أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : مؤيد خالد الأنصاري.
إجمالي القراءات : ﴿16342﴾.
عدد المشــاركات : ﴿2﴾.

تجارب عالمية في الإشراف التربوي.
■ سنتطرق في هذا المقال إلى بعض من ملامح الإشراف التربوي في العديد من الدول كما يلي :
● أولًا : الإشراف التربوي في اليابان.
يجب على من يتم اختياره للإشراف التربوي أن يكون معلمًا مارس التدريس في جميع المراحل التعليمية، أظهر خلال هذه الفترة تميزًا واضحًا، بالإضافة إلى خضوعه للعديد من الاختبارات المقننة التي يتم في ضوئها اختيار الأفضل للقيام بمهمة الإشراف التربوي.
أما فيما يخص النمو المهني للمعلمين فجميع المعلمين يتشاركون بشكل جماعي من خلال المناقشة والبحث عن الحلول التي تساهم في تحقيق تطويرًا مهنيًا دائمًا لديهم، فلا يوجد معلم أقل أداء بحاجة إلى تطوير ومعلم متمكن لا يحتاج إلى تطوير، حتى أصبح المعلمين في اليابان لا يحتاجون إلى برامج التطوير المهني، لأن تلك الممارسات أصبحت عادات يمارسونها بشكل يومي.
أما تقييم المدارس فيتم من قِبل لجنة من المشرفين التابعين للمدينة أو المحافظة، تكون مهامهم تقديم الإرشاد الخارجي حول إدارة المدرسة والمبنى المدرسي وآلية التدريس، وتتكون لجنة المشرفين عادة من معلمين وقادة مدارس سابقين.
وفيما يخص تقييم المعلم الياباني فإنه يقيم نفسه أولًا، ثم يقيمه وكيل المدرسة، ثم يقيمه قائد المدرسة، ولا يتدخل المشرف التربوي نهائيًا في تقييمه، في حين يتركز دور المشرف التربوي في زيارة المعلمين وتسجيل ملحوظاته والاجتماع بهم لمناقشة جوانب الضعف لديهم، ونقل الحبرات الجديدة إليهم.

● ثانيًا : الإشراف التربوي في بريطانيا.
Ofstead هي الهيئة الرسمية المختصة بمتابعة المدارس ببريطانيا، وكلمة اوفستيد هي مختصر لجملة "مكتب معايير التعليم وخدمات الأطفال والمهارات" وهي إدارة حكومية غير وزارية ترفع تقاريرها للبرلمان مباشرة وليس لوزير التعليم.
ويقوم مفتش اوفستيد خلال الزيارة بتقييم أداء الطلاب وتصحيح دفاترهم وتقييم عمليتي التعليم والتعلم، ثم يعطي المعلم تقييمًا يتراوح بين ممتاز وضعيف، ولابد أن يتعرض كل معلم بريطاني لزيارة اوفستيد مهما كانت خبرته في التعليم.
ويتم متابعة المدارس من خلال عدة مراحل أولها مرحلة ما قبل التفتيش يتم خلالها تخطيط وإعداد مفتشي اوفستيد للزيارة، ثم إشعار المدرسة بموعد الزيارة (قبل الزيارة بيوم) وقد يكون هناك زيارات مفاجئة دون إشعار، بعد ذلك يطلب الزائر من المدرسة تجهيز المعلومات التي يحتاجها للاطلاع عليها.
المرحلة الثانية مرحلة التفتيش يتم خلالها بدء التفتيش في المدرسة بداية بالاجتماع مع قائد المدرسة ومساعديه وطلب بعض المعلومات الأساسية كغياب الموظفين وغيره، بعد ذلك يتم ملاحظة الدروس بمشاركة قائد المدرسة ومتابعة أعمال الطلاب وكتبهم ودفاترهم والتحدث إلى الطلاب وأولياء الأمور ومنسوبي المدرسة واللقاء بهم بهدف التحقق من جودة التعليم في المدرسة، ومن ثم تقديم التغذية الراجعة للمدرسة من خلال عرض نقاط القوة ونقاط الضعف ومجالات التحسين، يتم بعد ذلك متابعة إدارة الأداء والتطوير المهني من قِبل إدارة المدرسة وهل يوجد صلة بين إدارة الأداء والتقييم وعلاوة الراتب.
أما المرحلة الثالثة والأخيرة مرحلة ما بعد التفتيش يتم خلالها اجتماعات لفريق التفتيش في نهاية يوم التفتيش لمناقشة النتائج مع قائد المدرسة ثم اجتماع آخر بعد يومين بحضور قائد المدرسة لتحديد مجالات التحسين والتوصيات وتزويد المدرسة بالأحكام النهائية، ثم بعد ذلك يتم تقديم التغذية الراجعة للمدرسة وإبلاغهم بأن الدرجات المرصودة مؤقتة وتكون سرية وغير معلنة بحيث يمكن العمل على تحسين الأداء وتعديل جوانب القصور والحصول على درجات أعلى علمًا بأن الدرجة يتم الإعلان عنها عند تلقي المدرسة نسخة من تقرير التفتيش النهائي.

● ثالثًا : الإشراف التربوي في الولايات المتحدة الأمريكية.
لكل ولاية من الولايات نظامها التعليمي الخاص بها، فلا يوجد مقرر رسمي للتعليم في أمريكا، وتقع مسؤولية تخطيط وتطوير المقررات على إدارات التعليم مع إتاحة الفرصة لمشاركة المتخصصين في المادة وقادة المدارس والمعلمين بالإضافة إلى أساتذة الجامعات من المتخصصين في التربية والمستثمرين (منتجو الكتب والمواد التعليمية) والمؤسسات القومية للمعلمين والوكالات القومية للاختبار.
وتختلف معايير اختيار المشرف التربوي من ولاية لأخرى إلا أن هناك معايير مهنية عامة يجب توفرها في المشرف التربوي هي: درجة الدكتوراه أو الماجستير في التربية، ودراسات عليا في الإشراف والإدارة تصل في مجموعها إلى 80 ساعة، وخبرة ست سنوات من التدريس المتميز منها ثلاث سنوات على الأقل في مجال الإشراف والإدارة.
وفيما يخص تقييم المعلم ففي أحد الولايات (ولاية أهايو) اعتمد التقييم على طريقتين :
• الطريقة الأولى : هيكل التقييم الأصلي: وفيه يتم تقييم المعلم حسب أداء المعلم والتحصيل الدراسي للطلاب وذلك بنسبة 50% لكلًا منهما.
• الطريقة الثانية : هيكل التقييم البديل: وفيه يتم تقييم المعلم حسب أداء المعلم ويُمثل (42,5%)، والتحصيل الدراسي للطلاب ويُمثل (42,5%)، وأخرى (التقييم الذاتي للمعلم، وتقويم أقران المعلم، واستبانة للطلاب، وحقيبة الطالب) وتُمثل (15%).
وفي حال كان المعلم منخفض الأداء فيضع المشرف التربوي له مجموعة من التوصيات وخطة لتحسين وتطوير الأداء، وفي حال لم يتحسن الأداء فإن المعلم معرض للفصل من مهنة التدريس.

■ وفي الختام :
آمل أن يتضمن المقال ما يُمكن الاستفادة منه بما يتناسب مع واقع ميداننا التربوي والتعليمي.
والله ولي التوفيق.