من أحدث المقالات المضافة في القسم.

اسمُ الكاتب : د. أحمد محمد أبو عوض.
عدد المشاهدات : ﴿6817﴾.
عدد المشـاركات : ﴿719﴾.

بسم الله الرحمن الرحيم

100 فكرة تربوية لضبط سلوك للطلاب «1».
الحمد لله القائل لنبيه الكريم ومجتباه الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم : 4)، فكيف لا يكون خلقه عظيما (وليس كبيراً فقط) وقد كان الصبر شعاره بل وسيلته وهدفه ليكون دائماً بمعية الله تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (البقرة : 153) وحيث أننا كمعلمين ومربي الأجيال الحاضرة وعمدة مستقبل هذه الأمة وليتسلموا أمانة الراية بكل ثقة وجدارة وليكن كلا منهم في المكان المناسب، ومن أجل أن تتحقق الحكمة من خلق واستخلاف هذا الإنسان على هذه الأرض وحده من دون المخلوقات، تكريماً وتعزيزاً له، فلا بد من غرس روح المحبة والمودة بين الطالب والمعلم في صميم العملية التربوية، لا سيما أن كلا من الطالب والمعلم والمنهاج كل منهم عبارة عن رأس مثلث لا يتشكل بأية صورة من الصور ولا تنغلق زواياه الثلاثة إلا بتقريب كل ضلعين على زاوية واحدة، سواءً أكان هذا المثلث متساوي الأضلاع أو متساوي الساقين أو قائم الزاوية، فلا بد أن يتشكل الهرم الثلاثي من المعلم والطالب والمنهاج.
وحيث أن مهمة التربية والتعليم رسالة وليست حرفة مهنية صناعية أو ميكانيكية، فلا بد ممن أراد أن يقود العملية التربوية ويكون مقنعاً لغيره من طلابه أو من أفراد المجتمع كافة، فلا بد أن يكون هو مقتنعاً برسالته ومعلوماته الغزيرة والمخزونة خلال سني دراسته ثم بالتالي احترافه لهذا المجال التربوي والذي لا يمكن (ومن سابع المستحيلات) أن يتحقق نجاح كل من المعلم أو الطالب بدون الصبر، وكما قيل بالصبر تزيل الجبل بأظافرك.

ومن هذا المنطلق ومن خلال (بعض تجاربي التربوية المتواضعة منذ 39 عاماً) يسعدني أن أعرض ما استفدت شخصياً أو ممن طبقته عملياً خلال فترة عملي حالياً بفضل الله تعالى بمدرسة عمر المختار الأساسية - أربد - الأردن، خاصة ممن استفدت من توجيهات بعض المشرفين الأفاضل من عدة جنسيات عربية شقيقة بالحصص الصفية أو من الدورات التأهيلية خلال فترة عملي بكل من المملكة العربية السعودية لمدة 21 عاماً ثم اليمن ثم ليبيا ثم حالياً بوزارة التربية والتعليم الأردنية، وكذلك مما اطلعت عليه من مراجع ومصادر بالتربية وعلم النفس وعلم الاجتماع وعلم الإدارة، وعلم القيادة الإنسانية والقيادة الاجتماعية ومواقع إلكترونية.
ونظراً لكرامة ومحبة أخواني القراء في هذا الموقع (منهل الثقافة التربوية) وإدارته العزيزة، فيسعدني استعراض كتاب قيم جداً في ضبط السلوك التربوي للطلاب والطالبات بالحصة الصفية خاصة وفي إطار المدرسة عمومًا.

■ كتاب 100 فكرة لإدارة سلوك الطلاب والطالبات ـ تأليف جوني ينغ ـ وترجمة سلام حسن الخطيب ـ وهو من إصدار مكتبة العبيكان عام 1427، والذي يعد من الكتب المميزة التي تناولت سلوك الطلبة.
تالياً استعراض مختصر لهذا الكتاب القيم، أعده الأستاذ سليمان بن أحمد السويد من مركز الإشراف التربوي بالقطيف.
فهذا الكتاب تكمن أهميته في التمكين من إدارة الصف، فجهد المعلم وعلمه مهما كان قوياً لن يؤثر في طلابه ما لم يكن الفصل جاهزاً لاستقبال المعلومة وهذا من خلال الضبط العام للصف.

