فواز حماد الغريبي.
عدد المشاركات : 5
1436/11/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5326﴾﴾
أحدث تقنيات التعليم في مدرسة ثانوية.
◄ على مسافة قريبة عبر النهر من عاصمة الولايات المتحدة توجد مقاطعة أرلنغتون بولاية فيرجينيا : ضاحية صغيرة مزدحمة بالسكان يدرس في مدارسها العامة ما يزيد عن 18000 طالباً قدموا من 127 دولة يتحدثون أكثر من 100 لغة.
ما يقارب ثلث هؤلاء الطلاب ينتمون إلى عائلات اشتد بها الفقر إلى أن أصبحوا مؤهلين للحصول على وجبة غذاء مدرسية مجانية أو مخفضة السعر، إلاّ أن أرلنغتون بلغت من الثراء ما مكنها من صرف ما يقارب 95 مليون دولار في سبيل بناء مدرسة ثانوية على أحدث طراز حلت محل مبنى المدرسة القديم الذي كان من ضمن خريجيه الفيزيائي روبرت رتشاردسون الحاصل على جائزة نوبل وكذلك العديد من نجوم هوليود ومنهم ووارن بيتي.
للإطلاع على كيفية دمج التقنية في المجال العام للتربية والتعليم بأمريكا في وقتنا الحاضر قام مراسل إذاعة صوت أميركا المتخصص في الأخبار العلمية آرت تشايمز بزيارة مدرسة واشنطن - لي الثانوية الحديثة وكتب التقرير التالي :
ليس من المستغرب رؤية العديد من أجهزة الحاسب الآلي هنا، لكن المفاجأة تكمن في اختفاء السبورات التقليدية لتحل محلها العديد من أجهزة العرض عالية التقنية متعددة الأغراض. "السبورة الذكية هي لوحة بيضاء تفاعلية تسمح لك بالتحكم في جهاز الحاسب الآلي من خلال لمسها وأنت تقف بجوارها" كانت تلك كلمات ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة، واستمرت في القول بأنها "طريقة رائعة تسمح للمعلم بمشاركة جهاز حاسب آلي واحد مع طلاب فصل كامل".
استغرق الأمر من ساندي فترة من الزمن لتشرح الإمكانات المتنوعة للسبورة الذكية فبإمكانها عمل الكثير. للوهلة الأولى تبدو السبورة عبارة عن لوحة بيضاء معلقة على الجدار، ولكنها في الحقيقة سطح حساس للّمس مرتبط بجهاز عرض فيديو معلق بذراع متين في الأعلى.
في الصباح بإمكان السبورة أن تعرض إعلانات المدرسة التي يتم بثها من استوديو المدرسة كما يمكنك تصفح شبكة الإنترنت على السبورة، وباستخدام أقلام إلكترونية خاصة يمكنك أن تضع دائرة حول جزء من الصفحة لإبرازها، هذه الأقلام تعمل كالطباشير بالنسبة للسبورة السوداء مع فارق إضافي وهو برنامج حاسب آلي يمكنها من التعرف على خط اليد.
يستخدم المعلم جيسون برودوسكي السبورة الذكية لمساعدة طلابه في مادة الأحياء على تعلم كيفية استخدام المجهر فيقول : "من خلال توصيل المجهر بسهولة إلى الكاميرا الرقمية يمكنني أن أعرض على السبورة الذكية، فيتمكن الطلاب من مشاهدة كل ما أراه، وحينما أضبط العدسة وتتضح الصورة ـ يندهش الجميع ـ ويصبحوا قادرين على فهم ما أتحدث عنه، ثم ينتقلون لمجاهرهم الخاصة ويتحققوا مما شاهدوه بأنفسهم، وفي ذلك الكثير من المتعة".
أحب الأطفال السبورة الذكية أيضاً، ولكن لا يشعر جميع المعلمين بالراحة لاستخدامها طبقاً للطالبة فرانسيس روبرتس - جريجوري التي تقول : "ينبغي على جميع المعلمين التعود على استخدامها، فكما يوجد معلمين على درجة عالية من التمكن في التعامل معها، يوجد البعض منهم وكأن لسان حاله يقول : ماذا أفعل بها ؟".
