من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : أسماء شحدة أبو حديد.
إجمالي القراءات : ﴿2237﴾.
عدد المشــاركات : ﴿16﴾.

في الإدارة الوظيفية : العلاقة بين العمل والراحة.
■ يقول لاو تزو : ”العمل والراحة متحدان، إذا كنت ترغب في الاسترخاء، فاكدح بشدة، جاهد بشدة بحيث يقع عليك الاسترخاء”. أما أرسطو فقد قال : ”إذا كنت مغرمًا بالراحة، وأرغب في النوم بشكل سليم، فسأجلس طوال اليوم ولا أفعل شيئا”. إذ أن ما نقوم به من ناحية له تأثير فوري علينا، على سبيل المثال : نحن نريد أن ننام بشكل سليم، والذي يرغب في النوم بشكل سليم مغرم بالراحة. ومن لا يكدح لا ينام بنعومة. فكيف استنتج الفلاسفة القدماء العلاقة بين العمل والراحة ؟
لاوتزو فيلسوف صيني قديم وشخصية مهمة، عاش في القرن السادس الميلادي، لكن المؤرخين يقولون إنه قد يكون شخصية خيالية أو أن ملامح شخصيته جاءت من جمع عدة شخصيات مختلفة، كما هي شخصية هيوميروس في الثقافة الغربية، ويقال أنه ولد عندما رأت أمه نجماً ساقطاً من السماء، أو أنه ولد رجلاً عجوزاً له شحمتي أذنين طويلتين، كما ذكر موقع إيميل الفلاسفة “مدرسة الحياة”.
وأكد في فلسفته بأن الأشياء تتألف من الشيء ونقيضه مثل: الصعب والسهل، الوجود والعدم، الطويل والقصير، الأعلى والأدنى، الجمال والقبح، العمل والراحة، القوة والضعف، الحياة والموت، الذكاء والغباء، النصر والهزيمة.
كان كونفوشيوس ولاو تزو متعاصرين، وكونفوشيوس أول فيلسوف صيني يفلح في إقامة مذهب يتضمن كل التقاليد الصينية عن السلوك الاجتماعي والأخلاقي. كما كان هناك اختلاف كبير بين أرسطو ولاوتزو، لأن أرسطو يعتبر العمل خاص بالعبيد فقط، ويصف العبد بكونه آلة للحياة لأن وجوده ضروري لإنجاز الأعمال الآلية المنافية لكرامة المواطن الحر، والعبد آلة منزلية أيضا لأنه يساعد على تدبير الحياة داخل المنزل. وطريقة كونفوشيوس في التفكير كطريقة أرسطو، لذلك كرم الغرب كونفوشيوس كثيرا جدا في الـثلاثمئة سنة الماضية. والآن يرتفع لاو تزو في تقديرهم.
وأورد موقع سبيرتشوال قصة أحد أتباع لاوتزو الذي يبلغ من العمر 90 عاماً، كان مشغولاً بسحب الماء من البئر مع ابنه الصغير، وصادف مرور كونفوشيوس بنفس الوقت، كان كونفوشيوس مليئاً بالرحمة، صعد إلى الرجل العجوز وقال: ألا تعرف، أيها الأحمق، أننا الآن نستعمل الخيول أو الثيران للقيام بهذا العمل؟ لماذا تتعب نفسك أنت وهذا الصبي بلا داع ؟
قال الرجل العجوز : لا ترفع صوتك وتكلم بهدوء لئلا يسمع ابني، تعال بعد بعض الوقت عندما يذهب ابني لتناول طعام الغداء. كان كونفوشيوس في حيرة من أمره وعندما غادر الشاب، سأل الرجل العجوز: لماذا لا تدع ابنك يسمع ما قلته ؟
أجاب : أنا في التسعين من العمر، ومع ذلك لدي القوة للعمل جنباً إلى جنب مع شاب في الثلاثين من العمر، إذا قمت بإشراك الخيول لسحب الماء، فإن ابني لن يكون لديه نفس القوة التي أتمتع بها الآن عندما يصبح في التسعين، لذلك أنا أتوسل إليك، لا تتحدث عن هذا أمام ابني، إنها مسألة صحته، لقد سمعنا أن الخيول في المدن تسحب المياه من البئر، ونحن نعلم أيضا أن هناك آلات تقوم بهذا العمل أيضا. لكن ماذا سيفعل ابني ؟ ماذا سيحدث لصحته، ولمبادئه ؟