من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : يوسف نور الزبير شمس الحق.
إجمالي القراءات : ﴿4093﴾.
عدد المشــاركات : ﴿36﴾.

ايش تبغى تصير لما تكبر ؟ سؤال بسيط اعتدنا منذ الصغر أن نجيب عليه، وكانت إجاباتنا جميعاً موحدة أن أصبح طبيباً مهندساً طياراً !

■ أيها السادة الفضلاء :
نحن لا نسأل طلابنا هذا السؤال ! طلابنا لا ينشدون مع الأطفال، نشيد "أنا لما أكبر أصير طيار" طلابنا لن يملكون لهذا السؤال جواباً.
آباؤنا يحضنون أبنائهم فرحاً بالنجاح معلمينا يهنئون طلابهم داعين لهم بالفلاح لكن دون أماني أو أحلام دعوات بالتوفيق، في أي شأن من شؤون الحياة.
أطفالنا مثل باقي أطفال العالم يحلمون يدرسون يجتهدون ! بل لا يقنعون بما دون النجوم ! وليس ما يحول دون وصولهم لما يريدون الغيوم ! ولكنها قبور ! هي وأد لأحلامهم.
طلابنا يضعون خططاً ويرسمون أهدافاً ويكتبون رؤى يضعونها في لوحات جميلة تزين بها جدران أحلامهم هي فقط أحلام بل قل هي أضغاث أحلام وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين.
كل ما يستطيعون بأبسط ما يملكون بما يتوفر لديهم في هذا الكون تجاوز حفر القبور ليرتقوا سلالم النجاح ينخرطوا في سوق العمل يتعلموا المهن والصناعات ويحترفون كل فن وسبب تدخل عليهم بالكسب الحلال.

■ مهلاً أخي :
أتدري كيف تروى قصص النجاح عندنا هي ليست قصة طبيب، أو مهندس، أو طيار إن رأيت صبياً يعاون بائع الفاكهة والخضروات، ويفاوض في السعر، ويكيل بالميزان، فذلك طفل يتيم أو دون عائل، يساعد أمه في عطلة نهاية الأسبوع لأنه لا عائل لهم إلا هو، وتلك قصة نجاح.
إن رأيت شاباً يعمل ساعياً في مطعم، أو عاملاً في فندق، فذلك خريج مدرسة رضي بهذه المهنة ليسد حاجة أهله ويساعد أباه، وهي قصة أخرى من قصص النجاح.

ها هم أولاء جنودي البواسل خريجو المرحلة الثانوية يقفون أمامي صفاً يتشرفون المستقبل قد تكون بعض السبل والطرق غلقت دون آمالهم ولكن للنجاح في الحياة أكثر من مسلك وأكثر من باب.

يا قادة تطوير الذات !
يا صانعي الأهداف والرؤى !
يا ناسجي قصص البطولات والخيال !
يا كاتبي سير النجاح إني لأقف اليوم اعتزازاً !
وأرفع يدي إكباراً ! فهل تخلعون قبعاتكم معي إجلالاً ؟