بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عبدالعزيز محسن المضواحي.
إجمالي القراءات : ﴿10083﴾.
عدد المشــاركات : ﴿6﴾.

التماهي مع الإشراف الإلكتروني.
■ تتبنى وزارة التربية والتعليم تعريف الإشراف التربوي بأنه : "عملية فنية شورية قيادية إنسانية شاملة غايتها تقويم وتطوير العملية التعليمية والتربوية بكافة محاورها".
وبتأمل هذا التعريف نلاحظ أن الإشراف التربوي هو في الواقع عملية اتصال إنساني لها صبغة فنية وشورية وقيادية، وهذه الصبغة لها دلائل السمو التي تحلق بالإشراف التربوي بعيداً عن الممارسات العشوائية أو الفوقية أو التفتيشية البحتة، وفي الوقت نفسه فإنها تحمل دلائل الاتصال الإشرافي بكل عناصره الخمسة : المرسل، والرسالة، والمستقبل، ووسيلة الاتصال، والتغذية الراجعة، فكل من يباشر عملية الإشراف التربوي لابد وأن يتفاعل مع دلائل السمو ودلائل الاتصال، وإلا فإن ما يقوم به لا يعد إشرافاً تربوياً بالمعنى الفعلي للمصطلح.

اندرج مؤخراً مفهوم الإشراف الإلكتروني - الذي لم يحرر له حد نصي تتبناه جهة مسؤولة في الوزارة - تحت مفاهيم وأدوات إدارة الإشراف التربوي، وفي الواقع أنه يمكن اعتباره عنصراً من دلائل الاتصال غير المباشر مع المعلم، إذ ينحصر التواصل فيه على مستويين، هما : تواصل مدير المدرسة مع الإدارات الخدمية المتنوعة في التعليم ومنها إدارة الإشراف التربوي، وتواصل المشرف التربوي مع رؤسائه في الإدارة، بحيث يصبح هذان التواصلان على مرأى من القيادة العليا في التربية والتعليم.
وبالممارسة الفعلية لبرنامج الإشراف الإلكتروني نجد أنه أقرب لعملية التوثيق والمتابعة الإدارية (متعددة المستويات) منه للإشراف الميداني وتقديم التغذية الراجعة للمعلم الذي يمثل أهم محاور عمل البرنامج، مما لا تتحقق معه دلائل السمو الإشرافي.
كما أن برنامج الإشراف الإلكتروني لا يخدم - إلى هذه اللحظة - حلقة الاتصال الإنساني والتنمية المهنية بين المشرف التربوي والمعلم، بحيث يكونان طرفي الاتصال عن بعد، كما هما طرفي الاتصال عن قرب أثناء الزيارة المدرسية.
إن بقاء برنامج الإشراف الإلكتروني عند عتبة تحويل العمل الورقي إلى إلكتروني، وتكوين قاعدة بيانات ضخمة - كما تشير رؤية فريق البرنامج - تجعلنا نقف بتعجب عند دلائل هذا المصطلح بما يحويه من تناقض بين المعنى والمبنى؛ إذ لا يتناسب المسمى مع الوظيفة الفعلية له، الأمر الذي يجعلنا نحرر مطلب التطوير نحو إكمال حلقة الاتصال تحريراً ملحّاً؛ لما تفرضه الدلالات والمتطلبات. وفي اعتقادي الشخصي أنه ليس بعسير على قدرات فريق البرمجة والدعم الذي أكن له كل تقدير وإعجاب.