×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 31- قسم : المُنوَّعات الثقافية «3».

    أ. د. موفق عبدالعزيز الحسناوي
    أ. د. موفق عبدالعزيز الحسناوي.
    إجمالي المشاركات : ﴿2﴾.
    1443/12/01 (06:01 صباحاً).

    إلى عضو هيئة التدريس الجامعي مع التحية : كن مربيًا قبل أن تكون أستاذا.

    ■ مما لا شك فيه أن للجامعات بمختلف تشكيلاتها وتخصصاتها دورا كبيرا وأساسيا في قيادة عملية البناء والتطوير الثقافي والاجتماعي والاقتصادي في البلد وتوجيهها بالاتجاه المناسب الذي تجعله في سباق مستمر مع حركة التطور العلمي والتكنولوجي التي تحدث في العالم المتقدم وتلقي بظلالها على البلدان الأخرى التي تسعى جاهدة للاستفادة منها والتعامل معها واستيعاب متطلباتها من اجل اللحاق بركب الحضارة الإنسانية ومسايرته والارتقاء إلى مصاف الدول المتقدمة.
    ويعد الأستاذ الجامعي أحد العناصر الرئيسة والمؤثرة في العملية التعليمية في المؤسسات الجامعية لأنه عبارة عن المصدر الأساس للمعلومات والمعارف بمختلف أنواعها التي يتلقاها الطالب منذ دخوله إلى الحرم الجامعي وتخرجه منه وكل حسب تخصصه. وهو المخزن الكبير للمعلومات التي ينهل منها الطلبة ويتعلموا من خلاله طرائق التفكير العلمي وكيفية حل المشكلات بمختلف أنواعها والتي تصادفهم في حياتهم الدراسية والعملية والاجتماعية.
    ويكتسب الأستاذ الجامعي أهميته ودوره الكبير في المؤسسات الجامعية من خلال تنوع أدواره ونشاطاته وواجباته فهو نتيجة لطبيعة الدور الذي يقوم به والمرحلة العمرية التي يقوم بتدريسها والدور القيادي والريادي للجامعة في المجتمع نراه يختلف كثيرا في طبيعة عمله عن المدرس في المراحل الدراسية الأدنى من المرحلة الجامعية لأنه يتحمل أعباء إضافية اكبر من غيره.
    ومن وجهة نظرنا نرى أن دور الأستاذ الجامعي يقع في أربعة جوانب رئيسة تندرج ضمنها العديد من الجوانب الفرعية المتداخلة معها، وهي الجانب العلمي والجانب التربوي والجانب البحثي وجانب خدمة المجتمع وكل هذه الجوانب تكون متداخلة مع بعضها البعض لتشكل الشخصية المتكاملة للأستاذ الجامعي الحقيقي الذي يتميز بالصفات الفعلية لدوره ومهامه. ولابد له أن يعمل على تطوير نفسه وتنمية مهاراته في جميع هذه الجوانب بصورة متوازية ومتكاملة ومتسقة وأن لا يهمل أي منها ويهتم بالآخر لأن هذا سوف يؤدي إلى خلل كبير في شخصيته الأكاديمية كونه أستاذا جامعيا يمثل قمة الهرم العلمي والقيادي والريادي في المجتمع ونقطة الإشعاع المتوهجة دائما والتي يسير على هداها الآخرون من أبناء المجتمع وشرائحه المختلفة.
    وفي هذه المقالة المختصرة نريد أن نركز على الجانب التربوي للأستاذ الجامعي وأهميته الكبيرة في بناء شخصية الطالب الجامعي وبالتالي طاقات التطوير والبناء المستقبلية بعد التخرج والانخراط في قطاعات العمل والإنتاج في المجتمع.
    فمن المعروف أن الأستاذ الجامعي يتعامل مع الطلبة الجامعيين وهم في بداية النضوج والشباب وهم بحاجة ماسة إلى من يوجههم وينصحهم وان يكون لهم القدوة والأسوة الحسنة والمثال الذي يقتدى به لأنهم في هذه المرحلة العمرية بحاجة إلى من يقف بجانبهم ويأخذ بأيديهم لأنهم قد يبتعدون قليلا في هذه المرحلة عن سيطرة العائلة وأولياء الأمور بصورة تدريجية عما كانوا عليه في المراحل العمرية والدراسية الأدنى من المرحلة الجامعية.
    ولذلك يبرز الأستاذ الجامعي بشخصيته الجذابة المحببة المحترمة عند الطلبة كعامل أساس ومساعد على توجيه الطلبة والشباب وقيادتهم إلى مرافئ الخير والصلاح والهداية والعمل بما يرضي الله سبحانه وتعالى وبالتالي إلى النجاح والتفوق والارتقاء إلى مراحل دراسية ومناهل علمية أرقى كنتيجة طبيعية لما عليه الطالب من حالة إيجابية لابد أن تؤتي ثمارها الصالحة بعون الله سبحانه وتعالى.
