من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

مجرد كلام ﴿2240﴾.
متعة الفشل ﴿2819﴾.
مفاهيم ملحة ﴿3715﴾.
شذوذ وخلل ﴿5369﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أكرم محمد مليباري.
إجمالي القراءات : ﴿3214﴾.
عدد المشــاركات : ﴿26﴾.

عندما اكتشف الإنسان مقدار سرعة الضوء التي لم يضاهيها أي نوع من السرعات في هذا الكون، والتي كما قدرت على لسان بعض العلماء (بثلاث مائة ألف كيلو متر في الثانية) بات الضوء شيئاً جديراً بالدراسة، وموضع اهتمام كثير من العلماء المتخصصين في نفس المجال. وهذا العصر لا يزال يحمل الكثير من المفاجئات والاكتشافات التي لم يصل إليها العقل البشري، ولكن لعله من الأسهل أن نقصر الحديث عن وسائل الاتصال التقني التي أصبحنا محاصرين بتقنياتها العجيبة السرعة والانتشار، ولست أبالغ إذا قلت إنها ربما تفوق سرعة الضوء بمراحل عديدة، إذ أن الضوء ينتقل في وسط ومسار تراه العين، وتدركه، ولكن ما ينتقل عبر وسائل الاتصال التقني، فأبعاده كثيرة ومتنوعة، ولا يمكن أن تندثر بسهولة عبر الزمن، فإذا أثيرت قضية وتنقلت عبر أوساط الشبكة العنكبوتية مثلاً، فقد ظهرت على السطح، وأصبح من المستحيل إخفائها، حتى ولو بعد حين من الزمان، وإن تداعت أقلام الكتاب، وروايات المفكرين، في تصحيح الأفكار والمعتقدات التي ربما تحملها تلك القضية الخطيرة، وما لها وما بها من دسائس، وأغراض دنيئة، ليس من شأنها إلا تشويه الحقائق، وتزييف المعتقدات الثابتة الراسخة، التي استقرت في نفوس وقلوب البشر، المؤمنين بالله تعالى، وبما جاء به نبي الرحمة صلوات ربي وسلامه عليه.

ولا آت بجديد إذا قلت إن هذا الدين سيظل بإذن المولى شامخاً عزيزاً، لا يضيره كيد الكائدين ولا غيرهم، ولكن المسألة تتجاوز الحذر من براثن كتابات بعض المنحرفين، الذين يرتعون في مياه الشبكة العنكبوتية التي أصبحت آسنة بكتاباتهم العفنة، فبين الفينة والأخرى نسمع نعيقاً لأحدهم، يتردد صداه في أروقة أجهزة الحاسوب، التي يستخدمها البشر، ولا أظن أن اثنين يختلفان في أن أي معلومة يرغب أن يحصل عليها إنسان عبر الشبكة العنكبوتية اليوم، إنما تكون (بضغطة زر !) ليس إلا، مهما مرت الشهور والأيام، فهي موجودة ومختزنة بين حزم المعلومات في الشبكة، ولهذا معنى شديد الخطورة إذ أنه ليس كل من يضطلع على المواضيع التي تطرح على أصعدة الشبكة من أصحاب العقول وأولي الألباب، وأن انتهت القضايا وحسم أمرها، ولكن الأمر يكمن فيمن يسعى في إعادة إشعال نار الفتنة، من أصحاب الأهواء المنحرفة، وممن تبنوا العقائد الفاسدة الحاقدة على الإسلام والمسلمين، والذين ترتفع أصواتهم في الساحات، في كل مرة يظهر فيها ضال مضل، يطل علينا ببذيء من الكلام، يهتز له عرش الرحمن، نسأل الله السلامة والعافية.

ولا يخفى على كل عاقل صاحب علم، أن هذا مما اقتضته مشيئة الله تبارك وتعالى في استمرار الصراع بين الخير والشر، والحق والباطل، وأن سنة الله هذه باقية إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكن لا أظن أن العقل البشري الذي وصل إلى ما وصل إليه من تقدم في مجالات التقنية بأنواعها، ومنها هذه الشبكة العنكبوتية، التي لا يكاد يخلو بيت من أثرها، أن يتحكم فيها فريق أمين من المختصين الغيورين على دينهم، وأن يكونوا لجنة علمية تراقب المواضيع والكتابات التي تنشر على كل صفحات الشبكة، وأن يقوموا بنشر المفيد الذي يخدم الإسلام، ويساعد على ترسيخ قيمه النبيلة، وأن يحجبوا كل ما من شأنه التشويه والتضليل له، من كتابات (كل من هب ودب) ولست أشكك في غيرة المسلمين في هذا البلد المعطاء، الذي ولله الحمد يزخر بالعلماء الأفاضل الذين لا يألون جهداً في نصرة الدين، ولكن كما أسلفت الخطورة تكمن فيما وراء الحذر، وهذا ما أقصده بعنوان هذا المقال والله ولي الأمر والتدبير.
image الفلسفة التطبيقية : فن المقاربة.