من أحدث المقالات المضافة.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : رانيه علي سراج الدين.
إجمالي القراءات : ﴿4219﴾.
عدد المشــاركات : ﴿28﴾.

سؤال اطرحه لك أخي القارئ هل فعلا تحب أمك ؟ أم أنك تقولها بلسانك فقط ؟
في إحدى الأيام قابلت طفلة عمرها تقريباً سبع سنوات فاجأتني حينما بدأت تشكي عن والدتها وتتذمر من طلباتها الكثيرة وأخذت تتكلم وتتكلم حتى ملت, واقترحت أن ألعب معها، في أثناء اللعب, طلبتها في المرة الأولى كأس ماء, وفي المرة الثانية طلبت منها أن ترفع الألعاب, وفي المرة الثالثة طلبت منها تنظيف الغرفة، وهكذا استمرت طلباتي, ولو كنت مكانها لتذمرت وتأففت إلا أنها كانت تنفذ طلباتي وهي مسرورة جدًا.

توقفت عن طلباتي وأجلستها إلى جانبي قلت لها حبيبتي هل أتعبتك ؟
فقالت : لا.
قلت لها : هل تضجرتي من طلباتي الكثيرة والمتعبة ؟
فقالت : لا.
قلت لها : طيب .. أخبريني لماذا لم تتذمري ولم تتضجري من طلباتي بالرغم من أني أتعبتك كثيرًا ؟
قالت : لأني أحبك.
قلت لها : وهل كل شخص تحبينه تسمعين كلامه ؟
قالت : نعم.
قلت لها : فإذَا أخبريني هل تحبين أمك بقدر حبك لي ؟
قالت : نعم.
قلت لها : لا أظن أنك تحبينها حقًا ؟
قالت : بلى أنا أحبها كثيرًا.
قلت لها : لو كنتي تحبينها حقًا ما تذمرت من طلباتها وما شكوتي منها أبدًا !
سكتُّ هنيهة ثم أردفت قائلةً لها : حبيبتي إن الإنسان الذي تحبينه ستبذلين قصارى جهدك لإرضائه, فلما لا تبذلي جهدك لإرضاء أمك فهي الأحق بذلك.

نعم لما لا أبذل جهدي لإرضاء أمي ! إذا طلبت مني شيئًا رفعتُ صوتي عليها وإن طلب مني صديقي شيئًا لرددت عليه بابتسامة (من عيوني) !
حملتني تسعة أشهر وهي في شوقٍ للقائي ونسيت ألم الولادة حين سمعت بكاءي، كم سهرت ليالي من أجلي فأنا حلمها وأنا مستقبلها والآن بعد أن كبرت عققتها !
هل هذا هو العدل بنظركم ؟
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أمك ثم أمك ثم أمك ثم أبوك).

إخوتي في الله : علينا النظر في قلوبنا هل لأمهاتنا مكان فيها ؟
هل فعلًا نحن نحبها أم أن حبها صارت كلمة تجري على ألسنتنا تعودنا منذ الصغر ؟ أو أن حبها هي كلمات فقط أكتبها كخاطرة أو قصيدة ؟

فلنراجع أنفسنا ففي يوم من الأيام أخيتي ستكونين أمًا, وستكون يا أخي والدًا؛ عندها سنشعر بما يشعر به والدانا تجاهنا وسنعلم مقدار حبهم لنا وتعبهم من أجل إرضائنا.