من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : نوال الهلالي الزهراني.
إجمالي القراءات : ﴿4060﴾.
عدد المشــاركات : ﴿4﴾.

الإشراف التربوي الفعال : الوصايا الإثني عشر.
أخي / أختي المشرف التربوي / ة :
نحن نعلم أهمية العلم وندرك التطور السريع المذهل من حولنا فحري بنا أن تكون لدينا الرغبة الجادة والصادقة، بأن نهدف إلى تطوير العملية التربوية والاهتمام بهذا النشء ونسعى جادين للرفع من مستوى أداء المعلمين التربويين والمعلمات التربويات للوصول بمستوى تحصيل الأبناء وفلذات الأكباد في هذه المنطقة إلى المستوى المطلوب، لذا فإنني أطرح بين يديك إثني عشر وصية لتصبح مشرفا تربوياً فعالا، وأسأل الله أن ينفع بها، ويوفقني وإياك لبلوغ ما نصبوا إليه من أهداف.
● أولا : الإخلاص لله تعالى والصدق في العطاء. فإذا كنا نهدف إلى إرضاء الآخرين من البشر ونسينا رضا الله تعالى، وغلبت علينا السمعة والرياء، ونسينا الخوف من الله ومراقبته، ولم نكن صادقين مخلصين في عطاءنا وأعمالنا، فهنا تكون الطامة الكبرى وتكون النتيجة غير السارة وهي : (ضعف مستوى التحصيل العلمي والخلقي وضعف الروابط الاجتماعية) ولنتذكر قول الله تعالى : (فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) (سورة النور : 63).
● ثانيا : التعاون في العمل. نحن نجزم أن العمل لن ينجح إذا لم يكن التعاون يسود الجميع ونعمل بروح الفريق الواحد، كما قال تعالى {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} (سورة المائدة : 2)، وقال تعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (سورة آل عمران : 103).
والمهام التي تقوم بها أي منظمة للعمل، التي لا تستطع أن تستمر وتنهض وتنمو إلا بأدائها، لا تتم بشكل فردي ولكن في إطار جماعي، لذا وجب علينا جميعا أن نعمل بروح الفريق الواحد، فنحن جميعا نعمل في منظومة واحدة، ونطمع أن يسود التكامل بين أعضاء العمل التربوي في هذه الدولة الحبيبة عمومًا وذلك إذا علمنا جيداً وأدركنا قول المصطفى صلى الله عليه وسلم (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداع له سائر الجسد بالحمى والسهر) وفي هذه المنطقة بشكل خاص وإذا توحدت الجهود وبذلت النفوس والتضحيات في سبيل التكامل بين أعضاء هذه المنظومة التربوية في هذه المنطقة على أيدي القادة المخلصين من حملوا لواء التربية والتعليم إن شاء الله تعالى فإنني أجزم -بأذن الله تعالى- أننا سوف نصل إلى مبتغانا ونحقق الأهداف المنشودة.
● ثالثا : تحمل المسئولية. إذا لم نشعر بالمسئولية الكاملة ونحس بهم التعليم ومدى تقدمه ويكون الجميع يسعون إلى تحقيق هذا الهدف، فلن تفلح الجهود في حسن تربية الأمة والارتقاء بها حتى تصل إلى مصاف تلك الدول المتقدمة وسوف يكون عملنا هباءً منثوراً لا ثمرة فيه ولا بركة، لذلك وجب علينا جميعا أن نستشعر المسئولية العظيمة الملقاة على عواتقنا، والأمانة التي تحملناها، ونسعى جاهدين لأدائها بحقها بكل صدق، وإخلاص، وعزيمة وإصرار.
● رابعا : التدريب المستمر والمتابعة. ومن أهمها تدريب مديري المدارس على وضع خِطَّة دقيقة للعمل بالمدرسة، حسب الأسس العلمية لوضع الخطط، مبنية على التشخيص الدقيق للتحليل البيئي، وبما يحقق الجوانب التربوية والإشرافية والتطويرية (وليس كما هو القائم من وضع خِطَّة عمل يومي للمدير، فهذه ليست خطة وإنما هي جدول عمل يومي). وتكون معتمدة من المشرفين التربويين ويكلفون المتابعة في تنفيذها ـ وذلك بعد التأكيد عليهم بالعمل الجاد ورفع التقارير الدورية لمكتب التربية توضح مدى التحسن في العمل.
● خامسا : مواكبة المستجدات العلمية في مجال التخصص الإشرافي. البحث والاطلاع المستمر على مستجدات التخصص الإشرافي، والعمل على مواكبة التقدم والانفجار المعرفي، وتزويد الميدان التربوي بكل ما هو جديد، ومتابعة التنفيذ ومدى التحسن في تطوير العملية التربوية والتعليمية.
