أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. خالد صالح باجحزر.
إجمالي القراءات : ﴿8063﴾.
عدد المشــاركات : ﴿44﴾.

علو الهمة في الإسلام.
■ الإسلام دين العزة والمجد، دين المحبة والجد، فلا كسل ولا خمول ولا ذلة في الإسلام. ومن هنا فإن ديننا الحنيف يحث على علو الهمة، ورفعة العزيمة وقوة الإرادة، ففي الحديث الصحيح عن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال : قال رسول صلى الله عليه وسلم : (إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سفسافها) رواه الطبراني في الكبير : 3/131).

■ أخي الغالي :
معالي الأمور لا يبلغها إلا أصحاب الهمم العالية والعزائم القوية فالجنة محفوفة بالمكارة, قال ابن القيم رحمه الله : (كمال الإنسان بهمة ترقيَّه, وعلمٍ يبّصره ويهديه, فمراتبِ السعادة والفلاح تتحقق للعبدِ من هاتين الجهتين) وأعلى الناس همة, وأرفعهم قدراً من لذتهم في معرفةِ الله تعالى, ومحبته والشوق إلى لقائه قال تعالى : (قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس : ٥٨)، فالهمة العالية خُلقٌ سام, ومسلكٍ رائع, تحبه النفوس, وتهفوا إليه القلوب, وكما أن الطائر يطير بجناحيه, كذلك يطير المرء بهمته فتحلقُ به إلى أعلى الأفاق.
على قدرِ أهلِ العزمِ تأتي العزائم • • • وتأتي على قدرِ الكرامِ المكارمُ
وتكبر في عينِ الصغير صغارُها • • • وتصغرُ في عينِ العظيمِ العظائمُ


■ أحبتي :
قيل للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله : متى يجدُ العبدُ طعم الراحة ؟
فقال عند أولِ قدمٍ في الجنة.
أحـزانُ قلبي لا تزولْ • • • حتى أُبشرَ بالقبولْ
وأرى كتابي باليمينْ • • • وتُسر عيني بالرسول


■ إخواني الكرام :
لقد علَّم الرسول صلى الله عليه وسلم صحابته الكرام علو الهمة في كل شيء حتى في الدعاء, جاء في الحديث يقول رسول الله : صلى الله عليه وسلم : (إذا سألتم الله فاسألوه الفردوس) رواه البخاري. ويوجه النبي الكريم عليه الصلاة والسلام سؤاله لربيعة بن كعب الأسلمي رضي الله عنه : (سل يا ربيعة ؟ فلم تكن همة ربيعة لتنصرف إلى سقط الأرض, ومتاع الدنيا الدنيء, بل كانت همته أعلى, ومقاصده أسمى فقال : أسألك مرافقتك في الجنة) رواه مسلم.
وذكر ابن الجوزي رحمه الله في كتابهِ صيدُ الخاطر : (من علامة كمال العقل علو الهمة، والراضي بالدونِ دنيُّ) ومن أجمل ما قيل في فضل الهمة ما جاء في كتابِ الفوائد لابن القيم رحمه الله قال : (النفوس الشريفة لا ترضى من الأشياء إلا بأعلاها، وأفضلها وأحمدها عاقبة، والنفوس الدنيئة تحوم حول الدناءات وتقع عليها كما يقع الذباب على الأقذار؛ فالنفوس العليَّة لا ترضى بالظلم ولا بالفواحش، ولا بالسرقة، ولا بالخيانة؛ لأنها أكبر من ذلك والنفوس الحقيرة بالضد من ذلك)، يقول أيضاً رحمه الله : (الحياة الطيبة إنما تُنالُ بالهمةِ العالية والمحبة الصادقة، والإرادةِ الخالصة، فعلى قَدْرِ ذلك تكونُ سعادةُ المرء).