د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاركات : 702
1444/06/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات : ﴿﴿2411﴾﴾
هل الشيطان يُشاهد أجسامنا أثناء الاستحمام ؟
◄ في إحدى مدارس المملكة العربية السعودية كانت تعمل هناك معلمة هندية مسلمة وكانت تُحذر التلميذات من خلع ملابسهن عند الاستحمام بحجة أن الشيطان يُشاهد أجسامهن أثناء الاستحمام !
في الحقيقة لا نعلم إذا كان الإسلام الهندي يؤمن بمثل هذه الهراءات، لكن كيف تسمح السلطات السعودية بتوظيف مثل هؤلاء المعلمات اللاتي يقمن بزرع الأفكار الضالة في عقول الأطفال الصغيرات، وهل الإسلام حقاً فيه شيء مثل هذا أو هل يؤمن علماء الإسلام بمثل هذه الهراءات ؟
إنه أمر في غاية الخطورة لأننا ننزع ملابسنا ونستخدم الحمام مرات ومرات في اليوم وكذلك أثناء العلاقة الزوجية. فهل يشاهدنا الشيطان ونحن في هذه الحالة !
■ في هذا المقال قد جمعنا لكم آداب الاغتسال المنصوص عليها لنشر الوعى الصحيح بين الناس والابتعاد عن البدع والإشاعات التي لا أصل لها :
1. يجب تسمية الله تعالى عند خلع الثياب للغسل، وتُستحب التسمية خاصة للجنب أو المرأة الحائض بدون قصد منهما للقرآن.
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا اله إلا هو) رواه السنى.
2. يجب ستر العورة حيث يُحرم على المسلم أن يغتسل أمام أحد وهو بكل تأكيد مكشوف العورة، كما يجب عدم كشف العورة إلا للضرورة وذلك حياءً من الله عز وجل وإكراماً للملائكة الحفظة الكاتبين، مع ضرورة الإشارة إلى أن عورة الرجل على الرجل وعورة المرأة على المرأة من السرة إلى الركبة.
قال سبحانه وتعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ● يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا) (الأعراف : 26 - 27).
وعن جرهد من أصحاب الصفة قال : (جلس رسول الله عندنا وفخذي منكشفة، فقال : أما علمت أن الفخذ عورة) رواه أبو داود والترمذى.
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : (قلت يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك. قلت فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت إلا يراها أحد فلا يريّنها. قلت : فإذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
3. يجب تجنب دخول الحمام إلا وأنت ساتر لعوراتك بفوطة أو بأي شيء آخر والاحتفاظ بها أثناء وجودك في الحمام خاصة في حالة استخدامك للحمامات العامة.
عن عائشة رضى الله عنها قالت : (نهى رسول الله عن دخول الحمامات، ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر) رواه أبو داود والترمذي.
وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) رواه النسائي والحاكم وصححه.
4. يجب عليك أن تتجنب النظر إلى عورتك أو عورات الآخرين، كما يجب أن تتجنب استراق النظر إلى من يخلع ثيابه أو يغتسل.
قال الله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور : 30).
وقال علىّ رضى الله عنه : (لعن الله الناظر والمنظور إليه).
5. يجب عليك طلب الخلوة بنفسك عند تغيير ملابسك والاستتار عن أنظار الآخرين، كما يجب عليك ترك الاعتماد على أحد أو مساعدته أثناء الاستحمام إلا للوالدين لتعليم أبنائهما الصغار، كما كان سيدنا عمر يُخفى غسله فلا يترك أحداً ينظر إليه وهو يغتسل ويقول بأن هذا من الدين.
عن يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأى رجلا يغتسل في الفلاة بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله حيي ستير يحبّ الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود والنسائي.
6. يجب أن تتجنب الكلام والتحدث مع الآخرين أثناء وجودك في الحمام والذكر الجهري وتلاوة القرآن أثناء الاستحمام إلا ما كان من النية وأدعية الغسل، كما يجب عليك صب الماء بكل هدوء.
7. يجب عليك أن تتجنب تناول الطعام أو تناول الماء البارد أثناء الاستحمام، بالإضافة إلى تجنب دخول الحمام بعد تناولك مباشرة للطعام لأن هذا يؤدى إلى حدوث اضطرابات في عملية الهضم.