■ الكتاب يتكون من مئة فكرة تساعد المعلم في ضبط صفه وهذه النقاط مقسمة على سبعة فصول وهي كما يلي :
1- اعرف طلابك.
2- كيف تحافظ على هدوئك في وجه العاصفة الصفية ؟
3- كيف تبقي الأمور في مسارها الصحيح داخل الصف ؟
4- معالجة المشكلات الشائعة.
5- إصدار المكافآت والعقوبات.
6- وعلى نطاق واسع، والمراد بها أفكار تجعل علاقتك بالطالب على نطاق أوسع من علاقة معلم بطلابه في الصف.
7- كيف تدير نفسك ؟

■ وإليكم مختصراً لمقدمة الكتاب لما فيها من نقاط نفسية وتربوية يتلمسها الخبراء التربويون من أمثالكم.
● المقدمة :
كان المؤلف يعمل كإداري في أحد البنوك ولمدة ستة عشر سنة، ولكن - وكما يقول - (حلم حياتي بأن أكون مدرساً لقد أحببت أن يكون لي تأثير على جيل كامل) ولتحقيق هذا الحلم التحق بجامعة مفتوحة بدوام جزئي حتى أنهاها ثم درس موظفين البنك كنوع من التدريب له، وكذلك فتح فصولاً لتعليم الكبار في المساء.
وعندما بدأ التدريس، ولكنه صدم بالتدريس فيقول : (وبكل صراحة أقول : لقد كانت تلك الدروس عبارة عن ساحة معركة، وصحيح أنني كنت أعرف مادتي حق المعرفة، ولكن المشكلة هي أنني لم أن أعرف كيف أدرسها، لقد كان الطلاب يشعرون بالملل في درسي. وكنت طوال الوقت أصرخ وأوجه عشرات التهديدات، وأطلق العقوبات بالجملة وفي نهاية كل درس تراني منهكاً ومحبطاً).
ولكن صاحبنا لم يستسلم لواقعه التعليمي، ولم يلق باللائمة على الطلاب وغيرهم بل فكر بما يمكنه هو تغييره، وعن مكمن الخطأ لديه قبل غيره ولذا غير من نفسه وبالتالي من واقع حصته التعليمية وهذا من خلال حضوره لدى معلمين من ذوي الخبرات العالية (درس توضيحي) والمقارنة بين طرقهم والوسائل التي يستخدمها ولذا يقول : (فبدأت أسأل هؤلاء المعلمين الكثير من الأسئلة، وأدون ملحوظاتهم على دفتر) حتى تجمع لديه العديد من الدفاتر ثم يقول وحين تكون إحدى الحصص الدراسية ناجحة فإنني أجلس بعدها متأملاً لأعرف السبب وراء كونها كذلك، ثم أدون جوهر السبب في نجاح الدرس).
وهكذا تكون لديه العديد من الخبرات التراكمية والتي ينقحها من خلال تجاربه وتطبيقاته الشخصية فأخرجها للمعلمين وغيرهم، علماً أنه معلم في المرحلة الثانوية .. ولا أظنك أخي العزيز (معلماً أو مشرفاً) بأقل منه كفاءة ولا قدرة على تسجل ما يمر بك من مواقف تعليمية.