يوجد بالمدرسة أكثر من 600 جهاز حاسب آلي بمعدل جهاز واحد أو أكثر لكل ثلاثة طلاب، تنتشر في المبنى معامل الحاسب الآلي ومحطات عمل مجهزة بأجهزة الحاسب تتناغم جنباً إلى جنب مع الكتب في مكتبة المدرسة الفسيحة. والمدرسة تشترك بمواقع مراجع علمية على الإنترنت يتم تحديثها باستمرار مما يسهل وصول الطلاب إليها حتى من خارج المدرسة أيضاً.
هناك العديد من المواد الثمينة على الإنترنت ولكن هنالك أيضاً الكثير من محتويات الشبكة التي لا تلائم المراهقين، لذا لدى المدرسة برنامج حاسوبي يتولى حجب المواقع التي تعرض على سبيل المثال الصور الإباحية. وعلى الرغم من ذلك تقول أمينة المكتبة لينيت كونستانتنيدس أن التنوع البالغ بين طلاب منطقة أرلنغتون يجعل مهمة حماية صغار السن صعبة، وتتابع قائلة "تجد هنا طالباً وصل من منغوليا نعم هنالك جالية منغولية صغيرة هنا في أرلينغتون أو من الشرق الأوسط, وحينما نمر من خلفهم وهم على أجهزة الحاسب نشاهدهم يتصفحون مواقع بلغتهم الأصلية فلا نستطيع معرفة ماذا يفعلون، كما أن نظام الفلترة (الحجب) لا يعمل بشكل جيد حتى باللغة الإنجليزية".
تبقى المكتبة مفتوحة لساعتين بعد نهاية الدراسة، ويستغل الطالب ساهاند مناي الذي قدم والديه إلى الولايات المتحدة من إيران تلك الفرصة للعمل على جهاز الحاسب، ويشرح قائلاً : "أبحث عن قطع موسيقية لدروس القيثارة، أحاول العثور على موسيقى مناسبة كي نعزفها في مقهى السايبر لحفلة موسيقية في شهر مارس القادم، نحاول الحصول على موسيقى من شتى الأماكن، سواء الكلاسيكية أوالشعبية أو الحديثة نذهب إلى كل الأماكن".
أسفل المبنى يقع مقهى السايبر المريح وبين جنباته 28 جهاز حاسب آلي، إلا أنه بالرغم من اسمه لا يقدم القهوة لمرتاديه، وتشرح ذلك ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة قائلةً : "صمم هذا المكان للطلاب خاصةً أولئك الذين لا يملكون جهاز حاسب في المنزل كي يمضوا وقتهم فيه، لقد وضعت الدولة الكثير من الأموال في هذا المرفق لتجعله مريحاً قدر الإمكان لأننا نعلم أن هنالك فجوة رقمية ونحن مهتمون بذلك. الفرصة متاحة لنا للدخول إلى أجهزة الحاسب الآلي واستعمالها في جميع أنحاء المبنى خلال وقت الدراسة، ولكن الوضع مختلف حينما يمكنك عمل ذلك في جو اجتماعي".
توجد في مدرسة واشنطن - لي الثانوية أيضاً بعض التقنيات الحديثة التي لا يمكن ملاحظتها بسهولة، ومن ذلك أجهزة استشعار الحركة التي تطفئ الأضواء في الغرف الخالية، وكذلك كاشفات ثاني أوكسيد الكربون التي تشغل نظام التهوية حينما تصبح الفصول مختنقة.
ولكن تشير مونيل إلى حقيقة أنه حتى مع وجود كل هذه التقنية الحديثة لا يستطيع أحد أن يضمن كم سيبقى هذا المبنى على حاله دون أن يتحول مع الأيام إلى طراز قديم "يجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر حينما نصل إليه في المستقبل، بالتأكيد لن نستطيع مجاراة التقنية ولكن من الواجب أن نعمل بما لدينا الآن، إذا لم نبدأ هنا وفي هذه اللحظة فإن ذلك يعتبر خطأً كبيراً".
وفي هذا الصدد تضيف مونيل أن نظام التوصيلات الكهربائية في المبنى مؤهل للعمل لسنوات عديدة قادمة، ولو أن طلاب المستقبل على الأرجح لن يحتاجوا إليه, فهم غالباً سيستخدمون نقاط الاتصال اللاسلكية.
فواز حماد الغريبي.
■ أحدث تقنيات التعليم في مدرسة ثانوية.
■ مع بداية العام الدراسي : إلى معلم اللغة الإنجليزية.
■ تحفيز المعلمين لاستخدام التقنية ــ مادة مترجمة.
■ من المسؤول عن نظافة المدرسة ؟
■ في اقتصاديات التعليم : بيل جيتس الميكانيكي والتعليم الثانوي.