8. يجب عليك أن تتفكر وتتذكر الموت والدار الآخرة عند تجردك من ثيابك، كما يجب أن تتعوذ بالله من نار جهنم والحميم عند الاستحمام بالماء الساخن.
9. تجنب دخول الحمامات العامة لأنه مظنة للكشف عن العورات والنظر إلى عورات الآخرين.
10. يجب أن تتجنب الإسراف في صب الماء دون حاجة حتى ولو كنت تغترف من نهرٍ جارٍ لأن ذلك من مكروهات الغسل، كما أن الله لا يُحب المسرفين.
عن عبدالله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول : (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها)، فقال يا بنيّ سل الله الجنة وعذ به من النار فإني سمعت رسول الله يقول : (يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور) رواه الترمذي.
11. يجب الانتباه إلى إسباغ الغسل وتوصيله إلى جميع البدن مع الحرص على إيصاله إلى منابت الشعر ومعاطف الجسم حسب الطريقة الشرعية.
قال الإمام الغزالي : إن أردت غسلا فاحمل الإناء، وضعه عن يمينك إن كنت تغترف منه، وعن يسارك إن كنت تصب منه، واغسل يديك أولاً ثلاثاً، وأزل ما على جسمك من نجاسة أو قذر، ثم توضأ وضوءك للصلاة، ثم صب الماء على رأسك ثلاثاً مع استحضار النية، ثم على شقك الأيمن ثلاثاً، ثم على شقك الأيسر ثلاثاً، وأدلك ما أقبل من بدنك، وخلل الأطراف، وأوصل الماء إلى معاطف البدن ومنابت الشعر ما خف منه أو كثف، واعلم أن الواجب هو النية واستيعاب البدن بالغسل.
قال الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة : 222).
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنه قد استبرأ ـ أي ابتلّ الشعر والجلد ـ حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض في على سائر جسده، ثم غسل رجليه.
12. يجب الانتباه أن الجنب يُحرم عليه خمسة أشياء وهى : (الصلاة، وقراءة القرآن، ومس المصحف أو حمله، والطواف، والمكث في المسجد إلا لعذر)، أما المُحدث حدثاً أصغر فيُحرم عليه : (الصلاة ومس المصحف وحمله والطواف).
13. ينبغي على المسلم أن يُزيل الحدثين بسرعة فور حدوثهما بالغسل والوضوء وعدم البقاء على جنابة، لأن لا أحد يعلم متى يقع الموت.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
عدد المشاهدات : ﴿﴿2411﴾﴾
هل الشيطان يُشاهد أجسامنا أثناء الاستحمام ؟
◄ في إحدى مدارس المملكة العربية السعودية كانت تعمل هناك معلمة هندية مسلمة وكانت تُحذر التلميذات من خلع ملابسهن عند الاستحمام بحجة أن الشيطان يُشاهد أجسامهن أثناء الاستحمام !
في الحقيقة لا نعلم إذا كان الإسلام الهندي يؤمن بمثل هذه الهراءات، لكن كيف تسمح السلطات السعودية بتوظيف مثل هؤلاء المعلمات اللاتي يقمن بزرع الأفكار الضالة في عقول الأطفال الصغيرات، وهل الإسلام حقاً فيه شيء مثل هذا أو هل يؤمن علماء الإسلام بمثل هذه الهراءات ؟
إنه أمر في غاية الخطورة لأننا ننزع ملابسنا ونستخدم الحمام مرات ومرات في اليوم وكذلك أثناء العلاقة الزوجية. فهل يشاهدنا الشيطان ونحن في هذه الحالة !
■ في هذا المقال قد جمعنا لكم آداب الاغتسال المنصوص عليها لنشر الوعى الصحيح بين الناس والابتعاد عن البدع والإشاعات التي لا أصل لها :
1. يجب تسمية الله تعالى عند خلع الثياب للغسل، وتُستحب التسمية خاصة للجنب أو المرأة الحائض بدون قصد منهما للقرآن.
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا اله إلا هو) رواه السنى.
2. يجب ستر العورة حيث يُحرم على المسلم أن يغتسل أمام أحد وهو بكل تأكيد مكشوف العورة، كما يجب عدم كشف العورة إلا للضرورة وذلك حياءً من الله عز وجل وإكراماً للملائكة الحفظة الكاتبين، مع ضرورة الإشارة إلى أن عورة الرجل على الرجل وعورة المرأة على المرأة من السرة إلى الركبة.
