أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : د. محمد عبدالله الشدوي.
إجمالي القراءات : ﴿4745﴾.
عدد المشــاركات : ﴿34﴾.

قصيدة : أقبل العيد والغيداء صامتة.
يا شعر تسمو بك الأوراق والقلم=وفي رحابك حس القلب معتصمُ
إذا سمعت أذان الشعر في خلدي=ما عطل السمع لا وقرٌ ولا صممُ
رسالة الشعر في الدنيا مخلدة=سحر حلال له في القلب مرتسمُ
يسري كما تسري الأنواء في غلس=فتوقظ الزهرَ في أكمامها الديمُ
وزهرة النرجس العذراءُ قد رويت=وفاض منها رقيق الماء يعترمُ
كأنها غادة فاضت مدامعها=على خدود حياءٍ كلُّها حرمُ
بين النقيضين عاشت وهي مرغمة=وفي نياط الفؤاد النارُ تضطرمُ
وكلما الفرحُ العذري داعبها=استل سيفَ الأسى واغتاله الندمُ
فأقبل العيد والغيداء صامتة=حناؤها في يمين واليسار دمُ
كأنها أمة الإسلام حين غدت=نصفين من كل نصف تنزف القيمُ
أصبحتِ يا أمتي ثكلى ممزقة=فما أظن جراحًا فيك تلتئمُ
بالأمس كنا نجوم الكون قاطبة=واليوم باتت علينا تضحك الأممُ
من حضرموت إلى بغداد جعجعة=بلا طحينِ رضا تقتاته الذممُ
ما دام عود الرحى فينا يصرفه=أعداؤنا فوفاض دونه عدمُ
أنطلب النصر من خصم يصارعنا=ومنه في كل شأن تورث النقمُ
ما أفلحت أمة أهواؤها طمست=أمجادها ما لها رأس ولا قدم
أقبلت يا عيد والدنيا تنوء بنا=لم ينصر الدينَ لا عُربٌ ولا عجمُ
يقاتلون لأحزاب ومغتنم=فما استقروا على حزب وما غنموا
أينصر الدينَ شعبٌ كلما ورمت=أنوفهم نزلوا الميدان واعتصموا
أينصر الدين أزلام قد اقتسموا=من قبل أن يقسموا بالله فانقسموا
تقاسموا جنة الدنيا فوا عجبي=من قبل أن يصرموا أكمامها صُرموا
إذا تعددت الرايات في بلد=عدت عليه سباع القفر والرخمُ
يا عيد لم يبق من أبناء أمتنا=إلا ابن عبد العزيز الطاهرُ العلمُ
أدرك أبا متعب دينًا تحاك له=دسائس الشر والأنباء تحتدمُ
إن لم تقم أنت تثني كل مجترم=عن غيه جحدت أسيادها الخدمُ
أدر على العُرْب دولاب الحياة فقد=أفناهم الجهل والطغيان والنهمُ
أعد إلى أمة الإسلام هيبتها=إني أرى عتبات المجد تنهدمُ
أزل عن الأمة الغراء محنتها=كما يُزال من المسقومة الورمُ
لم يبق يا عيد إلا بسمة ذُبحت=على ثغور يتامى الشام ما فُطموا
وبسمة الطفل إن ماتت فوا أسفي=إذ بعدها سيموت الصدق والشيمُ
من هاهنا انطلقت أمجاد أمتنا=ومن هنا اصطحب التاريخ والقلمُ
ومن هنا سنعيد المجد شامخة ً=هاماته ويُزال الظُّلْمُ والظُّلَمُ
فالعفو يا عيد إن لم أبتسم فلقد=برى فؤاديَ مرأى العيد والوَجَمُ