من أحدث المقالات المضافة في القسم.

عبدالله غزاي العمري.
عدد المشاركات : 5
1442/09/05 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿1961﴾﴾

ثقافة الإيمان : توضيح قول (إن الله يمكر ويستهزئ).
المكر والسخرية والاستهزاء والخديعة ابتداءً عبثٌ وظلمٌ ...
المكر والسخرية والاستهزاء والخديعة عدل من باب الجزاء إذا كان حلولها على الظالم عقوبةً له.

من صفات الله سبحانه هذه الأفعال يمكر ويسخر ويخدع ويستهزئ وهي صفاتٌ لا يجوز تحويلها إلى تصاريف أخرى.
من كمال عدله بالمنافقين المخادعين أنه يخدعهم يوم القيامة، مثل أن تُفتح خوخة في مكان بالجنة وحين يراها المنافقون ينخدعون ويستهزئ بهم حيث تُقبِل جموعُهم نحوها على منهجهم الدنيوي لمشاركة المؤمنين لكنهم يُفاجؤون بإغلاق تلك النافذة في وجوههم وأن الأمور قد تغيرت في هذا اليوم ولم تعد الحيل تجدي وتثمر كما كانت في حياتهم الدنيوية. ويخدعهم الله عندما يضعهم مع المؤمنين على الصراط يستنيرون بنورٍ مع المؤمنين ثم يُطفأ عنهم فيهيمون في الظلمة ويبقى النور مع المؤمنين.

ويخدع الله الكافرين والمنافقين في الدنيا عندما يزيدهم في جهلهم بالله فلا تعرفه عقولهم السفيهة ولا يعلمون عظيم قدره وعقابه وبأنه هو الله أحد، قال الله تعالى {ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون}.

ويمكر الله بالمنافقين والكافرين كما يخدعهم عندما يفتح المجال لهم في حياتهم الدنيوية حتى يكيدوا ويمكروا ويفسقوا ويكفروا ويحيكوا المؤامرات لصد الناس عن الحق بغفلة تامة دون شعور بمراقبة الله العظيم لهم ولأفعالهم ودون معرفة لحجم تهورهم وخطورة ما يسيرون إليه من نتيجة وعذاب دائم؛ يفاجؤون بها عند خروج الروح مباشرة بعد انتهاء الفترة القصيرة التي قضوها في الحياة الدنيا حيث يؤمنون بالله بعد فوات زمن التوبة والإيمان النافع، ومنهم من يمس الأثر في حياته الدنيا بالفضيحة وانكشاف الأمر ثم الأسر والقتل أو بغيرها من أسباب المذلة قال الله تعالى: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (9) البقرة}.

يخادعون / ليس على غالب ما كان على وزن المفاعلة الذي يفيد المشاركة بين طرفين، معناها هنا يختلف مثلها مثل كلمة عافاه الله في عدم المشاركة بين الخالق والمخلوق، والمخادعة تحدث بين البشر أما بين الخالق والمخلوق فلا؛ لا يخدع أحدٌ الله أبداً ولا يستطيع، لكن الله يمكر بالمجرمين الماكرين الذين مكروا ابتداءً ويخدع من يخدع المسلمين كيف شاء بما شاء.
لا يشارك الله الظلمةَ من أهل الخدع في ظلمهم وعبثهم المنقضي لكنه سبحانه لكمال العدل وكمال علمه وإحاطته بخلقه وأفعال المجرمين الخفية والظاهرة يمكر ويخدع ويستهزئ بهم وهي صفات كمال ليست من باب المجازاة المتبادلة بين المتكافئين.
لا يجوز أن يقول القائل إن الصفاتِ الفعلية يمكر ويستهزئ وغيرها هي من باب المشاكلة اللفظية كقول الله تعالى {وجزاء سيئةٍ سيئةٌ مِثلُها} السيئة الثانية في حقيقتها حسنة لأنها عقوبة على فعلٍ وقول سيءٍ صدر من شرير وخاطئ.

الله يمكر ويسخر ومثلها الصفات الأخرى هي صفات ثابتة لله، تليق بالله سبحانه ليست كصفات المخلوقين ولا تشبه صفاتهم بل هي صفات كمال وعدل ليست من العبث واللعب والظلم الذي يكون ممن يخدع ابتداءً ويمكر ويستهزئ ابتداءً.

image عبدالله غزاي العمري.
ثقافة الإيمان : توضيح قول (إن الله يمكر ويستهزئ).
الفرق بين أركان الإيمان وشعب الإيمان وأجزاء الإيمان.
ثقافة الأعياد في الشريعة الإسلامية : تهنئة الكافر المسلمين.
متى يعذر الكافر على كفره ؟.
مَن كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة : درجة الحديث.