من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. وجدي حامد بابطين.
إجمالي القراءات : ﴿5849﴾.
عدد المشــاركات : ﴿20﴾.

الإدارة الحكيمة في عصر النبوة.
لا شك أن النبي ــ صلى الله عليه وسلم ــ أوتى جوامع الكلم, والذي يتلخص في أن كلمات قليلة يقولها ــ عليه الصلاة والسلام ــ تتحدث عن أمور كثيرة ومؤثرة, ولا ريب أن الإرث الحضاري الذي تركه لنا المصطفى ــ صلى الله عليه وسلم ــ يمثل منهجاً واضحاً ومتكاملاً في شتى مجالات الحياة, ومنها المجال الإداري المتعلق بقضايا التوجيه وغرس المفاهيم, وشد الانتباه أو نستطيع أن نعبر عنه بمجال الإدارة الناجحة. ومن أساليب استخدامه ــ صلوات الله وسلامه عليه ــ ما يلي :
1- الأسلوب الاستفهامي :
الأساليب التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم في بداية سؤاله عن المعنى الذي يريد أن يطرحه، ومثال ذلك : عن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أتدرون ما المفلس ؟" قالوا المفلس فينا من درهم له ولا متاع فقال : "إن المفلس من أمتي من يأتي يوم القيامة بصلاة وصيام وزكاة ويأتي قد شتم هذا, وقذف هذا, وأكل مال هذا, وسفك دم هذا, وضرب هذا, فيعطي هذا من حسناته, وهذا من حسناته, فإن فنيت حسناته قبل أن يقضي ما عليه, أخذ من خطاياهم فطرحت عليه, ثم طرح في النار" رواه مسلم.
فنجد في الحديث السابق أنه صلى الله عليه وسلم استثار الصحابة لمعرفة من هو المفلس.

2- أسلوب التلميح دون التصريح :
حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في نصحه وتبيينه للحق في توجيه الصحابة, حيث لم يستخدم الأسلوب المباشر فلم يقل النبي صلى الله عليه وسلم ما بال فلان يفعل كذا وكذا, وإنما قال ما بال أقوام يفعلون كذا وكذا وهذا يتضح في الحديث التالي : عن أنس بن مالك رضى الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم : "ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء في صلاتهم" الحديث (رواه البخاري).

3- الأسلوب الاستشاري :
حيث كان صلى الله عليه وسلم يشاور الصحابة ويستمع لآرائهم, فلم يكن متمسكاً برأيه إلا إذا كان أمراً إلهياً وكان يحثهم على الاستخارة وهذا يتضح في الحديث التالي : عن جابر رضي الله عنه قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن يقول : إذا هم أحدكم بالأمر, فليركع ركعتين من غير الفريضة, ثم ليقل : اللهم أني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك" الحديث (رواه البخاري).

4- أسلوب التمثيل :
أسلوب التقريب والتشبيه والتمثيل يصل إلى القلب, فحينما تمثل من لديه شيء بأنه كذا, فإنك تقرب له المعنى, كما قرب بذلك ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أن من كان آمناً في ولديه قوت يومه كمن حيزت له الدنيا وهذا الحديث يبين هذا الأسلوب : عن عبدالله بن محصن الأنصاري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "من أصبح منكم أمناً في سربه, معافى في جسده, عنده قوت يومه, فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها" (رواه الترمذي).

5- الصبر على من تدعوه :
فكان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يُرمى بالحجارة من الصبيان , وتدمي قدميه, وحينما جاء وقت الانتصار قال : "بل أرجو أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده, ولا يشرك به شيئاً" كان صلى الله عليه وسلم يحمل في جنبيه من العطف ومن الود الحقيقي مالا يقدر عليه غيره.