قال سبحانه وتعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ● يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا) (الأعراف : 26 - 27).
وعن جرهد من أصحاب الصفة قال : (جلس رسول الله عندنا وفخذي منكشفة، فقال : أما علمت أن الفخذ عورة) رواه أبو داود والترمذى.
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : (قلت يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك. قلت فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت إلا يراها أحد فلا يريّنها. قلت : فإذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
3. يجب تجنب دخول الحمام إلا وأنت ساتر لعوراتك بفوطة أو بأي شيء آخر والاحتفاظ بها أثناء وجودك في الحمام خاصة في حالة استخدامك للحمامات العامة.
عن عائشة رضى الله عنها قالت : (نهى رسول الله عن دخول الحمامات، ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر) رواه أبو داود والترمذي.
وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) رواه النسائي والحاكم وصححه.
4. يجب عليك أن تتجنب النظر إلى عورتك أو عورات الآخرين، كما يجب أن تتجنب استراق النظر إلى من يخلع ثيابه أو يغتسل.
قال الله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور : 30).
وقال علىّ رضى الله عنه : (لعن الله الناظر والمنظور إليه).
5. يجب عليك طلب الخلوة بنفسك عند تغيير ملابسك والاستتار عن أنظار الآخرين، كما يجب عليك ترك الاعتماد على أحد أو مساعدته أثناء الاستحمام إلا للوالدين لتعليم أبنائهما الصغار، كما كان سيدنا عمر يُخفى غسله فلا يترك أحداً ينظر إليه وهو يغتسل ويقول بأن هذا من الدين.
عن يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأى رجلا يغتسل في الفلاة بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله حيي ستير يحبّ الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود والنسائي.
6. يجب أن تتجنب الكلام والتحدث مع الآخرين أثناء وجودك في الحمام والذكر الجهري وتلاوة القرآن أثناء الاستحمام إلا ما كان من النية وأدعية الغسل، كما يجب عليك صب الماء بكل هدوء.
7. يجب عليك أن تتجنب تناول الطعام أو تناول الماء البارد أثناء الاستحمام، بالإضافة إلى تجنب دخول الحمام بعد تناولك مباشرة للطعام لأن هذا يؤدى إلى حدوث اضطرابات في عملية الهضم.
8. يجب عليك أن تتفكر وتتذكر الموت والدار الآخرة عند تجردك من ثيابك، كما يجب أن تتعوذ بالله من نار جهنم والحميم عند الاستحمام بالماء الساخن.
9. تجنب دخول الحمامات العامة لأنه مظنة للكشف عن العورات والنظر إلى عورات الآخرين.
10. يجب أن تتجنب الإسراف في صب الماء دون حاجة حتى ولو كنت تغترف من نهرٍ جارٍ لأن ذلك من مكروهات الغسل، كما أن الله لا يُحب المسرفين.
عن عبدالله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول : (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها)، فقال يا بنيّ سل الله الجنة وعذ به من النار فإني سمعت رسول الله يقول : (يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور) رواه الترمذي.
11. يجب الانتباه إلى إسباغ الغسل وتوصيله إلى جميع البدن مع الحرص على إيصاله إلى منابت الشعر ومعاطف الجسم حسب الطريقة الشرعية.
قال الإمام الغزالي : إن أردت غسلا فاحمل الإناء، وضعه عن يمينك إن كنت تغترف منه، وعن يسارك إن كنت تصب منه، واغسل يديك أولاً ثلاثاً، وأزل ما على جسمك من نجاسة أو قذر، ثم توضأ وضوءك للصلاة، ثم صب الماء على رأسك ثلاثاً مع استحضار النية، ثم على شقك الأيمن ثلاثاً، ثم على شقك الأيسر ثلاثاً، وأدلك ما أقبل من بدنك، وخلل الأطراف، وأوصل الماء إلى معاطف البدن ومنابت الشعر ما خف منه أو كثف، واعلم أن الواجب هو النية واستيعاب البدن بالغسل.
قال الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة : 222).
