من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. منيف علي المطرفي.
إجمالي القراءات : ﴿6453﴾.
عدد المشــاركات : ﴿9﴾.

حضرات السادة القراء، حضرات السادة صنّاع القرار، حضرات السادة أصحاب القرار.
■ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أما بعد :
قال تعالى : (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
إن القضية التي بين أيديكم لهي قضية أزلية، قضية تجاهلنا أو جهلنا أسبابها، ووقعنا في فخ نصب الشراك للضحايا فصادر الأغلبية من منظمات وأفراد؛ ممتلكات المتهم الفكرية المتمثلة في طموحه وآماله وأحلامه، وقدرته على منافسة الآخرين والحصول على مجال أفضل وطريق مهني وعلمي أرحب.

حضرات السادة القراء، حضرات السادة صناع وأصحاب القرار؛ دعونا نسلط بعض الضوء على موكلي المتهم (مقبول) فـ (مقبول) : تقدير يصف حال درجات التحصيل العلمي لطالب أو دارس أثناء فترة زمنية محددة، وبناء عليه يتم إصدار حكم بهذا التقدير، يترتب عليه عدة أمور؛ كلها تتفاعل مع هذا التقدير.
وبما أن عواقب هذا التقدير مفتوحة وغير مؤطرة بزمن محدد غالبا؛ وبما أن المتهم (مقبول) حُكم عليه بالمؤبد، وأن يظل أسير موقع واحد ووظيفة واحدة وأن يكون (مكانك سر) طيلة حياته العلمية والعملية؛ فإن هذا يستوجب منا جميعاً وقفة صادقة لنتدارك الوضع ونفكر في حلول رصينة.

■ ولنضرب أمثلة، فبالأمثال تتضح المعاني ..
فالمثال الأول : كل منا يعرف خريج جامعة أو كلية أو معهد، ممن تربطنا به صلة قرابة، نسب، جار ذو القربى، جار جنب، أو زميل؛ ويحمل تقدير (مقبول)، والذي ترتب عليه أن يكون محروماً من إكمال دراسته العليا أو التقدم لمستوى دراسي أعلى من مستواه الدراسي الأخير، فيرفض طلبه بمجرد الإطلاع على وثائقه وملاحظة التقدير (مقبول)، فيعاد إليه وبدون تحية، وأحياناً تصدر عبارات تهكمية من فارزي الملفات أو ممن يحق لهم الإطلاع على ملفات المتقدمين، كأن يقال : (مقبول) ويتقدم لدراسات عليا !

والمثال الآخر : يعنى بالموظفين العاملين المنتظرين ترقية أو تحسين مسارٍ وظيفي، فنجد أن هذا الإنسان كفء فاعل جدير قدير ذو مهارة وطموح ورغبة واستعداد وعلى خلق وأمين، ويرجوه المسؤول أن يتقدم بوثائقه ليتم تسكينه في الوظيفة الأعلى، فالقول المأثور ينطبق عليه : الفرد المناسب في المكان المناسب، وإذا بالموظف هذا ينطق وبصوت منخفض : أستاذي الكريم اشكر ثقتك ولكن المعيار الأول الذي يحرم حاملي (مقبول) من التقدم لوظائف أعلى لا ينطبق على مثلي، فأخوك (مقبول) وقد مر على هذا التقدير سنين عديدة.
والرد المتوقع للمسئول : يا الله، إنها خسارة؛ كنت أتمنى مثلك ولكن المعايير أبت ترشيحك، والنتيجة : (اختاروا مفضولاً على فاضل).

وأخيراً : أيها السيدات والسادة، ومن هنا من منصة الدفاع عن موكلي، وبناء على ما عرض سابقاً على حضراتكم، وما هو مختزن لديكم من معلومات وأفكار حيال هذه القضية، كمرور السنين، واختلاف التخصصات وأنها تختلف من حيث اليسر والعسر، واختلاف الظروف وارتقاء العقول والسلوكيات ونضج الإنسان، أناشدكم أن تخاطبوا عقولكم وضمائركم إلى متى يظل موكلي رهين المحبسين : (مقبول) و (طموح مرفوض) ؟ فإلى متى نصادر الطموح والإبداع ونحاسبه على فترة مضت مدى الحياة.

■ السادة القراء، السادة صناع وأصحاب القرار :
إن الطموح المقترن بالقوة والأمانة يَجُبُ ما قبله، وإن قال قائل نضع التقدير الجامعي في الحسبان، نرد عليه : لا تثريب ولكن بقدر معلوم لا يحرم الأمة من إبداع أحد أبنائها، ونجعله وإبداعه وكأنه محاسبة نظرتها القاصرة تجعل تفكيرها محصور في حقبة ماضية، ونحن نسعى ونؤكد أن نظرتنا للإنسان هي نظرة استثمار فنضحي بقيمة حالية من أجل قيمة أكبر مستقبلاً، فيا أيها القارئ الكريم، يا صانع القرار، يا صاحب القرار بانتظار عدلكم وإنصافكم، وإثبات براءة موكلي (مقبول) فإن كان مذنبا فيكفيه ما أمضى من عمر في تنفيذ العقوبة، وإن كان بريئاً فآن لكم أن تصدروا حكم براءته ومحو العقوبة من سجله.

■ أخوتي الكرام :
انتهت هذه المرافعة، فإن كان صواباً فهو من الله وإن شابها خلل أو زلل أو نسيان فهي مني والشيطان.