×

اضغط هنا إن لم يقم المتصفح بتحويلك آليًا.
  • ×
×
  • ◄ الوثيقة.
  • ◄ الأقسام.
  • ◄ المثبتة.
  • ◄ الأعضاء.
  • ◄ الأكثر قراءة «1».
  • ◄ الأكثر قراءة «2».
  • ◄ القرآن.
  • ◄ استقبال المشاركات.
  • الأعضاء
  • ﴿المقالات﴾
    • الثقافة الإعلامية : الثقافة العامة.
    • سمية مسرور أول إعلامية مغربية تطرح بكل جرأة قضايا الاحتضان والكفالة في العالم العربي في حوار خاص.
    • عذاب قوم هود : تنوع التعبير ووحدة المعنى - تأملات.
    • علي بن أبي طالب : الخليفة الرابع.
    • الثقافة التسلسلية : الثقافة العامة.
    • إدارة الأزمات : الأزمة التعليمية - أنموذجاً.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الجنائية.
    • المملكة العربية السعودية : التاريخ.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الإدارية.
    • الثقافة القانونية : التشريعات الطلابية.

    الرئيسية.

    ■ 21- قسم : الثقافة المرجعيّة.

    د. طارق فايز العجاوي
    د. طارق فايز العجاوي.
    إجمالي المشاركات : ﴿28﴾.
    1430/01/01 (06:01 صباحاً).

    الإبداع (الماهية والمعوقات في عالمنا العربي) ــ دراسة علمية.

    ■ انصب اهتمام علماء النفس بفهم قابليات الطفل الإبداعية والمساعدة على تنميتها بل هم حقيقة تجاوزا ذلك إلى الاهتمام بالقدرات الإبداعية لدى الراشدين واقترحوا طرائق عدة لتعليم الأطفال والمراهقين والراشدين كيفية التفكير بطرق أكثر إبداعاً.
    ويُعد النصف الأول من القرن العشرين هو الزمان الذي درس فيه الذكاء وبحثت طبيعته ووضعت أسسه أما النصف الثاني من نفس القرن يُعد الزمان الذي درس فيه الإبداع والمبدعون فرسمت صيغة الإبداع وصيغت أسسه فوضعت الدراسات وكثر الكلام على تربية المبدعين. على كل الأحوال لسنا بحاجة للبحث بتلك الأبحاث والدراسات التي طالت ذات الموضوع أو عن تلك العلاقة الطبيعية بين الذكاء والإبداع كون هذا الموضوع يتناوله كل مختص أراد الشرح المفصل عن الإبداع بكل جوانبه لذلك نكتفي برسم الخطوط العريضة التي تهم العامة بحيث يمتلك من خلال هذه السطور فكرة عامة عن الإبداع وما له وما عليه.
    مقدمة كان لا بد منها لارتباطها الوثيق بما سنتناول بهذه السطور، فنقول أن كل مبدع ذكي وليس كل ذكي مبدعاً بالضرورة، على اعتبار أن الذكاء هو الشرط الأساس من شروط الإبداع. لذلك فالذكاء بحد ذاته غير كاف للإبداع وهناك علماء كثر تناولوا الإبداع من كافة الزوايا وتحديداً طبيعة الإبداع فيرى (تورانس) أنه منذ الولادة يبدو بعض الأطفال أكثر إبداعاً من البعض الآخر فتجدهم نشيطون وفعْالون وكذلك نلمح فيهم ملاحظة الأشياء المحيطة بهم لذلك تراهم يستجيبون لكل صوت أو صورة أو حتى للرائحة ونلمح فيهم أيضاً أنهم يتعلمون وبسرعة فائقة كيف ينقلون طلباتهم وحاجاتهم إلى من حولهم وكيف يفسرون سلوك هؤلاء الذين يحيطون بهم فتراهم يتفحصون كل الأشياء وما أن يبدئوا بالحبو حتى يحشروا انفسهم في كل أمر لذلك ندعوهم بالفضوليين.
    والعجيب أن هذه الفروق الفردية في الإبداع تمحى بواسطة الطريقة التي يلجأ إليها الأهل في مواجهتهم لهذا الفضول وتلك القدرة الإبداعية وبطبيعة الحال فأن الأمر - اقصد مواجهة القدرة الإبداعية - لا يقتصر على الأهل فحسب بل يتجاوزهم بحيث تطال كل ما هو محيط بالطفل ويلعب دوراً في حياته والملاحظ أيها السادة أنه كلما تقدم العمر بالطفل فأن الفروق الفردية التي يمكن ملاحظتها بينه وبين سواه من الأطفال وتحديداً فيما يخص الإبداع تبدو وكأنها عائدة بمجملها إلى الخبرة وليس إلى الوراثة. وهذا النشاط الملحوظ لدى الأطفال في صغرهم أمراً يزعج الراشدين من المحيط ويتعبهم وبالتالي فهم لا يشجعون مثل هذه النشاطات والفعاليات ولا نبالغ في قولنا أن الطفل النشيط يعاقب على سلوكه أكثر من الطفل الطيع الوديع .. ولذلك قال (كاتينا) أنه لو كان السلوك الإبداعي مرتبطاً بالعامل الوراثي فلما استطاع الأهل والمعلمين فعل الشيء الكثير لزيادته وتنميته فالحقائق تدل على خطأ هذا الاعتقاد كما تدل على أن كيفية معاملة السلوك الإبداعي للطفل من قبل ذويه وغبرهم ممن يحيطون به هي أكثر أهمية.