    وبناء على ذلك كان لابد لأساتذتنا الجامعيين الأفاضل أن يعوا بصورة واضحة هذه المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم والدور الريادي والقيادي في توجيه دفة السلوك الإنساني عند الطلبة باتجاه الخير والصلاح والتفوق والعمل الإيجابي بما يجعلهم عناصر بناء وارتقاء فاعلة في المجتمع وبالتالي يساهمون في بناء بلدهم والحفاظ على مبادئ دينهم الإسلامي الحنيف الحقيقية والتقاليد الاجتماعية والأعراف الصالحة ليجعلوا مجتمعهم متصل بجذور حضارته على مدى التأريخ لا ينفصل عنها وإنما يعتز بها ويتباهى ويفتخر ومع ذلك يرنو بعين فاحصة وناقدة تتطلع بإيجابية للتطور العلمي والتكنولوجي والحضاري في المجتمعات الأخرى ويحاول انتقاء ما يفيده منها لغرض التطور والارتقاء إلى حالة افضل مما هو عليه الآن مع الحفاظ على ثوابته التي يؤمن بها ويتمسك بمبادئها.
    وعلى الأستاذ الجامعي أن يتصف بالأخلاق الفاضلة والشعور الوطني وأن تكون لديه قناعة كاملة وراسخة بحضارته وأمجادها ودينه ومبادئه ومجتمعه ولابد من العمل على الارتقاء به، وأن لا ينبهر دون تمعن وتمحيص بإفرازات الحضارة الغربية ويحاول أن ينقلها إلى مجتمعه حيث أنه الأكثر تواصلا مع هذه الحضارة والأقدر على تفهم نتائجها الإيجابية والسلبية وبالتالي تمحيصها واختيار المناسب منها. وعليه أن يكون قدوة ومثالا في كل شيء أمام الطلبة وأن يعلم أن له دور كبير وخطير اختاره الله سبحانه وتعالى له ليحمله هذه المسؤولية وأنه بلا شك محاسب يوم الحساب أمام الله عند الإخلال في تحمل هذه المسؤولية ونقل الأمانة المكلف بها إلى الطلبة بصورة صحيحة.
    إننا نرى من وجهة نظرنا بأن لا فائدة من قيام الأستاذ الجامعي بتزويد الطلبة بأحدث المستجدات والمعلومات العلمية وحافات العلوم في مجال تخصصه إذا لم يزودهم بالأفكار الصحيحة التي تبني شخصيتهم العلمية والاجتماعية والأخلاقية الفاضلة وتوجههم نحو الطرائق والأساليب الصحيحة للاستفادة من هذه المعلومات والمساهمة في بناء البلد وإحداث نقلات نوعية في الحياة الاجتماعية والمحيط الإنساني الذي يعيش فيه الطالب ويتفاعل معه.
    ونتيجة لما مر به المجتمع من تغيرات كبيرة شملت جميع مفاصل الحياة فيه نتيجة التطورات السياسية والحروب التي خاضها والظروف السابقة والحالية التي تعرض ولا زال يتعرض لبعض منها وضعف المستوى الاقتصادي للعائلة وانشغالها عن تربية أبناءها في هذه المرحلة العمرية الحرجة إضافة إلى الانفتاح الكبير وغير المدروس بصورة دقيقة الذي حصل للمجتمع على إفرازات الحضارة الغربية وانعكاساته على الحياة الاجتماعية وخاصة في وسائل الاتصال الحديثة التي غزت مجتمعنا بصورة هائلة مثل شبكة الإنترنت والهاتف النقال والقنوات الفضائية وغيرها والتي أتاحت التواصل مع ما يبثه الغرب لنا من أساليب دعائية مغرية وبصورة مخطط لها من اجل تهديم البناء الديني والأخلاقي والوطني لشريحة الشباب في هذه المرحلة العمرية ومحاولة تلهيتهم بالتمور التافهة وغير الأساسية والمغرية التي تخاطب غرائزهم وعواطفهم قبل أن تخاطب عقولهم وتحاول أن تبنيها وتصقلها نحو الاتجاهات المرغوب فيها.
    وهذا أدى بأعداد كبيرة مع الأسف من الطلبة والشباب إلى الانبهار بهذه الحضارة الغربية التي قد تضع السموم تحت بهارجها الجميلة من اجل القضاء على ارتباطهم بمجتمعهم وخاصة دينهم الإسلامي لأنه يشكل الخطر الأكبر والعائق الذي لا يمكن تجاوزه فيما لو بقي الشباب متمسكين فيه ومحافظين عليه من اجل السيطرة الاستعمارية على مجتمعنا من جديد وإن اختلفت صورها وأساليبها عما كانت عليه في السابق وبالتالي تهديم مثابات الخطر في هذا المجتمع ليبقى تابعا وأسيرا للحضارة الغربية توجهه كيفما تشاء وبما يخدم مصالحها الدنيوية والمادية.