● الفصل الأول : أعرف طلابك.
1- معرفة أسمائهم : من طرق حفظ أسمائهم.
وزع أماكن جلوسهم حسب ترتيب أسمائهم الهجائي.
كتابة الأسماء على الطاولة.
وضع مخطط للفصل يمثل أماكن جلوسهم مع اسم كل طالب (مع الصورة).
قلت : من الكتب التي تقدم لك مهارة تذكر الأسماء كتاب صغير مفيد باسم (ماذا كان اسم فلان يا ترى) لن تنسى بعد الآن الأسماء ولا الوجوه تأليف / كريكور شتاوب. وهذا الكتيب ضمن سلسلة الذاكرة القوية.
2- أعرف اهتمامات طلابك : فهذا يساعدك على اختيار المواضيع المثيرة لهم وعلى اختيار الأمثلة التي تجعلهم متابعين لك في الدرس. ويمكن أن يكون هذا من خلال استبانة في بداية العام الدراسي.
3- إثارة الحافز التعليمي لديهم من خلال معرفة أهدافهم في الحياة : هذه الفكرة قريبة من جهة الوسائل المستخدمة في تحقيقها مع الثانية وتختلف عنها في نوعية المحفز، ولا شك في أن تنوع المحفز يشكل عنصر مهم لضمان استمرارية الانتباه لدى الطالب، وكذلك هذا المحفز يعتبر محفز داخلي والمحفز الداخلي أقوى وأبقى من المحفز الخارجي.
4- تعزيز شعور الطالب بأهمية عمله : غالباً ما يكون الطلاب المشاكسون ضعيفي الثقة بالنفس، ويشعرون بأن ما يقومون به ليس له قيمة أو فائدة. والمطلوب منك أخي المربي : أن تظهر تقديرك لأي جهد يبذله الطالب وتبين له أهمية هذا الجهد في حياته وحياة الآخرين (حضوره للمدرسة ـ إحضاره لأدوات المدرسة ـ عدم إزعاجه في الفصل ـ نظافته ـ مشاركته لزملائه في عمل ما ـ كتابته للواجب ـ فضلاً عن مشاركاته في الدرس ولو كانت قليلة) ولا تنس أن تكرر هذا فهو قد لا يصدقك في البداية ولكن مع التكرار سيترسخ مفهوم قيمة عمل ويشعر به في داخله مما يدفعه للعمل.
5- التحلي بروح الدعابة : الدعابة والمرح مهمة في خلق جو صفي محبب للجميع (طلابا ومعلمين) وعليك الحذر من أمور عند تطبيق هذه الفكرة.
أ) استخدم أسلوب الدعابة عندما ترى أنك قادر على السيطرة لما يحدث بعد المرح ولديك القدرة على ضبط الصف بعد ذلك ولا يفلت زمام الأمور منك.
ب) اجعل مزاحك يتعلق بك أو بالمادة والموضوع المطروح، واحذر من المزاح فيما يخص ذوات الطلاب أو قيمهم العرفية الخاصة، أو بلادهم وكل ما يعتبروه ذا قيمة عندهم.
وتأكد بأن المزحة التي تمس الطالب لن ينساها وسيعتبرها طعنة منك ولو قدر على الرد عليك في حينها لفعل، ولكنه قد لا يستطيع فتبقى حرقة في نفسه تحرمه من الاستفادة منك ومن علمك.
6- صديق أم عدو ؟ يميل بعض المعلمون للتودد إلى طلابهم وهذا جيد ولكن يجب الحذر من المبالغة في ذلك، فدورك في الصف هو القيادة، ولا تُتَصور القيادة دون حزم وصرامة في وقت الحاجة لها، وهذا لا يعني الدعوة إلى الشدة والصرامة في غيرة وقتها، فأنت إذا كنت صارماً جداً فستضع نفسك في مواجهة معهم، وإذا كنت ليناً جداً فسيرى الطلاب فيك لقمة سائغة بل اجعل الحدود في علاقتك معهم واضحة ومن البداية فتريح وتستريح من مشاكل كثيرة، وكما قيل لا تكن ليناً فتعصر، ولا ناشفاً فتكسر.
7- موقفك يساعد : ومراد المؤلف من هذا العنوان أن النفسية التي تكون عليها قبيل دخولك للحصة مؤثرة جداً في عطائك خلالها وسينعكس ذلك على جميع نواحي أدائك (العلمي، والسلوكي، واللفظي) ولذلك حاول السيطرة على مشاعرك وبإضفاء أحاسيس التفاؤل والسعادة على روحك، حتى لو كان بالتصنع .. ويقول : قبل درسك تظاهر بأنك سعيد لمدة خمس إلى عشر دقائق، وستلاحظ أن شيئاً ما قد تغير.
8- نجم اليوم ! أخبر طلابك بأنك ستختار في كل يوم نجم، وحدد محاور التميز مع الطلاب.
1- الجهد : فقد يبذل الطالب جهداً كبيراً في تعلمه فيستحق التقدير لذلك حتى لو أخفق في الوصول للنتيجة الصحيحة.
2- لتميز أدائه.
3- استجابته في الدرس.
وهكذا في نهاية الدرس يتم إعلان النجم، ويفضل تعليق اسمه وسبب التميز وتاريخه أمام الطلبة ليكون حافزاً للطلاب، فهذه الفكرة قائمة على استغلال الرغبة الداخلية لدى الفرد بالتميز والبروز.
image أفكار تربوية لضبط سلوك الطلاب ــ خبرات علمية.
|| د. أحمد محمد أبو عوض : عضو منهل الثقافة التربوية.

التسلسل الزمني : 1434/03/01 (06:01 صباحاً).