    ● معوقات الإبداع في عالمنا العربي.
    واقع الحال يقول أن الأمم المتقدمة وعلى مر الأزمان والعصور تختار المبدعين من أبناء جلدتها في كل مناحي الإبداع وتكفلهم وتذلل لهم كافة المصاعب لحثهم على الابتكار والإبداع وزيادة نشاطهم لأبعد مدى ولا تألوا جهداً في الإنعام عليهم بالغالي والنفيس وبكافة صور التكريم المادي منه والأدبي حتى تنفسح أمامهم أفاق الإبداع والانطلاق في شتى صنوف الفكر والمعرفة والثقافة بأبوابها وعليه لا يعد خروجاً عن المألوف أن نكتب في هذا المجال وضمن هذا السياق بحثاً نتناول فيه معوقات الإبداع في وطننا العربي وأن نوضح كافة الوسائل والأساليب التي تكفل إزالة أو تذليل هذه المعوقات على الأقل وذلك بقصد تحقيق الهدف المنشود ألا وهو التطور والتقدم التي تسعى إليه أمم الأرض كافة.
    بطبيعة الحال أن المناخ والبيئة الصحية للإبداع لا تتوفر بتعديل الظروف الراهنة الماثلة وعلى كافة الصعد الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .. الخ فهذه على الرغم من أهميتها يوجد ما يعلو عليها في الأهمية نذكر منها عوامل التنشئة الاجتماعية الأولى لأطفالنا وشبابنا ضمن إطار الرؤية المستقبلية للمجتمع من طرق ملائمة للتربية والتعليم وتحليل القيم والاتجاهات الاجتماعية حتى يتبين منها مدى الدفع أو الإعاقة لنمو الإبداع بين أفراد المجتمع.
    على كل الأحوال لن تستطيع هذه السطور أن تستوعب الأعداد الكثيرة والهائلة للمبدعين في الثقافة بشتى صنوفها وفروعها في أقطار وطننا العربي من المحيط إلى الخليج فهناك مئات بل ألوف منهم يغزون ميادين المقالة والشعر والقصة والنقد والرسم .. الخ وفى ميادين كثيرة بشتى صنوف الثقافة والمعرفة ولكن هذا النتاج الإبداعي يتراجع بين مختلف الأقطار على اعتبار أن في بعضها ما زال هشاً لم يشتد عوده ولم تضرب جذوره في عمق الأرض وقد يكون في البعض الآخر متدثراً بالرمز في فنون القول خاصة وربما استغرقته الرمزية الغامضة حتى أوصلته إلى الطلاسم المستعصية على الفهم في أقطار ثالثة وقد يقصر كل ذلك عن الوقوف على قدم المساواة مع الإبداع الجيد من الأدباء والفنانين في أقطار عربية أخرى.
    وكما هو معروف في دراسات الإبداع فان التصورات الجديدة قد قاربت الشقة بين المبدعين في سائر البشر وأوضحت أن الفوارق بينهم سواء، سواء تعلقت بالكم أو بالكيف، إنما تخضع حكما لتباين ظروف البيئة والمستوى الثقافي والعلمي للشعوب وأن جميع هذه العوامل الاجتماعية والبيئية تمثل مؤثراً في الإبداع إما بدفعه وانطلاقه وإما بتعطيله وانكفائه.
    ولا بد من الإشارة إلى نقطة غاية في الأهمية في هذا المجال ألا وهي ظاهرة الانتشار النسبي لبعض الأشكال الإبداعية الثقافية شابتها وخالطتها في جل الأقطار العربية ظاهرة غاية في الخطورة وهي دون أدنى شك ظاهرة مرضية خطيرة لا ينبغي أن نغض الطرف عنها ألا وهي ظاهرة استئجار الطاقات الإبداعية وخصوصاً في التأليف العلمي أو مجالات فنون الكتابة الأخرى، فلا شك أن هذه الظاهرة ستترك ندوباً على صفحة تاريخنا الثقافي العربي وهي بلا شك مؤشر إدانة لإبداعنا المعاصر في ميدان الفكر.
    ومن المؤكد أن ممارسة الإبداع الثقافي حق لا يمكن لأي دارس موضوعي محايد أن يسلبه من أي شعب أو منطقة جغرافية والقدر الثابت أن من طبيعة كل مجتمع إفراز طاقات مبدعة من أبنائه تتشكل في كمها ونوعها على استواء تطوره الحضاري والثقافي إلا أنه يجب القول بمراعاة التدرج والإنضاج فلا يتوقع من هذه الطاقات الإبداعية أن تحرق المراحل وتطوى الزمن لاهثة متعجلة لتعوض فيما بين عشية وضحاها سنوات التخلف المثقلة بالفاقة والجهل.