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5326﴾﴾
أحدث تقنيات التعليم في مدرسة ثانوية.
◄ على مسافة قريبة عبر النهر من عاصمة الولايات المتحدة توجد مقاطعة أرلنغتون بولاية فيرجينيا : ضاحية صغيرة مزدحمة بالسكان يدرس في مدارسها العامة ما يزيد عن 18000 طالباً قدموا من 127 دولة يتحدثون أكثر من 100 لغة.
ما يقارب ثلث هؤلاء الطلاب ينتمون إلى عائلات اشتد بها الفقر إلى أن أصبحوا مؤهلين للحصول على وجبة غذاء مدرسية مجانية أو مخفضة السعر، إلاّ أن أرلنغتون بلغت من الثراء ما مكنها من صرف ما يقارب 95 مليون دولار في سبيل بناء مدرسة ثانوية على أحدث طراز حلت محل مبنى المدرسة القديم الذي كان من ضمن خريجيه الفيزيائي روبرت رتشاردسون الحاصل على جائزة نوبل وكذلك العديد من نجوم هوليود ومنهم ووارن بيتي.
للإطلاع على كيفية دمج التقنية في المجال العام للتربية والتعليم بأمريكا في وقتنا الحاضر قام مراسل إذاعة صوت أميركا المتخصص في الأخبار العلمية آرت تشايمز بزيارة مدرسة واشنطن - لي الثانوية الحديثة وكتب التقرير التالي :
ليس من المستغرب رؤية العديد من أجهزة الحاسب الآلي هنا، لكن المفاجأة تكمن في اختفاء السبورات التقليدية لتحل محلها العديد من أجهزة العرض عالية التقنية متعددة الأغراض. "السبورة الذكية هي لوحة بيضاء تفاعلية تسمح لك بالتحكم في جهاز الحاسب الآلي من خلال لمسها وأنت تقف بجوارها" كانت تلك كلمات ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة، واستمرت في القول بأنها "طريقة رائعة تسمح للمعلم بمشاركة جهاز حاسب آلي واحد مع طلاب فصل كامل".
استغرق الأمر من ساندي فترة من الزمن لتشرح الإمكانات المتنوعة للسبورة الذكية فبإمكانها عمل الكثير. للوهلة الأولى تبدو السبورة عبارة عن لوحة بيضاء معلقة على الجدار، ولكنها في الحقيقة سطح حساس للّمس مرتبط بجهاز عرض فيديو معلق بذراع متين في الأعلى.
في الصباح بإمكان السبورة أن تعرض إعلانات المدرسة التي يتم بثها من استوديو المدرسة كما يمكنك تصفح شبكة الإنترنت على السبورة، وباستخدام أقلام إلكترونية خاصة يمكنك أن تضع دائرة حول جزء من الصفحة لإبرازها، هذه الأقلام تعمل كالطباشير بالنسبة للسبورة السوداء مع فارق إضافي وهو برنامج حاسب آلي يمكنها من التعرف على خط اليد.
يستخدم المعلم جيسون برودوسكي السبورة الذكية لمساعدة طلابه في مادة الأحياء على تعلم كيفية استخدام المجهر فيقول : "من خلال توصيل المجهر بسهولة إلى الكاميرا الرقمية يمكنني أن أعرض على السبورة الذكية، فيتمكن الطلاب من مشاهدة كل ما أراه، وحينما أضبط العدسة وتتضح الصورة ـ يندهش الجميع ـ ويصبحوا قادرين على فهم ما أتحدث عنه، ثم ينتقلون لمجاهرهم الخاصة ويتحققوا مما شاهدوه بأنفسهم، وفي ذلك الكثير من المتعة".
أحب الأطفال السبورة الذكية أيضاً، ولكن لا يشعر جميع المعلمين بالراحة لاستخدامها طبقاً للطالبة فرانسيس روبرتس - جريجوري التي تقول : "ينبغي على جميع المعلمين التعود على استخدامها، فكما يوجد معلمين على درجة عالية من التمكن في التعامل معها، يوجد البعض منهم وكأن لسان حاله يقول : ماذا أفعل بها ؟".
