من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. بدر فارس الحمد.
إجمالي القراءات : ﴿5296﴾.
عدد المشــاركات : ﴿5﴾.

ذوي الاحتياجات الخاصة والأنشطة الصيفية.
■ قال الله تعالى : (وما بكم من نعمة فمن الله ثم إذا مسكم الضر فإليه تجأرون) (النحل : 53).
نعم كثيرة هي التي أنعم الله علينا بها في هذه البلاد، نعم لا تُعد ولا تُحصى ولله الحمد وما تحتاجه هذه النعم هو الشكر لله سبحانه وتعالى، فبالشكر تدوم النعم.
ولعل الخدمات المجتمعية المختلفة التي تقدمها المملكة لذوي الاحتياجات الخاصة هي صورة من صور هذه النعم التي وهبنا الله إياها، فقد وصلت الخدمات المقدمة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى جميع مناطق مملكتنا الحبيبة رُغم مساحتها المترامية الأطراف، بل إنها وصلت إلى كثير من القرى، ونطمح أن تصل في القريب العاجل إلى جميعها إن شاء الله.
وفي أوائل الستينيات الميلادية كان يُعاني ذوي الحاجات الخاصة من العزل والإقصاء والإيذاء ثم تغيرت الاتجاهات تدريجياً حتى وصلت إلى النظرة الإيجابية نحوهم من المجتمع، والذي أصبحنا نشاهده في يومنا الحالي واقعاً ملموساً من خلال مشاركات ذوي الاحتياجات الخاصة بالأنشطة والمهرجانات الصيفية، وبالتالي أصبح المنظر مألوفاً لدى مجتمعنا وهو مشاهدة أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة جنباً إلى جنب مع أقرانهم الأسوياء من خلال التعليم أو الأنشطة أو المهرجانات الصيفية، وهذا يعني أن هذه الأنشطة ساهمت وبشكل فعَال في عملية دمج الأطفال في المجتمع مما يعني انعكاسها الإيجابي على الأطفال من ذوي الحاجات الخاصة وأُسرهم وبالتالي يزداد تقديرهم لذواتهم وشعورهم بأنهم أشخاص فاعلون وأنهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع.
إذاً تغيرت نظرة أُسر ذوي الحاجات الخاصة وتغيرت نظرة المجتمع برمته فأصبحوا يتفاخرون بأبنائهم ذوي الاحتياجات الخاصة وبمشاركاتهم مما يعني انعكاسها إيجاباً على الأسرة والمجتمع، وذلك على عكس المعتقدات السابقة والممارسات التي كانت تُمارس ضدهم وهو حرمانهم من ابسط حقوقهم التي كفلها لهم ديننا الحنيف أولاً والاتفاقيات الدولية ثانياً.
وتأتي هذه المشاركات كأسمى رسالة توجهها هذه الأسر للمجتمع وهو مزاولة أبنائها ذوي الاحتياجات الخاصة لحياتهم الاجتماعية بكل أشكالها، فالأسرة في مقدورها أن تحوّل الإعاقة من حاجز إلى حافز من خلال تذليل الصعوبات، وقبل أن تكون سعادتنا كتربويين وكأسر لذوي الاحتياجات الخاصة هي سعادة لا يوازيها سعادة لذوي الاحتياجات الخاصة أنفسهم .. فوالله مثلما أننا سنُسأل عن أطفالنا الأسوياء سنُسأل أيضاً عن أطفالنا من ذوي الاحتياجات الخاصة.

■ ختاماً :
كل الشكر لكل من أعد وخطط وساهم في نجاح هذه الأنشطة والمهرجانات الصيفية وكل الشكر لأُسر ذوي الاحتياجات الخاصة لمشاركتهم والشكر موصول لمجتمعنا الواعي والمثقف والذي ساهم أيضاً بدوره في هذه الفعاليات.