
اسمُ الكاتب : د. عبدالله سافر الغامدي.
عدد المشاهدات : ﴿2565﴾.
عدد المشـاركات : ﴿31﴾.
بسم الله الرحمن الرحيم
أوراق ريفية خفيفة «4».
◄ مشكلة الريف الجبلي :
مع بزوغ فجر كل يوم تبدأ قطعان من قردة السعدان في التجول بأودية القرى الجبلية، وبين بعض منازلها، وذلك لكي تبحث عن غذاء تقتات منه، عابثة بالمخلفات، وهاجمة على الأشجار المثمرة، والنباتات المورقة.
وتعد القرود من أرقى رتب الثدييات، والتي يوجد منها حوالي 200 نوع، وهي تعيش في قطعان وتمضي معظم حياتها على الأرض، وفوق الأشجار، أو على الجروف الصخرية الشديدة الانحدار، وذلك للحماية من الأعداء أثناء الليل.
وقد أكدت إحدى الدراسات التي أجراها أحد الباحثين السعوديين؛ أن ملامسة القرود، أو ارتياد أماكنها؛ تنقل بعض الأمراض الخطيرة إلى الإنسان، مثل : البلهارسيا والدودة الشريطية، مما يستوجب تجنب تغذيتها، والقرب منها، وملامستها.
ولعل من الفنيات المفيدة لطرد القرود؛ أن قتل واحد منها كفيل بعدم عودتهم إليك، وإن استطعت إمساك إحداها؛ فلوّن جسمه بالبوية البيضاء، ثم اطلق سراحه، وهذا يؤدي إلى هروبه، وهروب من معه.
ويمكن بالطراطيع (الألعاب النارية) أن تحدث صوتاً عالياً؛ فتجعلها تهرب ولا تعود.
ولكونها مضرة ومؤذية؛ فإنه يجب علينا التعاون على التخلص منها؛ بالطريقة المناسبة.
● الوشق :
يعد الوشق (عناق الأرض) من الحيوانات الليلية المفترسة في الريف الجبلي، وهو حيوان ليلي في نشاطه، يعيش على أكل القوارض كالجربوع والطيور، والذي يستطيع التقاط أحدها أثناء طيرانه.
وقد قيل إنه من الحيوانات المهددة بالانقراض في بلادنا، إلا إنه لا زال موجود في الأرياف بالليل، وهو من الحيوانات الضارة التي يجب علينا التخلص منها، ذلك لأن هذا الحيوان يتسلق سياج الحظائر في بعض الأحيان؛ ليفتك بالدجاج وغيرها.
● التوت البري :
يعد العقش (التوت البري) من أنواع الأشجار الحلزونية، التي تنبت بكثرة في جلال الأودية، وبجوار الآبار، وهي شجرة دائمة الخضرة، تتدلى فروعها على الأرض، وتنتشر بسرعة.
هذه الشجرة فيها شوك صغير، ولها ثمرة حمضية مستديرة أو بيضية، طعمها لذيذ إذ نضجت، ويسمونها لدى غيرنا : التوت البري، وكانت تستخدم أوراقها لتغذية الغنم والجمال.
وهي شجرة آيلة للانقراض، حيث تحتاج للماء دائماً, فهل نجد من يعتني بها، ويستفيد منها ؟!
● لعبة الرشاقة والظرافة :
من الألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديماً؛ لعبة البربر، وفيها يتم وضع قطعة صغيرة مستديرة من الفخار في الأرض، كما يتم حفر حفرة صغيرة في الملعب، ثم يقوم اللاعب بدفع القطعة إلى الحفرة بقدمه اليمنى، بعد أن يرفع قدمه اليسرى إلى الركبة.
كما تمارس هذه اللعبة؛ بأن يتم تخطيط الأرض التي فيها تراب إلى مستطيلات متساوية، ثلاثة مستطيلات خلف بعض، ثم مستطيلين بجوار بعض (خلف الثلاثة)، ثم مستطيل خلف الاثنين، ثم مستطيلين في الأخير.
ويتم اللعب بالقفز في المستطيلات، وتحمل قطعة الحجر بالرجل، ثم ترمى لتملك أحد المستطيلات، التي يمنع اللاعب الثاني من المرور عليها.
● فكوك الريق :
لم يعد أغلب الناس في الريف يستيقظون مبكراً في إجازاتهم، أو يحرصون على (فكوك) الريق مع جهمة الطير كما كان (عامل) زمان أول.
كان العول (الأسرة) يجتمعون في الفجرية على خيرات ربي الواردة من بلادهم، والخارجة بعرقهم (وشقاهم).
ففي كل صبحية (تنتفر) كل أسرة من نومها وبعد صلاتها، تتحلق على نعمة ربي (المالية) المحصل، والمفروشة فوق الخصفة.
