من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : فريق منهل «3».
إجمالي القراءات : ﴿3228﴾.
عدد المشــاركات : ﴿39﴾.

لا فرق بين "إن شاء الله" و "بإذن الله".
■ لا نرى فرقا بين الاستثناء بقولك : "إن شاء الله"، وقولك "بإذن الله"، وذلك لأسباب عدة، أهمها :
♦ أولا :
أن معنى كل من الاستعمالين متقارب، فالتعليق على مشيئة الله، يشابه التعليق على إذنه سبحانه، من حيث إن كلا من المشيئة العامة، والإذن الكوني القدري، من خصائص صفات الربوبية المستحقة للخالق جل وعلا، وما شاءه الله، فقد أذِن بكونه حقيقة، وما أذِن به سبحانه، فقد شاء خلقَه وإيجادَه، وهكذا يترادف استعمال كل منهما.
♦ ثانيا :
أن الاستعمال القرآني لكل من هذين اللفظين أيضا متقارب، ولم نجد فرقا بينهما في المعنى أو في السياق، قال تعالى: (وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ) [إبراهيم/11]، وقال سبحانه: (وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَنْ يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ) [الرعد/38].
وفي المشيئة يقول الله عز وجل : (تَبَارَكَ الَّذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيْرًا مِنْ ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا) [الفرقان/10].
بل وفي القرآن الكريم بعض الآيات التي ورد فيها اللفظان يدلان على معنى متقارب في آية واحدة، وذلك في قول الله جل وعلا: (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الشورى/51]، وقوله سبحانه: (وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لَا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى) [النجم/26].
♦ ثالثا :
لم نجد لدى المفسرين أو علماء العقيدة أو شراح الحديث من يفرق بين الاستعمالين، بل وجدنا عندهم من يفسر المشيئة بإذن الله سبحانه.
يقول العلامة الطاهر بن عاشور رحمه الله : "المراد بالمشيئة إذن الله له" انتهى من "التحرير والتنوير" (15/296).
ويقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : "إذن الله نوعان: كوني، وشرعي؛ وسبق بيانهما في قوله تعالى: (فإنه نزله على قلبك بإذن الله) [البقرة/97] انتهى من "تفسير الفاتحة والبقرة" (3/36).

ولدى الفقهاء باب يسمى باب "الاستثناء"، يَرِدُ في حديثهم عن الأيمان والنذور والطلاق وغيرها، وهو "كل تعليق على مشيئة الله ونحوه مما يُبطِل الحكم" كما في "الموسوعة الفقهية" (7/278)، وقالوا: إن قولك "بإذن الله "استثناء كقولك" إن شاء الله".

سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي : "هل يجوز الاستثناء في الحلف بغير إن شاء الله, مثلاً: بإذن الله ؟
فأجاب :
نعم يجوز, بإذن الله مثل بمشيئة الله "انتهى باختصار من "لقاء الباب المفتوح" (لقاء رقم/119، سؤال رقم/18).
والله أعلم.
◄ موقع : الإسلام سؤال وجواب.

image ﴿﴿الأعضاء ذوي المشاركة الواحدة : د. عبدالرحمن محمود عبدالعزيز﴾﴾.