
ومن كان يتخيل أن بإمكانه أن يستمع أي أغنية ويشاهد أي فلم في أي وقت شاء بعد كانت مشاهدة الأفلام مقصورة في دور السينما أو التلفزيون (أذكر أنه كان هناك برنامجا إذاعيا باسم ما يطلبه المستمعون).
ومن كان يتخيل أن التلفزيون سيصبح سماكته ١٠ سم ويعلق مثل الصور على الحائط بعد أن كان مثل الدولاب الخشبي.
والراديو كان ضخما جدا في الماضي وبطاريته كبيرة ويوضع على الأرفف ثم تطور وأصبح في حجم الكف ويسمى (الترانزستور).
بل من كان يتخيل أن الملف الأخضر الذي لا يمكن أن تتم أي معاملة بدونه سيصبح أثرا بعد عين وجزءا من مقتنيات الماضي وأكاد أجزم لو سألت الأجيال القادمة عن معنى ملف علاقي لن يتمكنوا من الإجابة.
أشياء كثيرة تغيرت بين الأمس واليوم ولكن الطيبة لم تتغير وزمن الطيبين ليس حكرا على زمن ما ولا يمكن أن يندثر وسيبقى زمن الطيبين ما بقيت يتوارثه الأجيال جيلا بعد جيل.