    ومن المتعارف عليه أن الإبداع الثقافي ليس هدفاً بداته وإنما هو وسيلة ضمن وسائل أخرى تهدف بالمحصلة جميعها إلى تقدم الأمة ورقيها وإلحاقها بركب الحضارة المعاصرة والإبداع إلى دلك مبشر بالتغيير وناقد للقائم وجالب للبديل الأفضل والأنجع.
    وغالباً ما يكون المبدع متفاعل مع قضايا امته ويعتبر هدا هو الدافع الأساس في الإبداع وإدا كانت حاجتنا الملحة والماسة في بناء مجتمعاتنا الجديدة تتجه أولاً إلى المبدعين وأرباب الفكر فجدير بنا أن نسعى إليهم وأن ندلل ما يعترضهم من عقبات على اعتبار أن المبدع المحاصر بالمعوقات طاقة غامضةُ راكدة ولا يمكن التعرف عليه بمجرد ادعائه وإنما نقتنع بنتاج إبداعه سواء كان بالأدب أو العلم أو الفن ومن حقه علينا في الوقت ذاته أن نهيء له فرصة الانطلاق في المجال الإبداعي ونطلق طاقته في مجال ابتكاره فيمضي بإسهامه الخلاق في قافلة المبدعين الحقيقيين الدين يصنعون الحياة الجديدة ويتركون العالم في غير الصورة التي الفوه عليها ولن يتسنى لهم دلك إلا بانطلاقهم ومد الجسور مع مواطنيهم وخوضهم مشكلاتهم في جو اجتماعيٍ مشبع بنسمات الحرية تلك الحرية الملتزمة المنتظمة النابذة للفوضى والعبث.
    ويجب أن نعي جيداً أن الإبداع لا يتطور ويزدهر في ظل أجواء يسودها التسلط والقهر والاستبداد وإدا قدر له أن يعيش في ظل مثل هده الأجواء فإنه يصطبغ بمرارة الكفاح وخطورة التحدي والمناضلة وعليه فالمبدع الذي يستطيع أن يحقق هدفه أو جزء منه في ظل هده الظروف الصعبة فانه يستحق من الإنسانية مزيداً من التكريم والإعزاز والتبجيل والتقدير.
    ويشترط لتحقيق الإبداع أيضاً قيام الصلة بين المبدع ومحيطه في شتى طوائفه وفئاته وأن يضاعف عنايته واحتكاكه بالطبقة الواسعة من أغلبية الشعب، فمشكلات وهموم المجتمع ومتطلباته والمصالح العامة التي يبتغيها والمفاسد التي يعاني منها والحياة التي يرنو إلى تحقيقها لابد أن يلامسها المبدع ويتحسسها في معايشة صادقة تتفاعل مع حسه وفكره وتجاربه ومعارفه وتصوراته الملهمة ووعيه برسالته المتميزة وينتج من دلك كله إبداع يخدم حياة المجتمع ويرسم الخطوات الأمينة على طريق التغيير والنهوض فضلاً عما يبثه المبدع في مجتمعه من معارف جديدة وأفكار مضيئة ومشاعر مجتمعة ودلك ما نطلبه من مبدعينا إزاء المتغيرات التي داهمت حياتنا ويرتكب المبدع خطاً فادحا حينما ينفصل عن مجتمعه ومواطنيه لأنه يحرم نفسه من معين الصدق في إبداعه ومن المجالات الحية النابضة التي ترفد هدا الإبداع وتهييء له البيئة الخصبة للازدهار والإثمار كما إن مجافاة المجتمع إخلال بأمانة الرسالة التي تقتضيه أن يندمج في مجتمعه ويتحسس أحواله ليعبر بصدق عن موقف أو يعطي لهدا المجتمع ما يتطلبه أو يواجه إرادته لتغيير لمس ضرورته.
    وحينما ينسلخ المبدع عن مجتمعه ويغترب عن بني قومه بفكره وروحه واستلهامه وتجاربه فإن إبداعه يأتي مفرغاً أجوفاً لا ينطوي على المضمون الحقيقي للإبداع وغالباً ما يجنح هدا الإبداع العاق ليكون صدى للسطة يعبر عن نظرتها ويتخذ مواقفها فلا يلمس منه المجتمع إلا سلبياً عقيمة مراوغة لا تبني رأياً ولا تحرك إرادة ولا تبلغ هدفاً. والله نسأل ألا يسير مبدعو هذا الطريق والهاوية الخطيرة.
    ■ انطلاق منتدى منهل الثقافة التربوية: يوم الأربعاء المصادف غرة شهر محرم 1429هـ، الموافق التاسع من يناير 2008م.
    ■ المواد المنشورة في مَنْهَل تعبر عن رأي كاتبها. ويحق للقارئ الاستفادة من محتوياته في الاستخدام الشخصي مع ذكر المصدر. مُعظَم المقالات أعيد ترتيب نشرها ليتوافق مع الفهرسة الزمنية للقسم.
    Powered by Dimofinf CMS v5.0.0
    Copyright© Dimensions Of Information.