يوجد بالمدرسة أكثر من 600 جهاز حاسب آلي بمعدل جهاز واحد أو أكثر لكل ثلاثة طلاب، تنتشر في المبنى معامل الحاسب الآلي ومحطات عمل مجهزة بأجهزة الحاسب تتناغم جنباً إلى جنب مع الكتب في مكتبة المدرسة الفسيحة. والمدرسة تشترك بمواقع مراجع علمية على الإنترنت يتم تحديثها باستمرار مما يسهل وصول الطلاب إليها حتى من خارج المدرسة أيضاً.
هناك العديد من المواد الثمينة على الإنترنت ولكن هنالك أيضاً الكثير من محتويات الشبكة التي لا تلائم المراهقين، لذا لدى المدرسة برنامج حاسوبي يتولى حجب المواقع التي تعرض على سبيل المثال الصور الإباحية. وعلى الرغم من ذلك تقول أمينة المكتبة لينيت كونستانتنيدس أن التنوع البالغ بين طلاب منطقة أرلنغتون يجعل مهمة حماية صغار السن صعبة، وتتابع قائلة "تجد هنا طالباً وصل من منغوليا نعم هنالك جالية منغولية صغيرة هنا في أرلينغتون أو من الشرق الأوسط, وحينما نمر من خلفهم وهم على أجهزة الحاسب نشاهدهم يتصفحون مواقع بلغتهم الأصلية فلا نستطيع معرفة ماذا يفعلون، كما أن نظام الفلترة (الحجب) لا يعمل بشكل جيد حتى باللغة الإنجليزية".
تبقى المكتبة مفتوحة لساعتين بعد نهاية الدراسة، ويستغل الطالب ساهاند مناي الذي قدم والديه إلى الولايات المتحدة من إيران تلك الفرصة للعمل على جهاز الحاسب، ويشرح قائلاً : "أبحث عن قطع موسيقية لدروس القيثارة، أحاول العثور على موسيقى مناسبة كي نعزفها في مقهى السايبر لحفلة موسيقية في شهر مارس القادم، نحاول الحصول على موسيقى من شتى الأماكن، سواء الكلاسيكية أوالشعبية أو الحديثة نذهب إلى كل الأماكن".
أسفل المبنى يقع مقهى السايبر المريح وبين جنباته 28 جهاز حاسب آلي، إلا أنه بالرغم من اسمه لا يقدم القهوة لمرتاديه، وتشرح ذلك ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة قائلةً : "صمم هذا المكان للطلاب خاصةً أولئك الذين لا يملكون جهاز حاسب في المنزل كي يمضوا وقتهم فيه، لقد وضعت الدولة الكثير من الأموال في هذا المرفق لتجعله مريحاً قدر الإمكان لأننا نعلم أن هنالك فجوة رقمية ونحن مهتمون بذلك. الفرصة متاحة لنا للدخول إلى أجهزة الحاسب الآلي واستعمالها في جميع أنحاء المبنى خلال وقت الدراسة، ولكن الوضع مختلف حينما يمكنك عمل ذلك في جو اجتماعي".
توجد في مدرسة واشنطن - لي الثانوية أيضاً بعض التقنيات الحديثة التي لا يمكن ملاحظتها بسهولة، ومن ذلك أجهزة استشعار الحركة التي تطفئ الأضواء في الغرف الخالية، وكذلك كاشفات ثاني أوكسيد الكربون التي تشغل نظام التهوية حينما تصبح الفصول مختنقة.
ولكن تشير مونيل إلى حقيقة أنه حتى مع وجود كل هذه التقنية الحديثة لا يستطيع أحد أن يضمن كم سيبقى هذا المبنى على حاله دون أن يتحول مع الأيام إلى طراز قديم "يجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر حينما نصل إليه في المستقبل، بالتأكيد لن نستطيع مجاراة التقنية ولكن من الواجب أن نعمل بما لدينا الآن، إذا لم نبدأ هنا وفي هذه اللحظة فإن ذلك يعتبر خطأً كبيراً".
وفي هذا الصدد تضيف مونيل أن نظام التوصيلات الكهربائية في المبنى مؤهل للعمل لسنوات عديدة قادمة، ولو أن طلاب المستقبل على الأرجح لن يحتاجوا إليه, فهم غالباً سيستخدمون نقاط الاتصال اللاسلكية.
فواز حماد الغريبي.
■ أحدث تقنيات التعليم في مدرسة ثانوية.
■ مع بداية العام الدراسي : إلى معلم اللغة الإنجليزية.
■ تحفيز المعلمين لاستخدام التقنية ــ مادة مترجمة.
■ من المسؤول عن نظافة المدرسة ؟
■ في اقتصاديات التعليم : بيل جيتس الميكانيكي والتعليم الثانوي.
