من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. عثمان حسن إدريس.
إجمالي القراءات : ﴿2346﴾.
عدد المشــاركات : ﴿8﴾.

رداً لمن جعلوا تعليمنا ينزف.
يقولون : أن التعليم عندنا للأسف الشديد في حالة نزف.
• يقولون : أن المعلم مضطهد في هذا المجتمع الذي لا يقدر قيمة العلم والمعلم.
• يقولون : أن المشرفين التربويين لا يؤدون أعمالهم الفنية على أكمل وجه في تطوير المعلم من خلال الزيارات والبرامج الإثرائية.
• وفي أخر المطاف يقولون : (الطاسة ضائعة).

■ أقول لهم : كلامكم مردود عليه.
♦ لنأخذها نقطة نقطة : مع التسليم بأن التعليم لدينا لا ينزف أبداً (لأن دمه قد نفذ ولم يعد لديه دم لينزف).
1 ـ من قال أن المعلم مضطهد ؟ ونحن نرى المعلم حينما يراجع الدوائر الحكومية يحظى بالاهتمام وسرعة إنجاز معاملاته.
كيف يكون مضطهداً ونحن نرى رجل المرور حينما يرى معلماً يضيء له النور الأخضر في الإشارة المرورية كي يمر.
كيف يكون مضطهداً وهو يقوم في الصباح الباكر ليجلس في حديقة المنزل الذي يمتلكه ويتناول فنجان قهوته والعصافير تغرد حوله ثم يأتي سائقه الخاص ليوصله إلى المدرسة.
كيف يكون مضطهداً وفي كل يوم تصله خطابات الشكر والتقدير والثناء من أولياء أمور الطلاب على تفانيه وإخلاصه في العمل.
كيف يكون مضطهداً وشركات السيارات تبيع له بالتقسيط بسعر الكاش وفي بعض الأحيان تتنازل له عن أخر قسطين ؟

2 ـ يقولون إن المشرفين التربويين لا يؤدون أعمالهم الفنية على أكمل وجه في تطوير المعلم من خلال الزيارات الميدانية .. الخ.
هل يعقل أن المشرف التربوي لا يقوم بتطوير أداء المعلم. كيف ذلك ؟ والمشرف التربوي المسكين يحمل في جيبه خطة مليئة بالبرامج تأخذ في طابعها المناطق العشوائية فهي مليئة بالبرامج التدريبية واللقاءات والاجتماعات والقضايا والمهمات الطارئة والزيارات المسحية وزيارات الإشراف المباشر بل أصبح المشرف التربوي بلا خطة.
نظراً للتغيرات المستمرة والإضافات الدائمة فالاجتماعات تلغى وتأجل والبرامج التدريبية، تستحدث وتضاف وقضايا المعلمين تأتيه من حيث لا يحتسب وكل قسم وإدارة تكلفه بأعمال لا دخل له فيها فهناك زيارات خاصة بشؤون المعلمين وزيارات خاصة لقضايا المعلمين وزيارات للوقوف على استعداد المدارس للاختبارات وزيارات للإشراف على سير الاختبارات.
ولو أن مشرفاً تربوياً آخر وجد ملاحظة في مدرسة ما فعلى المشرف المنسق لهذه المدرسة أن يمتطي جواده ليذهب إلى هذه المدرسة لحل ما بها من مشكلات فهو حلال المشاكل ومذلل الصعوبات والمعوقات.
بالله عليكم ألا يكفي كل هذه الأعمال لتكون دليلاً واضحاً وجليا للدور الذي يقوم به المشرف التربوي في سبيل تطوير أداء معلميه.

■ وفي الأخير يقولون : (الطاسة ضائعة).
والله إني استعجب كثيراً ممن يقولون أن الطاسة ضائعة لأنهم فعلاً لا يفقهون ما يقولون لأنه في الأصل لا توجد هناك طاسة لتضيع. والفهيم بالسبابة يؤشر، عفواً اللبيب بالإشارة يفهم.