أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : طارق يسن الطاهر.
إجمالي القراءات : ﴿22452﴾.
عدد المشــاركات : ﴿78﴾.

في الرد على تفسير خاطئ عن حذف الألف الفارقة.
■ انتشرت رسالة في الوسائط تحمل زعماً خاطئاً ... سأنشرها مع ردي عليها.

● نص الرسالة :
حذفت الألف الفارقة في كلمة "جاءوا" في سورة يوسف (وجاءو أباهم عشاء يبكون) [يوسف : 16]، ولم تحذف في بقية الكلمات في القرآن على غير القاعدة اللغوية المعروفة، رغم أن الألف ترافق واو الجماعة، حذفت هنا إشعارا بنقص الجماعة حين عادوا دون أخيهم.

● ردي عليها :
هذا كلام لا يستوي لا عقلا ولا لغة، ولا يثبت إن عمّمناه على بقية آيات القرآن.
من المعلوم أن الألف الفارقة في اللغة هي الألف التي تأتي بعد واو الجماعة عندما يكون الفعل ماضيا، أو مضارعا "حال الجزم والنصب".
لو بحثنا في آيات القرآن نجد الألف الفارقة تثبت حينا، وتحذف حينا، وحذفها ليس في آية يوسف التي ذكرها صاحب الرسالة فقط.
ذكرتُ في عدد من الردود السابقة على الرسائل التي تبني قواعد وأحكام على الرسم العثماني أن هذا الرسم لا يخضع لقواعد الإملاء ولا اللغة عموما، وهو رسم توقيفي من الرسول صلى الله عليه وسلم.
لو بحثنا في المصحف نجد خطأ زعم صاحب الرسالة، فإن فسّر آية يوسف بحذف الألف الفارقة في كلمة "جاءوا" بأنها تدل على نقص الجماعة ؛ لأنهم جاؤوا بدون أخيهم، فبِمَ يفسر حذف الألف في الآيات التالية : "وجاءو بسحر عظيم" [الأعراف : 116] ــ "فباءو بغضب على غضب" [البقرة : 90] ــ "فإن فاءو فإن الله غفور رحيم" [البقرة : 226] ؟!

كما نجد أن الألف الفارقة ذكرت في كثير من الأفعال ومنها : "وإذا قيل لهم آمنوا ..." [البقرة : 13] و "واشتروا به ثمنا قليلا" [آل عمران : 187] "فلما نسوا ما ذكروا به ..." [الأنعام : 44]، وغيرها كثير.

♦ وهناك كلمات وردت في القرآن مرة محذوفة الألف، ومرة ذكر فيها الألف، وهي الكلمة نفسها :
• "والذين سعوا في آياتنا معاجزين ..." [الحج : 51].
• "والذين سعو في آياتنا معاجزين" [سبأ : 5].
فماذا يقول صاحب الرسالة في كل هذا ؟!

فليعلم صاحب الرسالة، ومن اقتنع بزعمه أن حذف الألف وذكرها لمعجزة يعلمها الله؛ لأن القرآن معجز في معناه، فهو أيضا معجز في رسمه.
وكان من الأولى له ولغيره- ممن يبنون قواعد وأحكام على الرسم العثماني- أن يقولوا إنه رسم توقيفي؛ فيُريحون ويستريحون؟!
وكان من الأفضل أن يبذلوا جهودهم هذه في استكناه معجزات القرآن اللغوية والبلاغية، فهي كثيرة ومتاحة.