◄ على مسافة قريبة عبر النهر من عاصمة الولايات المتحدة توجد مقاطعة أرلنغتون بولاية فيرجينيا : ضاحية صغيرة مزدحمة بالسكان يدرس في مدارسها العامة ما يزيد عن 18000 طالباً قدموا من 127 دولة يتحدثون أكثر من 100 لغة.
ما يقارب ثلث هؤلاء الطلاب ينتمون إلى عائلات اشتد بها الفقر إلى أن أصبحوا مؤهلين للحصول على وجبة غذاء مدرسية مجانية أو مخفضة السعر، إلاّ أن أرلنغتون بلغت من الثراء ما مكنها من صرف ما يقارب 95 مليون دولار في سبيل بناء مدرسة ثانوية على أحدث طراز حلت محل مبنى المدرسة القديم الذي كان من ضمن خريجيه الفيزيائي روبرت رتشاردسون الحاصل على جائزة نوبل وكذلك العديد من نجوم هوليود ومنهم ووارن بيتي.
للإطلاع على كيفية دمج التقنية في المجال العام للتربية والتعليم بأمريكا في وقتنا الحاضر قام مراسل إذاعة صوت أميركا المتخصص في الأخبار العلمية آرت تشايمز بزيارة مدرسة واشنطن - لي الثانوية الحديثة وكتب التقرير التالي :
ليس من المستغرب رؤية العديد من أجهزة الحاسب الآلي هنا، لكن المفاجأة تكمن في اختفاء السبورات التقليدية لتحل محلها العديد من أجهزة العرض عالية التقنية متعددة الأغراض. "السبورة الذكية هي لوحة بيضاء تفاعلية تسمح لك بالتحكم في جهاز الحاسب الآلي من خلال لمسها وأنت تقف بجوارها" كانت تلك كلمات ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة، واستمرت في القول بأنها "طريقة رائعة تسمح للمعلم بمشاركة جهاز حاسب آلي واحد مع طلاب فصل كامل".
استغرق الأمر من ساندي فترة من الزمن لتشرح الإمكانات المتنوعة للسبورة الذكية فبإمكانها عمل الكثير. للوهلة الأولى تبدو السبورة عبارة عن لوحة بيضاء معلقة على الجدار، ولكنها في الحقيقة سطح حساس للّمس مرتبط بجهاز عرض فيديو معلق بذراع متين في الأعلى.
في الصباح بإمكان السبورة أن تعرض إعلانات المدرسة التي يتم بثها من استوديو المدرسة كما يمكنك تصفح شبكة الإنترنت على السبورة، وباستخدام أقلام إلكترونية خاصة يمكنك أن تضع دائرة حول جزء من الصفحة لإبرازها، هذه الأقلام تعمل كالطباشير بالنسبة للسبورة السوداء مع فارق إضافي وهو برنامج حاسب آلي يمكنها من التعرف على خط اليد.
يستخدم المعلم جيسون برودوسكي السبورة الذكية لمساعدة طلابه في مادة الأحياء على تعلم كيفية استخدام المجهر فيقول : "من خلال توصيل المجهر بسهولة إلى الكاميرا الرقمية يمكنني أن أعرض على السبورة الذكية، فيتمكن الطلاب من مشاهدة كل ما أراه، وحينما أضبط العدسة وتتضح الصورة ـ يندهش الجميع ـ ويصبحوا قادرين على فهم ما أتحدث عنه، ثم ينتقلون لمجاهرهم الخاصة ويتحققوا مما شاهدوه بأنفسهم، وفي ذلك الكثير من المتعة".
أحب الأطفال السبورة الذكية أيضاً، ولكن لا يشعر جميع المعلمين بالراحة لاستخدامها طبقاً للطالبة فرانسيس روبرتس - جريجوري التي تقول : "ينبغي على جميع المعلمين التعود على استخدامها، فكما يوجد معلمين على درجة عالية من التمكن في التعامل معها، يوجد البعض منهم وكأن لسان حاله يقول : ماذا أفعل بها ؟".
يوجد بالمدرسة أكثر من 600 جهاز حاسب آلي بمعدل جهاز واحد أو أكثر لكل ثلاثة طلاب، تنتشر في المبنى معامل الحاسب الآلي ومحطات عمل مجهزة بأجهزة الحاسب تتناغم جنباً إلى جنب مع الكتب في مكتبة المدرسة الفسيحة. والمدرسة تشترك بمواقع مراجع علمية على الإنترنت يتم تحديثها باستمرار مما يسهل وصول الطلاب إليها حتى من خارج المدرسة أيضاً.