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنه قد استبرأ ـ أي ابتلّ الشعر والجلد ـ حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض في على سائر جسده، ثم غسل رجليه.
12. يجب الانتباه أن الجنب يُحرم عليه خمسة أشياء وهى : (الصلاة، وقراءة القرآن، ومس المصحف أو حمله، والطواف، والمكث في المسجد إلا لعذر)، أما المُحدث حدثاً أصغر فيُحرم عليه : (الصلاة ومس المصحف وحمله والطواف).
13. ينبغي على المسلم أن يُزيل الحدثين بسرعة فور حدوثهما بالغسل والوضوء وعدم البقاء على جنابة، لأن لا أحد يعلم متى يقع الموت.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.
◄ في إحدى مدارس المملكة العربية السعودية كانت تعمل هناك معلمة هندية مسلمة وكانت تُحذر التلميذات من خلع ملابسهن عند الاستحمام بحجة أن الشيطان يُشاهد أجسامهن أثناء الاستحمام !
في الحقيقة لا نعلم إذا كان الإسلام الهندي يؤمن بمثل هذه الهراءات، لكن كيف تسمح السلطات السعودية بتوظيف مثل هؤلاء المعلمات اللاتي يقمن بزرع الأفكار الضالة في عقول الأطفال الصغيرات، وهل الإسلام حقاً فيه شيء مثل هذا أو هل يؤمن علماء الإسلام بمثل هذه الهراءات ؟
إنه أمر في غاية الخطورة لأننا ننزع ملابسنا ونستخدم الحمام مرات ومرات في اليوم وكذلك أثناء العلاقة الزوجية. فهل يشاهدنا الشيطان ونحن في هذه الحالة !
■ في هذا المقال قد جمعنا لكم آداب الاغتسال المنصوص عليها لنشر الوعى الصحيح بين الناس والابتعاد عن البدع والإشاعات التي لا أصل لها :
1. يجب تسمية الله تعالى عند خلع الثياب للغسل، وتُستحب التسمية خاصة للجنب أو المرأة الحائض بدون قصد منهما للقرآن.
عن أنس رضى الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ستر ما بين أعين الجنّ وعورات بني آدم أن يقول الرجل المسلم إذا أراد أن يطرح ثيابه : بسم الله الذي لا اله إلا هو) رواه السنى.
2. يجب ستر العورة حيث يُحرم على المسلم أن يغتسل أمام أحد وهو بكل تأكيد مكشوف العورة، كما يجب عدم كشف العورة إلا للضرورة وذلك حياءً من الله عز وجل وإكراماً للملائكة الحفظة الكاتبين، مع ضرورة الإشارة إلى أن عورة الرجل على الرجل وعورة المرأة على المرأة من السرة إلى الركبة.
قال سبحانه وتعالى : (يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشاً وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ● يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا) (الأعراف : 26 - 27).
وعن جرهد من أصحاب الصفة قال : (جلس رسول الله عندنا وفخذي منكشفة، فقال : أما علمت أن الفخذ عورة) رواه أبو داود والترمذى.
وعن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : (قلت يا رسول الله، عوراتنا ما نأتي منها وما نذر ؟ قال : احفظ عورتك إلا من زوجك أو ما ملكت يمينك. قلت فإذا كان القوم بعضهم في بعض ؟ قال : إن استطعت إلا يراها أحد فلا يريّنها. قلت : فإذا كان أحدنا خالياً ؟ قال : فالله تبارك وتعالى أحق أن يستحيا منه) رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
3. يجب تجنب دخول الحمام إلا وأنت ساتر لعوراتك بفوطة أو بأي شيء آخر والاحتفاظ بها أثناء وجودك في الحمام خاصة في حالة استخدامك للحمامات العامة.
عن عائشة رضى الله عنها قالت : (نهى رسول الله عن دخول الحمامات، ثم رخص للرجال أن يدخلوها في المآزر) رواه أبو داود والترمذي.
وعن جابر رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل حليلته الحمام) رواه النسائي والحاكم وصححه.
4. يجب عليك أن تتجنب النظر إلى عورتك أو عورات الآخرين، كما يجب أن تتجنب استراق النظر إلى من يخلع ثيابه أو يغتسل.
قال الله تعالى : (قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ) (النور : 30).
وقال علىّ رضى الله عنه : (لعن الله الناظر والمنظور إليه).