    وفي خضم هذه التناقضات الحاصلة في المجتمع والتي اشرنا إليها وما تلقيه من ظلال ونتائج على الطلبة والشباب في المرحلة الجامعية نتمنى من الأستاذ الجامعي أن ينهض بدوره التربوي في قيادة الطلبة وتعريفهم على الأمور الإيجابية في الحياة للاستفادة منها والتمسك بها والابتعاد عن الأمور السلبية والسيئة وأن يكون منارة إشعاع دائمة في جميع الأمور التي يهتم بها الطلبة ومثابة يسعون للوصول إليها ونهل الخير والهداية والفضيلة والعلم والثقافة منها . وان يكون نموذجا محببا وشخصية جذابة وصالحة يحاول الطالب أن يستفيد منها ويتقمصها في حياته لان الطالب في هذه المرحلة العمرية يحاول أن يقلد من يراه افضل منه.
    نتمنى أن لا تكون علاقة الأستاذ الجامعي بالطلبة مقتصرة على القاعات الدراسية والمختبرات وإنما تمتد ليشاركهم في جميع النشاطات الثقافية والاجتماعية والفنية والعلمية وغيرها التي يقوم بها الطلبة داخل الجامعة وخارجها وأن يشعروا بأنه قائد ورائد لهم وهو منهم واليهم مع ضرورة الاحتفاظ بالحد الفاصل من الاحترام والطاعة بينهم وبصورة لا تجعلهم يبتعدون عنه وإنما يحاولون الاقتراب منه والاستفادة من نصائحه وتوجيهاته.
    نتمنى من الأستاذ الجامعي أن يخصص جزءا حقيقيا من وقته للإرشاد التربوي للطلبة وأن يهتم بهذا الموضوع اهتماما جديا وأن يتفاعل مع الطالب عند طرح مشكلته عليه ويساعده في حلها لأن عدم حل مشكلة الطالب وإن كانت بسيطة منذ البداية وبصورة علمية دقيقة ومدروسة تؤدي إلى تراكمات سلبية كثيرة قد لا تحمد عقباها تؤثر على شخصية الطالب وتعمل على انحرافه لا سمح الله وبالتالي يصبح من الصعب معالجة الأمر كما لو كان في البداية.

    ● أخي الأستاذ الجامعي الفاضل :
    تذكر ولا تنسى أن الطالب الجامعي هو بمثابة ابنك أو أخاك ألأصغر الذي لا بد لك من تربيته وتعديل سلوكه في جميع جوانب حياته من اجل أن تساعده في بناء شخصيته الإنسانية المتكاملة في مختلف الجوانب وبصورة متوازية. وتذكر بأنك قبل أن تزود هذا الطالب بالعلم والمعرفة والثقافة لا بد أن تزوده بالتربية والأخلاق الفاضلة ومبادئ الخير وأن تحاول هدايته إلى العمل الصالح الذي ينال به رضا الله سبحانه وتعالى وأن تحاول أن تعلمه بأن الإنسان الصالح سوف ينال السعادة والاستقرار والطمأنينة في الحياة الدنيا ويفوز برضا الله سبحانه وتعالى ومغفرته وجنان الخلد والنعيم في الحياة الآخرة، وأن تعمل على بناء الشعور الوطني عنده وأن تجعله يعتز بحضارته وأمجاد أمته وتأريخه العريق، وأن تجعله لا ينسى الدور البارز للأمة الإسلامية في قيادة ركب الحضارة الإنسانية في فترات طويلة من الزمن وأن يفتخر ويتباهى بأن رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو هادي البشرية ومعلمها الأول وأنه اختير من قبل الغرب ليكون الشخص الأول الذي يتصدر قائمة افضل مائة شخصية في التأريخ. وأن تجعله على قناعة تامة بأن ليس كل ما توصل إليه الغرب فهو صحيح ومفيد وملائم لمجتمعنا وتقاليدنا ومبادئ ديننا وأن لا ينبهر بالحضارة الغربية ووسائل دعايتها وأساليبها الملتوية في كسب ضعاف النفوس ومهتزي الثقة وقليلي الإيمان ومحاولة اصطيادهم في شباكها وجعلهم فريسة سهلة يحققوا من خلالها أهدافهم الخبيثة التي يرمون إليها.
    تذكر يا أخي الفاضل أنك مربيا للطلبة قبل أن تكون معلما لهم ولا تنسى أنك أبا وأخا كبيرا للطلبة قبل أن تكون أستاذا لهم وأنك مصلحا اجتماعيا وهاديا لهم وأنك قدوة حسنة يعملون على الاقتداء بها والاستفادة منها وأنك قبل كل هذا مواطنا صالحا وإنسانا فاضلا ومؤمنا وهبه الله القدرة على قيادة الطلبة وحمله أمانة تعليمهم وتربيتهم فلابد لك أخي الفاضل من تحمل هذه المسؤولية والأمانة بكفاءة وفاعلية وشرف.
    ونتمنى من الله العلي القدير سبحانه وتعالى أن يوفقكم لما يحبه ويرضاه وأن يسدد خطاكم على الصراط القويم لتفوزوا بمغفرته ورحمته وجنان الخلد في عليين إنه ولي التوفيق.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.