هناك العديد من المواد الثمينة على الإنترنت ولكن هنالك أيضاً الكثير من محتويات الشبكة التي لا تلائم المراهقين، لذا لدى المدرسة برنامج حاسوبي يتولى حجب المواقع التي تعرض على سبيل المثال الصور الإباحية. وعلى الرغم من ذلك تقول أمينة المكتبة لينيت كونستانتنيدس أن التنوع البالغ بين طلاب منطقة أرلنغتون يجعل مهمة حماية صغار السن صعبة، وتتابع قائلة "تجد هنا طالباً وصل من منغوليا نعم هنالك جالية منغولية صغيرة هنا في أرلينغتون أو من الشرق الأوسط, وحينما نمر من خلفهم وهم على أجهزة الحاسب نشاهدهم يتصفحون مواقع بلغتهم الأصلية فلا نستطيع معرفة ماذا يفعلون، كما أن نظام الفلترة (الحجب) لا يعمل بشكل جيد حتى باللغة الإنجليزية".
تبقى المكتبة مفتوحة لساعتين بعد نهاية الدراسة، ويستغل الطالب ساهاند مناي الذي قدم والديه إلى الولايات المتحدة من إيران تلك الفرصة للعمل على جهاز الحاسب، ويشرح قائلاً : "أبحث عن قطع موسيقية لدروس القيثارة، أحاول العثور على موسيقى مناسبة كي نعزفها في مقهى السايبر لحفلة موسيقية في شهر مارس القادم، نحاول الحصول على موسيقى من شتى الأماكن، سواء الكلاسيكية أوالشعبية أو الحديثة نذهب إلى كل الأماكن".
أسفل المبنى يقع مقهى السايبر المريح وبين جنباته 28 جهاز حاسب آلي، إلا أنه بالرغم من اسمه لا يقدم القهوة لمرتاديه، وتشرح ذلك ساندي مونيل منسقة التقنية بالمدرسة قائلةً : "صمم هذا المكان للطلاب خاصةً أولئك الذين لا يملكون جهاز حاسب في المنزل كي يمضوا وقتهم فيه، لقد وضعت الدولة الكثير من الأموال في هذا المرفق لتجعله مريحاً قدر الإمكان لأننا نعلم أن هنالك فجوة رقمية ونحن مهتمون بذلك. الفرصة متاحة لنا للدخول إلى أجهزة الحاسب الآلي واستعمالها في جميع أنحاء المبنى خلال وقت الدراسة، ولكن الوضع مختلف حينما يمكنك عمل ذلك في جو اجتماعي".
توجد في مدرسة واشنطن - لي الثانوية أيضاً بعض التقنيات الحديثة التي لا يمكن ملاحظتها بسهولة، ومن ذلك أجهزة استشعار الحركة التي تطفئ الأضواء في الغرف الخالية، وكذلك كاشفات ثاني أوكسيد الكربون التي تشغل نظام التهوية حينما تصبح الفصول مختنقة.
ولكن تشير مونيل إلى حقيقة أنه حتى مع وجود كل هذه التقنية الحديثة لا يستطيع أحد أن يضمن كم سيبقى هذا المبنى على حاله دون أن يتحول مع الأيام إلى طراز قديم "يجب علينا أن نتعامل مع هذا الأمر حينما نصل إليه في المستقبل، بالتأكيد لن نستطيع مجاراة التقنية ولكن من الواجب أن نعمل بما لدينا الآن، إذا لم نبدأ هنا وفي هذه اللحظة فإن ذلك يعتبر خطأً كبيراً".
وفي هذا الصدد تضيف مونيل أن نظام التوصيلات الكهربائية في المبنى مؤهل للعمل لسنوات عديدة قادمة، ولو أن طلاب المستقبل على الأرجح لن يحتاجوا إليه, فهم غالباً سيستخدمون نقاط الاتصال اللاسلكية.

■ أحدث تقنيات التعليم في مدرسة ثانوية.
■ مع بداية العام الدراسي : إلى معلم اللغة الإنجليزية.
■ تحفيز المعلمين لاستخدام التقنية ــ مادة مترجمة.
■ من المسؤول عن نظافة المدرسة ؟
■ في اقتصاديات التعليم : بيل جيتس الميكانيكي والتعليم الثانوي.