من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : محمد عبدالعزيز الحارثي.
إجمالي القراءات : ﴿2862﴾.
عدد المشــاركات : ﴿31﴾.

في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال : أجمل منظر.
منظر رائع جميل تستمتع به العين ويبعث التفاؤل والأمل؛ إنّه منظر الرجال عندما يسمعون المؤذن ينادي للصلاة وهم يقودون سياراتهم فيقفون مباشرة عند أقرب مسجد لأداء الركن الثاني من أركان الإسلام.
يا ليتني كنت رسّامًا لأرسم هذا المنظر لوحة تعجب كل من تعلقت قلوبهم بالمساجد ..
يا ليتني كنت شاعرا لأنقل ما أشاهده؛ صورة شعرية يتداولها الأجيال.
هؤلاء الرجال الوحي لديهم حياة. استجابوا لقول الله تعالى : (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ ۝ رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ۙ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ).
رجال لا تلهيهم الدنيا عن ذكر الله يعلمون ويعملون ؛ عندما علموا بأنّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يأذن لذلك الأعمى عندما استأذنه ليصلي في بيته لعدم وجود قائد يقوده إلى المسجد فقال صلى الله عليه وسلم لذلك الأعمى : "هل تسمع النداء" قال : نعم. فقال صلى الله عليه وسلم "لا أجد لك رخصة".
إنّهم حقًا رجال لا يتتبعون الرخص ولا يسوفون كالذين يسمعون صوت الأذان وهم في مكاتبهم فلا يستجيبون للنداء أو يسمعون صوت الأذان من مسجد يرونه وهم في الطريق يسيرون بسياراتهم فتحدثهم أنفسهم بأن يصلوا في مسجد آخر أو بالقرب من بيوتهم ثمّ يحبسهم زحام الطريق حتى يخرج وقت الصلاة فيضيعوا وقت الصلاة وضيعوا الصلاة في المسجد.
إن الرجال الذين لا يلهيهم متاع الدنيا عن الصلاة كسبوا التجارة مع الله تعالى، وهي التجارة الفريدة التي لا خسارة فيها، وأدمنوا النظر والتدبر في قال الله تعالى وقال رسوله صلى الله عليه وسلم؛ فعندما يعرفون أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : (أَلا أدُلُّكُمْ علَى ما يَمْحُو اللَّهُ به الخَطايا، ويَرْفَعُ به الدَّرَجاتِ؟ قالُوا بَلَى يا رَسولَ اللهِ، قالَ: إسْباغُ الوُضُوءِ علَى المَكارِهِ، وكَثْرَةُ الخُطا إلى المَساجِدِ، وانْتِظارُ الصَّلاةِ بَعْدَ الصَّلاةِ، فَذَلِكُمُ الرِّباطُ). وعندما يؤمنون بقوله صلى الله عليه وسلم "مَن غَدَا إلى المَسْجِدِ، أَوْ رَاحَ، أَعَدَّ اللَّهُ له في الجَنَّةِ نُزُلًا، كُلَّما غَدَا، أَوْ رَاحَ"؛ أصبحت قلوبهم تنبض بالوحي وتستمد منه الطاقة الإيجابية فيمشون إلى المساجد لترتاح أرواحهم بالصلاة وتطمئن أفئدتهم بذكر الله وما نزل من الحق.