من أحدث المقالات المضافة إلى القسم.

بسم الله الرحمن الرحيم

اسمُ الكاتب : خالد صابر خان.
إجمالي القراءات : ﴿7980﴾.
عدد المشــاركات : ﴿122﴾.

بعض الناس هداهم الله تجدهم يستأثرون بالحديث في المجالس دون أن يدع مجالاً لغيره في الحوار فيسترسل في الكلام ويتحدث في كل صغيرة وكبيرة ظناً منه أن حديثه ممتع وشيق ومفيد وقد لا يتنبه إلى أن معظم كلامه ممل ومكرر ونسي المسكين أنهم يستمعون مجاملة له فقط، وإن تحدث أحد بموضوع ما بادره بالمقاطعة وأكمل الحديث عنه دون أن يعير اهتماماً لمن حوله الذين يريدون أن يدلو بدلوهم وقد يكون فيهم من هو أعلم منه وأكبر منه سناً.

إن شاكلة هؤلاء كثيرون في مجالسنا تجدهم يأخذون بزمام الحديث ويتحدثون بما يفقهون وبما لا يفقهون، ومنهم على سبيل المثال أدعياء الثقافة، هؤلاء يجب التنبيه عليهم بأن يتركوا المجال لغيرهم في الحديث وأن فكرتهم قد وصلت.
وهنا أنبه على نقطة مهمة وهي أنه عندما تتحدث في المجالس ليكن حديثك في صلب الموضوع دون إطالة أو إسهاب منتقياً فيه أحسن الكلمات كما ننتقي أطايب التمر فرب كلمة تقول لصاحبها دعني مع مراعاة أن هناك من ينتظر إنهاء حديثك لكي يعبر عن وجهة نظره في الموضوع المطروح للنقاش ولا تنس أن هناك من هو أكبر منك واعلم منك في المجلس يستحق أن يترك له المجال للحديث، وليكن حديثك مختصراً فخير الكلام ما قل ودل ولنا في رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة فقد كانت أحاديثه موجزة، وقد أوتي جوامع الكلم.
إن الاستئثار بالحديث صفة مذمومة يجب الابتعاد عنها ويجب أن يعرف المرء متى يتكلم ومتى يصمت حسب ما يقتضيه الموقف والموضوع المطروح للنقاش فأحياناً يكون الصمت أبلغ من الكلام.

■ لذا عزيزي القارئ ..
اربأ بنفسك أن تكون مثل هؤلاء الذين يستأثرون بالحديث لدرجة تبعث على الملل وكن متحدثاً لبقاً يأخذ بالألباب ويأسرها بسحر بيانه عندما يتكلم، والله من وراء القصد.