من أحدث المقالات المضافة في القسم.

رانيه علي سراج الدين.
عدد المشاركات : 29
1443/10/01 (06:01 صباحاً).
عدد المشاهدات :: ﴿﴿5486﴾﴾

أسطورة حزنٍ هل مررتم بها ؟
لحظات حزينة تتلوها أيام ثقال، الحزن تلبد كالغيم في سماءه والغيث بات بعيداً عن عالمه هي أسطورة أحكيها لكم عن فتى عاش وحيداً ومات وحيداً انكسرت آماله وانتحرت أحلامه الكل ينظر إليه نظرة حقد وشر فهذا يدبر له المكائد وذاك يبيت له النوايا السيئة، كم كانت أيامه سوداء حزينة ؟ وكم تجرع من ألم الوحدة سنين عديده ؟ وكم تمنى الموت الآف المرات ؟ لم نكن نعلم ما بداخله فقط كنا ننظر إلى تلك اللوحة الحزينة المرسومة على وجهه، والآن وقد حاولنا الاقتراب منه علمنا بأنه قد فارق الحياة تاركاً خلفه قصصاً وروايات تكتب بنزف الحزن لا القلم.
توقفوا أحبتي ها هنا ولنتأمل بعض الكلمات هناك أوقات. نشعر فيها أنها النهاية ثم نكتشف بأنها البداية. هناك أبواباً نشعر أنها مغلقة ثم نكتشف أنها المدخل الحقيقي. هكذا هي حياتنا لعل المصائب تندفع نحونا ولا نكاد نخرج من مصيبة إلا وتبعتها أختها.

■ أخي :
هي نفسك فحياتك من صنع أفكارك كيفما تريدها تكن :
يا شعلة الأكوان كف عن النواحِ • • • فما بعد المصائب سوى ارتياح

البعض حينما يتعثر بعثرة يتذكرها طوال حياته ويتحدث عنها ليل نهار ويشكوا من تلك الأيام الثقال، فهو يرى بأن مصيبته عظمى ولم يمر بها أي كائن كان، فييأس ويجعل من نفسه سجين أحزان وأوهام وربما قضى الليالي بالبكاء على ما فات.
إذا كانت هذه عثرة واحده فقط قد فعلت بك ما فعلت فما ستفعل إن عشت طويلاً ورأيت كل عجب وعجاب ! ستتعثر بعثرات أخرى وإنما يبتلى المؤمنون على قدر إيمانهم والأنبياء أكثر الناس ابتلاء، فلمَ الحزن ؟! لا تحزن فلعل في بلواك خير من الله ولعل في ذلك زيادة في أيمانك وما يدريك لعل الله اشتاق لسماع صوتك ومناجاتك له في الخلوات.

■ تذكر : (إذا أراد الله لك منزلة أعطاك ما يعينك على الوصول إليها، إما بالفقد، وإما بالعطاء، فإما أن تفقد شيئاً فتصبر، وإما أن يوفقك الله لعمل صالح فتصنعه) فلا تحزن فكل ما هو خيرٌ لك آت عاجلاً أم آجلاً.
البعض قد يظن أن الآخرين يدبرون له المكائد وأن الناس تنام الليل وهي تبيت له النوايا السيئة، مهلاً يا أخي لا تتخيل نفسك وكأنك كبش فداء الذي يعمل الجميع على أتعاسة، كل إنسان له من المشاكل ما يجعله مشغول البال عنك فلا تظن أن الجمع يسعى لإزعاجك.

تذكر أن أكثر الأشياء تأثيراً أو يمكنك القيام بها لتغيير العالم هو تغيير معتقداتك الخاصة عن طبيعة الحياة والناس والواقع وهذا الشيء أكثر إيجابية وتبدأ بالتصرف وفقاً لذلك.

■ تأكد : حين تنكسر لن يرممك سوى نفسك، وحين تهزم لن ينصرك سوى ذاتك، فقدرتك على الوقوف من جديد لا يملكها سواك، حينما تمر بعثرة لا تنظر إليها وكأنها كارثة فكر بعقلك وأوجد لها حلاً بدل أن تتمرغ في الطين وتيأس، الله تعالى ما أصابك من مصيبة إلا لعلمه بمقدرتك على تحملها والوقوف أمامها وحلها، فكم من المصائب التي مر بها غيرك لو مررت أنت بها لأُدخِلت مشفى المجانين. وكم من أناسٍ لو ذاقوا ماذقته لانتحروا، فكلاً قد أعطاه الله على قدر ما يتحمله، ولكن شتان بين من يصبر ومن يجزع، الله تعالى يقول : (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) يوم القيامة إذا ما أتي بالناس لترى كل نفس ما عملت يعطى المصلي حسنات على قدر صلاته، وكذا الصائم وغيرهم إلا الصابر فيوفى أجره بغير حساب ويعطى من الحسنات أضعاف مضاعفة، فأصبر أخي فيوماً ما ستكتشف أن حزنك حماك من النار، وصبرك أدخلك الجنة، فادفع المصائب بالاستغفار وأجلب بالشكر المزيد من النعم.

■ أخيراً :
أقول لكم أحبتي في الله : هل أنا وأنتم من أصحاب هم الدنيا ؟ هل نحن ممن امتلأت قلوبنا بحب الدنيا ؟ أم أننا نصوب النظر نحو الجنة ؟
ستظل النافذة الوحيدة التي يتسلل النور من خلالها في كل سجن هي صلتنا بخالقنا. فإذا ضاقت عليك الأرض بما رحبت فا فتح المصحف وأقرأ رسائل إله الكون، واطرح بنفسك على عتبات أبوابه ولا ترفع رأسك من سجود قبل أن تفرغ كل ما في قلبك من أمنيات، أصبر وأخرج نفسك من دائرة الأحزان قبل أن تختم قصتك بـ (حاولنا ولكنه مات !).

■ أحبتي :
لا أنكر يوماً أني كرهت الحياه. ولا أنكر ضعفي من بعض المواقف، ولكن بداخلي روح تلون لي الحياه، تمنحني القوة كلما تذكرت قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (أن الله إذا أحب عبداً ابتلاه) الحمّدُ لله دائماً وأبداً، اسأل الله لي ولكم راحة البال.
|| رانيه علي سراج الدين : عضو منهل الثقافة التربوية.