5. يجب عليك طلب الخلوة بنفسك عند تغيير ملابسك والاستتار عن أنظار الآخرين، كما يجب عليك ترك الاعتماد على أحد أو مساعدته أثناء الاستحمام إلا للوالدين لتعليم أبنائهما الصغار، كما كان سيدنا عمر يُخفى غسله فلا يترك أحداً ينظر إليه وهو يغتسل ويقول بأن هذا من الدين.
عن يعلى بن أمية أن رسول الله صلى الله عليه وسلم : (رأى رجلا يغتسل في الفلاة بلا إزار، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : إن الله حيي ستير يحبّ الحياء والستر، فإذا اغتسل أحدكم فليستتر) رواه أبو داود والنسائي.
6. يجب أن تتجنب الكلام والتحدث مع الآخرين أثناء وجودك في الحمام والذكر الجهري وتلاوة القرآن أثناء الاستحمام إلا ما كان من النية وأدعية الغسل، كما يجب عليك صب الماء بكل هدوء.
7. يجب عليك أن تتجنب تناول الطعام أو تناول الماء البارد أثناء الاستحمام، بالإضافة إلى تجنب دخول الحمام بعد تناولك مباشرة للطعام لأن هذا يؤدى إلى حدوث اضطرابات في عملية الهضم.
8. يجب عليك أن تتفكر وتتذكر الموت والدار الآخرة عند تجردك من ثيابك، كما يجب أن تتعوذ بالله من نار جهنم والحميم عند الاستحمام بالماء الساخن.
9. تجنب دخول الحمامات العامة لأنه مظنة للكشف عن العورات والنظر إلى عورات الآخرين.
10. يجب أن تتجنب الإسراف في صب الماء دون حاجة حتى ولو كنت تغترف من نهرٍ جارٍ لأن ذلك من مكروهات الغسل، كما أن الله لا يُحب المسرفين.
عن عبدالله بن مغفل أنه سمع ابنه يقول : (اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها)، فقال يا بنيّ سل الله الجنة وعذ به من النار فإني سمعت رسول الله يقول : (يكون قوم يعتدون في الدعاء والطهور) رواه الترمذي.
11. يجب الانتباه إلى إسباغ الغسل وتوصيله إلى جميع البدن مع الحرص على إيصاله إلى منابت الشعر ومعاطف الجسم حسب الطريقة الشرعية.
قال الإمام الغزالي : إن أردت غسلا فاحمل الإناء، وضعه عن يمينك إن كنت تغترف منه، وعن يسارك إن كنت تصب منه، واغسل يديك أولاً ثلاثاً، وأزل ما على جسمك من نجاسة أو قذر، ثم توضأ وضوءك للصلاة، ثم صب الماء على رأسك ثلاثاً مع استحضار النية، ثم على شقك الأيمن ثلاثاً، ثم على شقك الأيسر ثلاثاً، وأدلك ما أقبل من بدنك، وخلل الأطراف، وأوصل الماء إلى معاطف البدن ومنابت الشعر ما خف منه أو كثف، واعلم أن الواجب هو النية واستيعاب البدن بالغسل.
قال الله تعالى : (إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ) (البقرة : 222).
وعن عائشة رضى الله عنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اغتسل من الجنابة يبدأ فيغسل يديه، ثم يفرغ بيمينه على شماله فيغسل فرجه، ثم يتوضأ وضوءه للصلاة ثم يأخذ الماء فيدخل أصابعه في أصول الشعر، حتى إذا رأى أنه قد استبرأ ـ أي ابتلّ الشعر والجلد ـ حفن على رأسه ثلاث حفنات، ثم أفاض في على سائر جسده، ثم غسل رجليه.
12. يجب الانتباه أن الجنب يُحرم عليه خمسة أشياء وهى : (الصلاة، وقراءة القرآن، ومس المصحف أو حمله، والطواف، والمكث في المسجد إلا لعذر)، أما المُحدث حدثاً أصغر فيُحرم عليه : (الصلاة ومس المصحف وحمله والطواف).
13. ينبغي على المسلم أن يُزيل الحدثين بسرعة فور حدوثهما بالغسل والوضوء وعدم البقاء على جنابة، لأن لا أحد يعلم متى يقع الموت.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.