من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. علي عبده أبو حميدي.
إجمالي القراءات : ﴿3863﴾.
عدد المشــاركات : ﴿37﴾.

التربية الأسرية في ضوء سورة النساء «3».
■ تعريف الأسرة :
هي المجموعة التي يرتبط ركناها بالزواج الشرعي والتزمت بالحقوق والواجبات بين طرفيها وما ينتج عنها من ذرية وما يتصل بها من أقارب.
أ- في الماضي : كانت الأسرة تضم الجد الأكبر وأولاده وزوجاته وزوجات أولاده وأحفاده وكلهم يعيشون في مكان واحد يتولى الجد الأكبر السيطرة على الأسرة في تصريف أمورها وتحقيق الأمن والاستقرار (وقد ينضم إلى الأسرة أفراد بالمصاهرة من ناحية الزوج والزوجة، والأسرة على هذا التكوين يطلق عليها (الأسرة الممتدة) (حسين، 1406هـ، ص 28 - 29).
(وهكذا كلمة الأسرة تشمل الزوجين وتشمل الأقارب جميعاً سواء الأدنون وغير الأدنون) (أبو زهرة، 1406هـ، ص 62)، قال الله تعالى : (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَ) (النحل : 72).

ب- أما في الوقت الحاضر : فقد تغير مفهوم الأسرة حيث أصبح التركيز على الأسرة المباشرة التي تتكون من الزوج والزوجة والأولاد، والأسرة على هذا التكوين يطلق عليها (الأسرة الضيقة) وقد يطلق عليها (الأسرة البسيطة) (نمر، 1411هـ، ص 12 - 13).
وما يوافق الإسلام هو ذلك المفهوم الذي يوضح أن الأسرة هي التي تشمل الزوجين والأولاد والأجداد والجدات وفروعهم لما لهم في الإسلام من حقوق وواجبات لأن الأسرة الصغيرة لا تتفق مع ما ورد في سورة النساء لأن لذوي الأرحام وواجبات قال الله تعالى : (وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّهُنَّ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَكُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِينَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَلَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَكْتُمْ إِن لَّمْ يَكُن لَّكُمْ وَلَدٌ فَإِن كَانَ لَكُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَكْتُم مِّنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ تُوصُونَ بِهَا أَوْ دَيْنٍ وَإِن كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً أَوِ امْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ فَلِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ فَإِن كَانُوا أَكْثَرَ مِن ذَلِكَ فَهُمْ شُرَكَاءُ فِي الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصَى بِهَا أَوْ دَيْنٍ غَيْرَ مُضَارٍّ وَصِيَّةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَلِيمٌ) (سورة النساء : 12).

وعليه فإن مفهوم التربية الأسرية في الإسلام هو الأمر الذي يعمل على توجيه نمو الفرد الإنساني وجهة تتحقق به مشاركته في الحياة الأسرية على النحو الذي وضعه الدين الإسلامي خاصة فيما يتعلق بجوانب حقوق الزوج والزوجة والأولاد والآباء والأرحام لاعتبارهم الركيزة الأساسية للحياة الأسرية.
image التربية الأسرية في ضوء سورة النساء : قراءة موضوعية.