● سادسا : تحديد الاحتياجات التدريبية للمعلمين ومن تشرف عليهم. على المشرف التربوي أن يعمل على تحديد الاحتياجات التدريبية لمن يشرف عليهم ويعمل على التحاقهم بالدورات التدريبية التي تسهم في رفع كفاءتهم ونموهم المهني.
● سابعا : الإشراف الفعال. التنوع في الأساليب الإشرافية وعدم الجمود على أسلوب الزيارات الصفية فقط، بل يجب على المشرف التربوي أن ينوع في استخدام الأساليب الإشرافية حسب مناسبة الأسلوب الإشرافي لكل معلم، وحتى يقضي على الملل ومحدودية الاستفادة من المشرف التربوي.
● ثامنا : البحث العلمي. تشجيع إجراء البحوث الإجرائية في الميدان التربوي لمعالجة المشكلات التربوية والتعليمية.
● تاسعا : برامج الأولى بالرعاية. رعاية المعلم الجديد، والضعيف الأداء والعمل على زيادة مهاراتهم ونموهم المهني ببرامج منوعة، ولله در من قام بإصدار منظومة الأداء الإشرافي فقد عالجت جميع جوانب القيادة الإشرافية، ومنها ضرورة تكثيف الزيارة للفئة الأولى بالرعاية وتنفيذ برامج منوعة للرقي بمستوى أدائهم.
● عاشرا : الطموح والمثابرة. كن طموحا، متفائلا، ذو همة عالية، تسعى دائما للتطوير والتغيير وأبدأ بنفسك، فإن كنت راضيا بمستوى أداءك وتوقفت عنده فأعلم أنك تعيش في فئة المستوى العادي وقد ينحدر بك للأقل منه، ولن تستطيع مسايرة ما يحدث حولك من تطور متسارع.
● الحادي عشر : التحفيز والتشجيع. فعطاء الإنسان يصل لتميزه بوجود دافع داخلي من ذاته، وتحفيزا من مرؤوسيه فلنحرص على تحفيز وشكر كل متميز، ونعمل على صقل مهاراتهم والاستفادة منها، فهم ثروة إن لم نستثمرها، خسرناها في الميدان التربوي.
● الثاني عشر : معالجة القصور في الميدان والعمل على التحسين المستمر. يجب علينا أن نهتم جميعاً بمعالجة أي تقصير أو خلل في الميدان التربوي، والعمل على الرقي بمستوى العطاء للحصول على مخرجات جيدة وتحقيق الأهداف المنشودة، ولنحذر أن يكن الهم الوحيد هو تسيير العمل بأي طريقة كانت دون النظر إلى النتائج، ولذا نجد أن مشروع تطوير التعليم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك : عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله، جاء نتيجة إحساس المجتمع و القائمين على التعليم بوجود خلل (والذي أتضح من خلال مخرجات التعليم)، والتي لا تخفى على ذوي الألباب المنصفين والذين يحملون هم التربية والتعليم، ويحرصون على الرقي بهذا المجتمع، حتى يكون في مصاف الدول المتقدمة كما نظنهم ونحسبهم ولا نزكيهم على الله، وإذا نفذ هذا المشروع كما ينبغي من القائمين عليه وتمت متابعة توصيا تهم ومعالجة السلبيات أولاً بأول فإنه سيكون هناك نتائج إيجابية بإذن الله، إذا أخلصت النوايا وأبتغي بالعمل وجه الله تعالى.

■ أخي / أختي المشرف التربوي / ة :
سؤال يطرح نفسه وهو : لماذا وجد المشرف التربوي في هذا العمل إذا لم يكن له أثر في الميدان؟ وسؤال آخر : هل فكر المشرف التربوي ماذا سيقال عنه بعد خروجه من المدرسة؟ عندما يُسأل المعلم المزار من قبله من بقية الزملاء ماذا استفدت من المشرف التربوي؟ وسؤال آخر : أليس من واجب المشرف التربوي الذي يتكلم عن المثاليات في العمل أن يبرهن بفعله قبل قوله؟

■ أخي / أختي المشرف التربوي / ة :
ليكن لك بصمة وأثر، ولا تكن كمن لا وجود له، ولتترك أثرا كن صاحب أهداف، وحتى نحقق الأهداف لابد أن تكون واضحة، طموحة, وجود خطة عملية للوصول للأهداف, محددة بزمن، بذل الجهد، الصبر، العزيمة والإصرار، فلا تهاب الصعاب في سبيل الوصول إليه. "ومن يهب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر".
وفقني الله وإياكم لتحقيق أهافنا وبلوغ آمالنا.