من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

فوائد المرض ﴿5614﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
إجمالي القراءات : ﴿2220﴾.
عدد المشــاركات : ﴿723﴾.

قسم الأمن والسلامة في المختبرات الكيميائية.
■ التعرض للسمومية :
من المعروف منذ زمن طويل أن التعرض لأي مادة بكميات كافية يمكن أن يكون مميتا. ففي القرن السادس عشر، كتب جراح عسكري وكيميائي يعرف باسم باراسيلسوس: «ما هو الشي الذي ليس ساما ؟ (كل شيء سام، ولا شيء بدون سمومية، فالجرعة فقط من تحدد السمومية من عدمها)».
وهذا يعني أن جرعة التعرض (أو الكمية) للمادة الكيميائية هي من ستحدد التأثيرات السامة التي ستواجهها.
على الرغم من أن أي مادة لديها الإمكانية على أن تكون ضارة لأولئك الذين يتعاملون معها، إلا أنه هناك علاقات معقدة بين المادة وتأثيرها الفسيولوجي في كل شخص، ويُعرف العلم الذي يدرس الآثار الضارة للمادة على الكائنات الحية والنظام البيئي باسم علم السموم.
وهناك عدة العوامل تحدد كيف يمكنك ككائن حي أن تتفاعل عند دخول مادة كيميائية إلى جسمك. وتشمل تلك العوامل على سبيل المثال كيفية دخول المادة الكيميائية جسمك (تعرف باسم طريقة الدخول)، وكمية من المادة (الجرعة) وطول الفترة التي تتعرض لها للمادة الكيميائية (المدة)، والحالة الفيزيائية للمادة السامة (الشكل)، والعديد من العوامل الأخرى، مثل جنس الشخص المعرض، و درجة البلوغ، والعمر، ونمط الحياة، وحالات التحسس للعوامل المختلفة التي يتأثر بها العضو، والعوامل التحسسية، والتصرف الفطري، فكل ما سبق غيض من فيض، وكلها تؤثر على شدة التعرض.
إن آثار السمية يمكن أن تكون فورية أو تتأخر إلى وقت لاحق، ويمكن أن تكون عكسية أو غير عكسية كما يمكن أن تكون ضمن العضو أو على نطاق الجسم كله. وتختلف الآثار السمية من خفيفة وعكسية (مثل صداع من التعرض للوهلة الأولى لاستنشاق بخار خلات الإيثيل، الذي يختفي عندما يُستنشق الهواء النقي) إلى خطيرة وغير عكسية (مثل حدوث العيوب الخلقية عند التعرض المفرط للنيكوتين أثناء الحمل، أو السرطان عند التعرض المفرط للفورمالدهيد).
وباستثناء الحالات التحسسية، فإن التأثيرات السمية الناجمة عن التعرض للمواد الكيميائية تعتمد على شدة التعرض (تذكر باراسيلسوس). وبالعموم، كلما زاد أو طالت مدة التعرض كلما كانت النتائج أكثر كارثية. وبالتالي، يمكنك تقليل أو حتى تجنب الضرر عن طريق التقليل من التعرض إلى الحد الأدنى.