من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : سامي خليل مالكي.
إجمالي القراءات : ﴿6301﴾.
عدد المشــاركات : ﴿62﴾.

الجمعة يوم مبارك لدى المسلمين، وقد ورد أنه خير أيام الأسبوع، فعن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة : فيه خُلِقَ آدم عليه السلام وفيه أُدْخِلَ الجنة وفيه أُخْرِجَ منها، ولا تقوم الساعة إلا في يوم الجمعة) رواه مسلم وأبو داود والنسائي، وهو يوم يستحب فيه الدعاء والتلاوة والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
وقيل إن اسم الجمعة مأخوذ من الاجتماع، وقال ابن عباس : إنما سمي يوم الجمعة لأن الله تعالى جمع فيه خلق آدم عليه السلام، وقيل إنما سميت الجمعة في الإسلام وذلك لاجتماعهم في المسجد، وكانت العرب في الجاهلية تسميها العروبة.
ويقال أزوركم بعد جمعة، أي بعد أسبوع، وقيل إن أول جمعة جُمِّعت كانت بمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، وإذا اجتمع الجمعة والعيد سقطت الجمعة عمن صلى العيد، ومن شاء صلى الجمعة أيضًا، فقد وردت الرخصة بذلك، وآخر جمعة في شهر رمضان تسمى الجمعة اليتيمة.
أما الجمعة في الغرب، فهو اليوم السادس من الأسبوع، واعتبر الإسكندينافيون الجمعة يومهم الأسعد، ولكن النصارى اليوم يربطون يوم الجمعة الموافق للثالث عشر بالشؤم والنحس، وتفسيره في الاعتقاد الكنسي أن المسيح عيسى بن مريم عليه السلام صُلب يوم الجمعة، كما أن ثلاثة عشر رجلاً حضروا العشاء الربّاني في ذلك اليوم، ويطلقون على يوم الجمعة يوم الجلاد لأنه كان يوم تنفيذ حكم الإعدام في المجرمين، ويصوم بعض النصارى الجمع ما عدا يوم العيد، مثل عيد ميلاد المسيح عليه السلام، كما يراعي النصارى الجمعة الحزينة وهو يوم الجمعة السابق لعيد الفصح.
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَىٰ ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) (الجمعة : 9).
يقول تعالى ذكره للمؤمنين به من عباده : يا أيها الذين صدقوا الله ورسوله (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) وذلك هو النداء، ينادي بالدعاء إلى صلاة الجمعة عند قعود الإمام على المنبر للخطبة؛ ومعنى الكلام : إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) يقول : فامضوا إلى ذكر الله، واعملوا له؛ وأصل السعي في هذا الموضع العمل، وقد ذكرنا الشواهد على ذلك فيما مضى قبل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك : حدثنا الحسن بن عرفة، قال : ثنا إسماعيل بن عياش، عن شُرحبيل بن مسلم الخَوْلانّي، في قول الله : (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال : فاسعوا في العمل، وليس السعي في المشي.
حدثنا بشر، قال : ثنا يزيد، قال : ثنا سعيد، عن قتادة، قوله : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) والسعي يا ابن آدم أن تسعى بقلبك وعملك، وهو المضيّ إليها.
حدثنا ابن المثنى، قال : ثنا ابن أَبي عديّ، عن شعبة، قال : أخبرني مغيرة، عن إبراهيم أنه قيل لعمر رضي الله عنه : إن أبيًّا يقرؤوها (فَاسْعَوْا) قال : أما إنه أقرؤنا وأعلمنا بالمنسوخ وإنما هي فامضوا.
حدثنا عبدالحميد بن بيان السكري، قال : أخبرنا سفيان، عن الزهريّ، عن سالم، عن أبيه، قال : ما سمعت عمر يقرؤوها قطّ إلا فامضوا.
حدثنا أبو كُرَيْب، قال : ثنا ابن يمان، قال : ثنا حنظلة، عن سالم بن عبدالله، قال : كان عمر رضي الله عنه يقرؤوها : (فَامْضُوا إلَى ذِكْرِ اللهِ).
حدثنا ابن حُمَيد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن حنظلة، عن سالم بن عبدالله أن عمر بن الخطاب قرأها : فامضوا.
حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : ثنا حنظلة بن أَبي سفيان الجمحّي، أنه سمع سالم بن عبدالله يحدّث عن أبيه، أنه سمع عمر بن الخطاب يقرأ (إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ).
قال : أخبرنا ابن وهب، قال : أخبرني يونس، عن ابن شهاب، قال : أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر، أن عبدالله قال : لقد توفى الله عمر رضي الله عنه، وما يقرأ هذه الآية التي ذكر الله فيها الجمعة : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) إلا فامضوا إلى ذكر الله.
حدثني أَبو السائب، قال : ثنا معاوية، عن الأعمش، عن إبراهيم، قال : كان عبدالله يقرؤوها (فامضوا إلى ذكر الله) ويقول : لو قرأتها فاسعوا، لسعيت حتى يسقط ردائي.
حدثنا ابن المثنى، قال : ثنا ابن أَبي عدي، عن شعبة، عن سليمان، عن إبراهيم، قال : قال عبدالله : لو كان السعي لسعيت حتى يسقط ردائي، قال : ولكنها (فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ) قال : هكذا كان يقرؤوها.
حدثني عليّ بن الحسين الأزدي، قال : ثنا يحيى بن يمان الأزدي، عن أَبي جعفر الرازي، عن الربيع عن أَبي العالية أنه يقرؤوها (فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ).
حدثنا أبو كُرَيب، قال : ثنا ابن يمان، قال : ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أَبي العالية، أنه قرأها (فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ).
حدثنا أبو كُرَيْب، قال : ثنا ابن يمان، عن سفيان، ابن جُرَيج، عن عطاء، قال : هي للأحرار.