كانت اللقمة الهنية اللذيذة : كسرة خبزة، لفات قرص ملعقة، صحن تمرة من تمور بيشة، (شنينة) سمن وعسل، طاسة بلالة أو معرق (إيدام)، خوط قراص، ثفى، بلسن، طبيخه.
يضاف لها قرط عنب، صحن تين، حبتين حماط، مع حقينة حامضة، وكفكيرة قهوة من البن الخولاني، وطاسة ماء باردة من القربة المقطرنة.
ويا عسـى الله يسقـي أيـام البسـاطـة، ويذكر وقتنا الماضي بكل خير.
● الإجازة قديماً :
كان الأبناء في الزمن الماضي يبيعون في الأسواق، ويجاودون (يخدمون) في البيوت، ويرعون الغنم، ويسقون المغارس، ويحمون الزرع من العصافير، ويربون بعض الطيور، وينامون أول الليل، ولا يعرفون نوم النهار، ولا يعرفون سوى المذياع.
وكانت لديهم قوة والتزام وحيوية، يتحملون التعب والألم، وينفذون العمل بدقة وسرعة، ويأخذون منك ويعطون معك، والقيم لديهم أساسية، والحياة عندهم بالعقل (دون العاطفة).
أما الأبناء في الزمن الحاضر؛ فالحال وما ترون؛ فلا ضيعة ولا بيعة في الإجازة، بل يزداد التبلد والخمول، وتتضخم الأنانية والبلادة.
● رعي الغنم :
رعي الغنم فن ممتع وجميل لا يستغني عنه كل قروي, وفيه يكفكف الراعي غنمه على ما ينفعها، ويردها عن الذي يضرها, ينتبه لقاصيتها ودانيها, ويحدها عن أغنام الآخرين؛ حتى لا تختلط بها، كما إن عليه أن يمنع قويها من نطح ضعيفها, وأن يتفقد أحوالها واحدة بعد الثانية, ثم إن عليه التأكد من عددها إذا (ضوت لمراحها)؛ مقر سكنها.
وقد ثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم مبيناً فضل رعي الغنم : (تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول الكريم : السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل)، رواه البخاري ومسلم.
فهل يعرف جيل اليوم الطلي من الخروف، والرخلة من الجفر، والصمعاء من الهطلاء، والجذع من الثني.
الثقافة المكانية : أوراق ريفية خفيفة.
◄ مشكلة الريف الجبلي :
مع بزوغ فجر كل يوم تبدأ قطعان من قردة السعدان في التجول بأودية القرى الجبلية، وبين بعض منازلها، وذلك لكي تبحث عن غذاء تقتات منه، عابثة بالمخلفات، وهاجمة على الأشجار المثمرة، والنباتات المورقة.
وتعد القرود من أرقى رتب الثدييات، والتي يوجد منها حوالي 200 نوع، وهي تعيش في قطعان وتمضي معظم حياتها على الأرض، وفوق الأشجار، أو على الجروف الصخرية الشديدة الانحدار، وذلك للحماية من الأعداء أثناء الليل.
وقد أكدت إحدى الدراسات التي أجراها أحد الباحثين السعوديين؛ أن ملامسة القرود، أو ارتياد أماكنها؛ تنقل بعض الأمراض الخطيرة إلى الإنسان، مثل : البلهارسيا والدودة الشريطية، مما يستوجب تجنب تغذيتها، والقرب منها، وملامستها.
ولعل من الفنيات المفيدة لطرد القرود؛ أن قتل واحد منها كفيل بعدم عودتهم إليك، وإن استطعت إمساك إحداها؛ فلوّن جسمه بالبوية البيضاء، ثم اطلق سراحه، وهذا يؤدي إلى هروبه، وهروب من معه.
ويمكن بالطراطيع (الألعاب النارية) أن تحدث صوتاً عالياً؛ فتجعلها تهرب ولا تعود.
ولكونها مضرة ومؤذية؛ فإنه يجب علينا التعاون على التخلص منها؛ بالطريقة المناسبة.
● الوشق :
يعد الوشق (عناق الأرض) من الحيوانات الليلية المفترسة في الريف الجبلي، وهو حيوان ليلي في نشاطه، يعيش على أكل القوارض كالجربوع والطيور، والذي يستطيع التقاط أحدها أثناء طيرانه.
وقد قيل إنه من الحيوانات المهددة بالانقراض في بلادنا، إلا إنه لا زال موجود في الأرياف بالليل، وهو من الحيوانات الضارة التي يجب علينا التخلص منها، ذلك لأن هذا الحيوان يتسلق سياج الحظائر في بعض الأحيان؛ ليفتك بالدجاج وغيرها.
