بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : مشاري محمد الحربي.
إجمالي القراءات : ﴿6892﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

استصغار الناس.
• محمد : السلام عليكم، أين عامل النظافة عندكم ؟ أريده أن ينظف سيارتي.
• العامل : وعليكم السلام، أنا موجود في خدمتك سيدي، آمرني بابا ؟
• محمد : أريدك أن تنظف سيارتي، هيا أسرع ولا تثرثر كثيراً، فأنت مجرد هندي أريد سيارتي في منتهى اللمعان، وإن أخطأت أيها الهندي، يا ويلك يا ويلك مني !
• العامل بحزن وخوف : إن شاء الله بابا !

كان ذلك الحوار العقيم بين أحد المرتادين إلى محطات السيارات لتنظيف سيارته، وأحد العاملين في تلك المغسلة، حوار احترق فؤاد من سمعه غضباً وحزناً على ما آلت إليه نفوسنا في هذه الأيام، حيث بات البعض منا حين يكبر شأنه، وتعلو منزلته وترتفع مكانته؛ يستصغر جميع من حوله، ظاناً بأنه هو الأفضل وبأن البقاء للأقوى، والقوي هو من يفرض سيطرته واحترامه بالقوة وعدم اللين والرفق بمن حولنا من المستضعفين والمغلوب على أمرهم، غير مدرك بأن الابتسامة في وجه أخيك صدقة، وبأن من واجب المسلم نحو أخيه المسلم اجتناب الكبر، والابتعاد عن هذه الصفة المشينة في التعامل مع الناس، لأن استصغار البشر من الصفات التي تساهم وبشكل كبير في تباعد القلوب وتفكك الصفوف، ونفور الأصحاب وابتعاد الخلان عن المتكبر والمستصغر للبشر.

■ رسالة أخيرة :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (لا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ)، فاحرصوا يا أعزائي القراء على الابتعاد عن ما نهاه عنا ديننا الحنيف، واحرصوا على التقرب من صغار القوم والضعفاء منهم بالكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة، فالتبسم في وجه أخيك صدقة، ومحبة المسلم لأخيه المسلم مهما كان جنسه أو عمره أو مكانته الاجتماعية من أهم الركائز التي حث الدين الإسلامي على التمسك بخصاله لما فيه أثر رجعي كبير على بناء مجتمع متكامل يخلو من تعلى نفوس البشر.