حدثنا أبو كُرَيب، قال : ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن منصور عن رجل، عن مسروق، قال : عند الوقت.
حدثنا ابن حُمَيد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن منصور، عن رجل، عن مسروق (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ) قال : عند الوقت.
حدثنا أبو كُرَيب، قال : ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد، قال : هو عند العزمة عند الخطبة، عند الذكر.
حدثني محمد بن عمرو، قال : ثنا أبو عاصم، قال : ثنا عيسى؛ وحدثني الحارث، قال : ثنا الحسن، قال : ثنا ورقاء جميعًا، عن ابن أَبي نجيح، عن مجاهد، في قوله : (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال : النداء عند الذكر عزيمة.
حدثنا ابن حُمَيد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال : العزمة عند الذكر عند الخطبة.
قال : ثنا مهران، عن سفيان عن المُغيرة والأعمش، عن إبراهيم، عن ابن مسعود، قال : لو قرأتها (فَاسْعَوْا) لسعيت حتى يسقط ردائي، وكان يقرؤوها (فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ).
قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن عطاء بن السائب، عن الشعبيّ، عن ابن مسعود قال : قرأها (فامضوا).
حدثنا ابن حُمَيد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن أَبي حيان، عن عكرِمة (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال : السعي : العمل.
حدثني يونس، قال : أخبرنا ابن وهب، قال : قال ابن زيد : وسألته عن قول الله : (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) قال : إذا سمعتم الداعي الأوّل، فأجيبوا إلى ذلك وأسرعوا ولا تبطئوا؛ قال : ولم يكن في زمان النبيّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّم أذان إلا أذانان : أذان حين يجلس على المنبر، وأذان حين يُقام الصلاة؛ قال : وهذا الآخر شيء أحدثه الناس بعد؛ قال : لا يحلّ له البيع إذا سمع النداء الذي يكون بين يدي الإمام إذا قعد على المنبر وقرأ (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ) قال : ولم يأمرهم يذرون شيئًا غيره، حرم البيع ثم أذن لهم فيه إذا فرغوا من الصلاة، قال : والسعي أن يُسرع إليها، أن يُقبِل إليها.
حدثنا ابن عبد الأعلى، قال : ثنا ابن ثور، عن معمر، عن قتادة : إن في حرف ابن مسعود (إذَا نُودِيَ لِلْصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الجُمْعَةِ فَامْضُوْاْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ).
حُدثت عن الحسين، قال : سمعت أبا معاذ يقول : ثنا عبيد، قال : سمعت الضحاك يقول في قوله : (فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) السعي : هو العمل، قال الله : إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى.
وقوله : (وَذَرُوا الْبَيْعَ) يقول : ودعوا البيع والشراء إذا نودي للصلاة عند الخطبة.
وكان الضحاك يقول في ذلك ما حدثنا أَبو كُرَيب، قال : ثنا ابن يمان، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك، قال : إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.
حدثنا ابن حُمَيد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن جُوَيبر، عن الضحاك (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال : إذا زالت الشمس حرم البيع والشراء.
حدثنا مهران، عن سفيان، عن إسماعيل السديّ، عن أَبي مالك، قال : كان قوم يجلسون في بقيع الزبير، فيشترون ويبيعون إذا نودي للصلاة يوم الجمعة، ولا يقومون، فنزلت : (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) وأما الذكر الذي أمر الله تبارك وتعالى بالسعي إليه عباده المؤمنين، فإنه موعظة الإمام في خطبته فيما قيل.
حدثنا ابن حُمَيْد، قال : ثنا مهران، عن سفيان، عن جابر، عن مجاهد (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) قال : العزمة عند الذكر عند الخطبة.
حدثنا عبدالله بن محمد الحنفي، قال : ثنا عبدان، قال : أخبرنا عبدالله، قال : أخبرنا منصور رجل من أهل الكوفة، عن موسى بن أَبي كثير، أنه سمع سعيد بن المسيب يقول : (إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ) فهي موعظة الإمام فإذا قضيت الصلاة بعد.
وقوله : (ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ) يقول : سعيكم إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة إلى ذكر الله، وترك البيع خير لكم من البيع والشراء في ذلك الوقت، إن كنتم تعلمون مصالح أنفسكم ومضارّها.

• واختلفت القرّاء في قراءة قوله : (مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ) :
فقرأت ذلك عامة قرّاء الأمصار : (الْجُمُعَةِ) بضم الميم والجيم، خلا الأعمش فإنه قرأها بتخفيف الميم. والصواب من القراءة في ذلك عندنا ما عليه قرّاء الأمصار لإجماع الحجة من القرّاء عليه (تفسير الطبري).

image سامي خليل مالكي.
الجمعة : اليوم السابع في التقويم الإسلامي.
يوم الجمعة في الجاهلية والإسلام : لماذا سُمِّي بهذا الاسم ؟
الأعمال الفاضلة المستحب فعلها يوم الجمعة.
يوم الجمعة : الإكثار من الصلاة والسلام على النبي صلى الله عليه وسلم.
يوم الجمعة : التأكيد على أداء صلاة الجمعة.
دور خطباء المساجد في توعية المسلم في خطبة يوم الجمعة.
يوم الجمعة : ساعة قبول الدعاء (الإجابة ــ الاستجابة).