● التوت البري :
يعد العقش (التوت البري) من أنواع الأشجار الحلزونية، التي تنبت بكثرة في جلال الأودية، وبجوار الآبار، وهي شجرة دائمة الخضرة، تتدلى فروعها على الأرض، وتنتشر بسرعة.
هذه الشجرة فيها شوك صغير، ولها ثمرة حمضية مستديرة أو بيضية، طعمها لذيذ إذ نضجت، ويسمونها لدى غيرنا : التوت البري، وكانت تستخدم أوراقها لتغذية الغنم والجمال.
وهي شجرة آيلة للانقراض، حيث تحتاج للماء دائماً, فهل نجد من يعتني بها، ويستفيد منها ؟!
● لعبة الرشاقة والظرافة :
من الألعاب الشعبية التي كانت تمارس قديماً؛ لعبة البربر، وفيها يتم وضع قطعة صغيرة مستديرة من الفخار في الأرض، كما يتم حفر حفرة صغيرة في الملعب، ثم يقوم اللاعب بدفع القطعة إلى الحفرة بقدمه اليمنى، بعد أن يرفع قدمه اليسرى إلى الركبة.
كما تمارس هذه اللعبة؛ بأن يتم تخطيط الأرض التي فيها تراب إلى مستطيلات متساوية، ثلاثة مستطيلات خلف بعض، ثم مستطيلين بجوار بعض (خلف الثلاثة)، ثم مستطيل خلف الاثنين، ثم مستطيلين في الأخير.
ويتم اللعب بالقفز في المستطيلات، وتحمل قطعة الحجر بالرجل، ثم ترمى لتملك أحد المستطيلات، التي يمنع اللاعب الثاني من المرور عليها.
● فكوك الريق :
لم يعد أغلب الناس في الريف يستيقظون مبكراً في إجازاتهم، أو يحرصون على (فكوك) الريق مع جهمة الطير كما كان (عامل) زمان أول.
كان العول (الأسرة) يجتمعون في الفجرية على خيرات ربي الواردة من بلادهم، والخارجة بعرقهم (وشقاهم).
ففي كل صبحية (تنتفر) كل أسرة من نومها وبعد صلاتها، تتحلق على نعمة ربي (المالية) المحصل، والمفروشة فوق الخصفة.
كانت اللقمة الهنية اللذيذة : كسرة خبزة، لفات قرص ملعقة، صحن تمرة من تمور بيشة، (شنينة) سمن وعسل، طاسة بلالة أو معرق (إيدام)، خوط قراص، ثفى، بلسن، طبيخه.
يضاف لها قرط عنب، صحن تين، حبتين حماط، مع حقينة حامضة، وكفكيرة قهوة من البن الخولاني، وطاسة ماء باردة من القربة المقطرنة.
ويا عسـى الله يسقـي أيـام البسـاطـة، ويذكر وقتنا الماضي بكل خير.
● الإجازة قديماً :
كان الأبناء في الزمن الماضي يبيعون في الأسواق، ويجاودون (يخدمون) في البيوت، ويرعون الغنم، ويسقون المغارس، ويحمون الزرع من العصافير، ويربون بعض الطيور، وينامون أول الليل، ولا يعرفون نوم النهار، ولا يعرفون سوى المذياع.
وكانت لديهم قوة والتزام وحيوية، يتحملون التعب والألم، وينفذون العمل بدقة وسرعة، ويأخذون منك ويعطون معك، والقيم لديهم أساسية، والحياة عندهم بالعقل (دون العاطفة).
أما الأبناء في الزمن الحاضر؛ فالحال وما ترون؛ فلا ضيعة ولا بيعة في الإجازة، بل يزداد التبلد والخمول، وتتضخم الأنانية والبلادة.
● رعي الغنم :
رعي الغنم فن ممتع وجميل لا يستغني عنه كل قروي, وفيه يكفكف الراعي غنمه على ما ينفعها، ويردها عن الذي يضرها, ينتبه لقاصيتها ودانيها, ويحدها عن أغنام الآخرين؛ حتى لا تختلط بها، كما إن عليه أن يمنع قويها من نطح ضعيفها, وأن يتفقد أحوالها واحدة بعد الثانية, ثم إن عليه التأكد من عددها إذا (ضوت لمراحها)؛ مقر سكنها.
وقد ثبت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم مبيناً فضل رعي الغنم : (تفاخر أهل الإبل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال الرسول الكريم : السكينة والوقار في أهل الغنم، والفخر والخيلاء في أهل الإبل)، رواه البخاري ومسلم.
فهل يعرف جيل اليوم الطلي من الخروف، والرخلة من الجفر، والصمعاء من الهطلاء، والجذع من الثني.
