من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : عثمان أيت مهدي.
إجمالي القراءات : ﴿2247﴾.
عدد المشــاركات : ﴿34﴾.

الثقافة التوثيقية : اطلب العلم من المهد إلى اللحد.
قال الحكيم ; من جد وجد ومن زرع حصد.
يقول السيوطي رحمه الله تعالى ; طلبت معرفة اسم الرجل بسورة النساء (ومن يهاجر في سبيل الله فقد وقع أجره على الله) مدة ١٤ سنة حتى وجدته.
وقال أيضا - أن عالما مسلما – رحمه الله تعالى – بقي عشر سنوات يطلب ويسأل عن من هو الذي ذكره الله تعالى بالقرآن الكريم سرا مبهما بدون ذكر اسمه – (أمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُواْ الألْبَابِ) [سورة الزمر : 9].
وصدق القائل (اطلب العلم ولو في الصين).
وقد ورد أن عالما بتخريج الحديث الشريف من الشام سافر برا ليلا ونهارا على ناقته إلى مصر ليتيقن من صحة حديث شريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولما وصل مصر وسأل عنه وراه يستدرج فرسا له برفع ثوبه كأن به علفا لها. فسأله العالم الشامي ;
ماذا في ثوبك لتستدرج به فرسك ؟
فقال الرجل ; لا شيئ بل لأمسكها فقط.
فاستغرب العالم الشامي كذب ذلك الرجل، أشد الاستغراب، و لم ينزل عن ناقته لمصافحته ودخول بيته للراحة والضيافة من عناء سفر قد استمر شهرا وأكثر فقال له ; إن من يكذب على الفرس حقيق وأكيد أن يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد عاد من توه فورا إلى الشام وترك تخريج ذلك الحديث الشريف بعينه دون بقية الأحاديث الأخرى.
نعم إن العلم أمانة، بل إن الأمانة هي أساس الإيمان. ولا أمن وأمان أصلا بدون أمانة.
وللعلم بأن الكذب حرام واعظم من السرقة والزنى الحقيقي بعمق الفرج المحرم شرعا وعرفا وقانونا.
وقد ورد بمعنى الحديث الشريف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال ; أول ما ترفع من الأعمال الصالحة بالأرض قبل يوم القيامة (الأمانة) حتى ينتقل الرجل إلى عدة قرى ليجد بها رجلا أمينا وصادقا فعلا، ولكن من جد وجد ومن زرع حصد.
فلا شك أن السيوطي رحمه الله تعالى كان أمينا لمعرفة كل ما في القرآن الكريم من أسرار وأسماء مبهمة وغير مسمية بذاتها في القرآن الكريم مثل ; آدم. نوح. إدريس. موسى. عيسى. ومحمد صلى الله عليهم جميعا.
وأيضا ورد اسم وحيد لرجل واحد فريد فقط بالقرآن الكريم هو (زيد بن حارثة) كان ربيب النبي صلى الله عليه وسلم، وكان يسمى زيد بن محمد، ولكن أمر الله تعالى كان مخفيا لعدم تشريع التبني من غير صلب الرجل، فأمره أن يتزوج زوجة زيد بعد طلاقها لعدم إثبات التبني بالإسلام بتاتا.
فقال تعالى (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا ...) (الأحزاب : 37) أي بعد أن دخل بها زيد أولا في ليلة الدخلة وهي عذراء، ثم طلقها زيد خادمك وليس هو أصلا ابنك، وبعد طلاقها بكرهها لزوجها زيد، سمح وأباح الله زواجها للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وأنها تكون ثيبا وليست بكرا عذراء أبدا. وفي هذا الكتاب (مبهمات القرآن الكريم) آلاف الأسرار بحمد الله تعالى. والله الموفق.